التضخم يهيمن على احتفال البنك المركزي الاوروبي بمرور 25 سنة على تأسيسه

أ ف ب-الامة برس
2023-05-24

 البنك المركزي الأوروبي (ا ف ب)

بروكسل: يقيم البنك المركزي الأوروبي الأربعاء 24مايو2023، احتفالا كبيرا لمرور ربع قرن على تأسيسه تخللته أزمات أرغمته على توسيع حدود نشاطه، وذلك في خضم معركته لمواجهة التضخم.

يتوقع وصول حوالي 200 مدعو اعتبارا من الساعة 18,15 (16,15 ت غ) الى مقر المؤسسة النقدية الزجاجي في فرانكفورت. سيتم عزف موسيقى لكلود ديبوسي في حين ستقطع رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد واثنان من أسلافها جان كلود تريشيه وماريو دراغي قالب حلوى بالمناسبة.

وسيلقي التضخم في منطقة اليورو الذي وصل إلى مستوى قياسي - كان لا يزال %7 في نيسان/أبريل - بظلاله على خلفية أسعار الطاقة والسلع المستوردة التي ارتفعت منذ التعافي بعد جائحة كوفيد والغزو الروسي لأوكرانيا.

واكدت لاغارد لقناة بويتنهوف التلفزيونية الهولندية "هذا لا يمنع ان يكون لدينا سبب وجيه للاحتفال في البنك المركزي الأوروبي".

وقالت "قبل 25 عاما كان هدفنا ضمان استقرار الأسعار وسيادة اوروبية أفضل وإظهار تضامن أكبر: لقد حافظنا على التزاماتنا بشأن هذه النقاط الثلاث".

ويهدف البنك المركزي الاوروبي الذي تم تأسيسه في الاول من حزيران/يونيو 1998 قبل أشهر من إدخال العملة الواحدة، إلى الحفاظ على استقرار الأسعار ويترجم اليوم بمستوى تضخم يبلغ 2% على المدى المتوسط.

بلغ معدل التضخم 2,05% في المتوسط خلال السنوات ال25 الماضية.

- أزمات وجودية -

لكن وراء هذه النتيجة الجيدة اجمالا، شهدت المؤسسة عدة أزمات.

فقد اضطرت لتتأقلم مع عيوب الاتحاد النقدي التي أدت إلى أزمات وجودية مثل مخاطر انهيار اليورو في عام 2010 بسبب أزمة الديون العامة في الاتحاد الأوروبي.

أعقب ذلك مرحلة طويلة من التضخم البطيء، تلاها ارتفاع الأسعار الذي يسجل منذ أكثر من عام.

يقول إريك دور مدير الدراسات الاقتصادية في كلية IESEG للإدارة "سمحت فترة التضخم المفرط التي بدات في منتصف عام 2021 للمتوسط بالتقارب نحو 2%".

بعد أن ظن لفترة طويلة أن عودة التضخم ستكون موقتة، اضطر البنك المركزي الأوروبي لمواجهته من خلال زيادة غير مسبوقة في معدلات الفائدة الرئيسية ب3,75 نقطة مئوية منذ تموز/يوليو، وبالتالي انعكس ذلك سلبا على النمو.

توسعت ترسانته على مر السنين لتتخطى السلاح الكلاسيكي الا وهو أسعار الفائدة: برامج إعادة شراء الديون العامة والخاصة تتغاضى عن حظر تمويل الدول السيادية ومنح قروض ضخمة للمصارف، وكل ذلك لتقديم الدعم للاقتصادات الأوروبية.

كما ارتكبت المؤسسة أخطاء فادحة. في عام 2011، رفع جان كلود تريشيه أسعار الفائدة بينما كانت الأزمة تلوح في الافق. وسيعمد خلفه ماريو دراغي الى تصحيح الوضع فور توليه مهامه ونال لاحقا لقب "سوبر ماريو" منقذ منطقة اليورو.

لكن تفرد الإيطالي في إدارة المؤسسة أدى إلى خلق خلاف داخل مجلس الحكام الذي يضم حكام البنوك المركزية الوطنية الذين لديهم أفكار متباينة حول السياسة النقدية الصحيحة.

- ورشة اليورو الرقمي -

وساهمت كريستين لاغارد بفضل حسن ادارتها، في رص الصفوف.

يقول فريدريك دوكروزي كبير الاقتصاديين في "بيكتت ويلث ماناجمنت"، "مع كل أزمة نجح البنك المركزي الأوروبي في الابتكار والتأقلم. وهذا ما يجب تذكره قبل تسليط الضوء على الأخطاء أو التوترات الداخلية".

يوظف البنك المركزي الأوروبي اليوم 4200 شخص - أكثر بعشر مرات من عام 1999 - يشرفون منذ 2014 على المصارف الكبرى في منطقة اليورو.

ولا تزال مهمته تتطور ويرغب في تغيير سياساته النقدية لمواجهة ضرورة مكافحة تغير المناخ.

أما بالنسبة لليورو الذي يستخدمه ما يقارب 350 مليون أوروبي في 20 دولة "سيبقى حاضرا لسنوات عدة مقبلة" على حد قول لاغارد.

كما انه سيتحول، فقد تم إطلاق ورشة اليورو الرقمي لإنشاء وسيلة دفع جديدة استجابة لتكاثر العملات المشفرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي