للتأثير على الانتخابات.. تغطية إعلامية غربية مناهضة لأردوغان

الأمة برس - متابعات
2023-05-22

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (ا ف ب)

اتسمت تغطية الكثير من وسائل الإعلام الغربية البارزة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا لعام 2023 بأنها مناهضة ومنحازة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، بما يؤثر على تشكيل الرأي العام وربما نتائج الانتخابات، بحسب نايل وفيق في تقرير بموقع "مودرن دبلوماسي" (Modern Diplomacy).

وفي جولة انتخابية أولى يوم 14 مايو/أيار الجاري، حصل أردوغان (69 عاما)، الذي يتولى الحاكم منذ 20 عاما، على 45.52% من الأصوات مقابل 44.88% لمرشح المعارضة الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو (74 عاما)، لذلك يخوضان جولة إعادة في 28 من الشهر الجاري لتحديد الفائز بفترة رئاسية تمتد 5 سنوات.

وعلى عكس نتائج الانتخابات الرئاسية، حافظ تحالف الشعب، بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 بزعامة أردوغان، على الأغلبية البرلمانية، وحل في المرتبة الثانية تحالف الأمة، بقيادة حزب الشعب الجمهوري بزعامة كليتشدار أوغلو.

انتقادات عديدة

وفيق قال إن "قيادة أردوغان القوية لتركيا حظيت باهتمام في تغطية وسائل الإعلام الدولية والمشهد الإعلامي الغربي".

وتابع أن تلك التغطية كثيرا ما زعمت أن أردوغان "شخصية استبدادية قاسية ومعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان".

وأردف أن "التغطية بشكل عام تنتقد سياسات حكومة أردوغان.. وبالطبع نجح الإعلام في تشكيل الرأي العام، ما أدى إلى صورة سلبية لأردوغان في نظر المجتمع الغربي".

وأوضح أن بعض وسائل الإعلام الغربية، مثل "إيكونومست" (The Economist) و"واشنطن بوست" (The Washington Post) وهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، اعتبرت أن "أنشطة حكومة أردوغان استبدادية وتضر بحرية التعبير وذلك عبر روايات مليئة بالصور المناهضة لأردوغان".

كما شجبت وسائل الإعلام تلك، بحسب وفيق، ما زعمت أنه "اضطهاد لجماعات المعارضة واحتجاز لصحفيين وتقييد لحرية الإعلام (...) وانتقدت كذلك مواقف أردوغان الحقوقية وتعامله مع قضية الهجرة".

وزاد وفيق بأنه خلال انتخابات 2023، كتبت مجلات مثل "لو بوينت" (Le Point) و"لو إكسبرس"  (L’Express) في فرنسا و"فورين بوليسي" (Foreign Policy) في الولايات المتحدة مقالات "تنتقد أردوغان وتشكك في نزاهة الانتخابات".

نتائج الانتخابات

و"بالنظر إلى الروايات الإخبارية الدولية السلبية، انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تحيز الإعلام الغربي الذي صور أردوغان بشكل رهيب. وهو بالطبع أمر مؤسف للغاية لأنه يمكن أن يؤثر على الرأي العام، وبالتالي يمكن أن يؤثر على نتائج الانتخابات العامة"، بحسب وفيق.

ووفقا لكريستوف هست رستل، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فإن الخلاف بين وسائل الإعلام الغربية تجاه أردوغان مدفوع بجماعات مصالح عالمية تعارض ما تعتبره تدخلا منه في جدول أعمالها، لا سيما في مجال حقوق الإنسان والهجرة وغيرها من ملفات التعاون.

وشدد رستل على أن "روايات وسائل الإعلام الغربية المتحيزة تتدخل في العملية الديمقراطية في تركيا، فهي جهود مبذولة للتأثير على نتائج الانتخابات من خلال تشكيل الرأي العام".

ولذلك أكد وفيق "أهمية أن يتوخى القارئ الحذر ويبحث عن مصادر مختلفة للمعلومات التي يمكن أن تخلق صورة أكثر توازنا، بينما تظهر التغطية الإعلامية الغربية لحكم أردوغان والموسم الانتخابي كيفية تأثير التحيز الإعلامي على الرأي العام لتغيير نتائج الانتخابات، بغض النظر عما إذا كانت التغطية موضوعية أو منحازة".

واستدرك: "مع ذلك، من الضروري إدراك أن التغطية الإعلامية الغربية لأردوغان ليست كلها سلبية، إذ أقرت العديد من وسائل الإعلام بإنجازاته وسياساته الناجحة، وربما يعود ذلك إلى الاختلافات في كل من ملكية وسائل الإعلام ووجهات النظر".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي