آخر المساعي لجذب الاصوات قبل اقتراع الأحد في اليونان

ا ف ب - الأمة برس
2023-05-19

رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته كيرياكوس ميتسوتاكيس (يمين) ورئيس حزب سيريزا المعارض أليكسيس تسيبراس خلال مناظرة تلفزيونية في 10 أيار/مايو 2023 (ا ف ب)

اثينا - يختتم كل من رئيس الوزراء اليوناني المحافظ المنتهية ولايته كيرياكوس ميتسوتاكيس ومنافسه اليساري أليكسيس تسيبراس حملته الانتخابية الجمعة قبيل اقتراع الأحد 2023-5-21 الذي تبدو نتائجه الأكثر غموضا في عقد.

اختار ميتسوتاكيس، خريج جامعة هارفرد، مكانا تحت الأكروبوليس المهيب ليعرض سجله من النمو المطرد والاقتطاعات الضريبية وإعادة إحياء السياحة التي تضررت جراء جائحة كوفيد وإتاحة فترة نادرة من الاستقرار الاقتصادي لليونان المثقلة بالديون.

من ناحيته سيتوجه تسيبراس إلى باتراس الساحلية الواقعة غربا، وثالث أكبر مدن اليونان، ليقول إن الحكومة المنتهية ولايتها قدمت مليارات الدولارات لحلفاء سياسين فيما اليونانيون يئنون تحت عبء التضخم المرتفع.

وتوجه المتنافسان من جزيرة إلى أخرى في الاسابيع القليلة الماضية وألقيا خطابات يومية عن الانتخابات التي قد تتطلب جولة أخرى بسبب تعديل النظام الانتخابي، ربما في الثاني من تموز/يوليو.

ورغم أن آخر الاستطلاعات تشير إلى تقدم واضح لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنسبة تتراوح بين 5 و7 بالمئة، فإن النظام المطبق الأحد رفع السقف إلى غالبية مطلقة من غير المرجح أن يحصل عليها أي طرف.

وحض ميتسوتاكيس تكرارا الناخبين على عدم تبديد المكاسب الاقتصادية لليونان محذرا من أن عدم منح حزبه "الديموقراطية الجديدة" تفويضا قويا الأحد من شأنه أن يؤدي إلى "شلل" و"فوضى" في البلاد وسط تحديات جيوسياسية مثل الحرب في أوكرانيا و التضخم القياسي.

لكن تسيبراس المهندس البالغ 48 عاما والذي تولى رئاسة الحكومة بين 2015 و2019، وصف حكومة ميتسوتاكيس بأنها متغطرسة وقاسية وعديمة الضمير.

ويقول هذا اليساري الذي قاد في 2015 مفاوضات صفقة انقاذ كادت أن تخرج اليونان من منطقة اليورو، إن الحلفاء السياسيين لهذه الحكومة هم أكثر من استفادوا من ولاية ميتسوتاكيس.

ويشير أيضا إلى فضيحة تنصت أدت إلى استقالة رئيس جهاز الاستخبارات وابن شقيقة ميتسوتاكيس أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء.

- حكومة اليائسين - 

يحق لقرابة عشرة ملايين يوناني الادلاء بأصواتهم في اقتراع الأحد 2023-5-21 وسيصوت نحو 440,000 مواطن أصغرهم بعمر 16 عاما للمرة الأولى. ويبذل المرشحان جهودا حثيثة لجذب أصوات الشبان الذين يعانون بشدة من البطالة المرتفعة.

وبينما سجلت اليونان نموا بنسبة 5,9 بالمئة في 2022، يقول تسيبراس إن فوائد النمو لا تصل إلى الشعب، وإن العديد من العمال لا يزالون يتلقون أجورا لا تواكب الارتفاع الحاد للأسعار.

وبالتالي يدعو إلى زيادة الرواتب وهو ما يقول ميتسوتاكيس إنه سيكلف أكثر من 80 مليار يورو، أي أكثر بأربع مرات من تقديرات تسيبراس، الذي يقول بدوره إن اليونان يمكن أن تسعى للحصول على مزيد من المساعدات المالية على مستوى الاتحاد الأوروبي. 

ورافضا الاتهامات له بانعدام المسؤولية المالية، قال تسيبراس لموقع إيثنوس الإخباري امس الخميس 2023-5-18 إنه خلال ولايته خرجت اليونان "من صفقة الإنقاذ بسلام، أعدنا التفاوض على الدين العام وتركنا 37 مليار يورو في خزائن الدولة".

وفي الوقت نفسه يركز ميتسوتاكيس في خطاباته على الاستقرار.

ورفض خطة تسيبراس الاحتياطية لتشكيل ائتلاف مع حزب باسوك-كينال الاشتراكي باعتباره "حكومة اليائسين"، قال: "نريد حكومة مستقرة. حكومة يمكنها اتخاذ القرارات ولن تكون تحت رحمة المساومة والابتزاز الحزبي الداخلي". ورئيس الحكومة المحافظ يتقدم على تسيبراس بثبات في استطلاعات الرأي ولم يخسر أي انتخابات ضده على المستوى الوطني أو المحلي أو الأوروبي.

- غضب وعدالة - 

ما يزيد من غموض نتائج الانتخابات انعكاسات كارثة شباط/فبراير قُتل التي فيها 57 شخصا، غالبيتهم من طلاب الجامعات، لدى تصادم قطارين، في ما يعد أسوأ حوادث القطارات في تاريخ اليونان.

أثارت المأساة غضبا عارما ونزل عشرات الآلاف الى الشوارع متهمين السلطات بالإهمال وكتبوا على اللافتات التي رفعت "حياتنا تهمّ!".

وحاولت الحكومة في البدء إلقاء اللوم على خطأ بشري، في وقت تعاني شبكة السكك الحديد من سنوات من نقص الاستثمار.

وقال كيرياكوس بابادوبولوس، وهو طالب اقتصاد وناخب للمرة الأولى يبلغ من العمر 19 عامًا، "سأختار المرشح الذي أعتقد أنه الأفضل لتحسين الوضع الاقتصادي ولكن مع تأثير حقيقي على المجتمع - أي مع تحسينات حقيقية في القوة الشرائية، وانخفاض معدلات الفقر وانعدام المساواة". 

هذا الأسبوع تقدمت مجموعة تمثل ضحايا كارثة القطار وعائلاتهم بشكوى قضائية ضد ميتسوتاكيس ووزراء ومسؤولي نقل حاليين وسابقين. 

وصرح ميتسوتاكيس لشبكة أنتينا التلفزيونية في وقت سابق هذا الأسبوع "أتفهم تماما غضبهم وأنا أول من يريد العدالة على جميع المستويات".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي