وثائق استخباراتية تكشف أن زيلينسكي سعى لاحتلال مدن روسية وخطط سراً لشنّ هجمات جريئة

الأمة برس - متابعات
2023-05-14

الرئيس الأوكراني زيلينسكي (ا ف ب)

كشفت وثائق استخباراتية أمريكية سرية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطط سراً لشن هجمات جريئة داخل الأراضي الروسية، بينما عارضت الإدارة الأمريكية خطط زيلينسكي ورفضت استهداف أراضٍ روسية بالصواريخ، وفق ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 13 مايو/أيار 2023.

الصحيفة أوضحت أن الوثائق الاستخباراتية الأمريكية تناولت بعض تفاصيل الاتصالات الداخلية لزيلينسكي مع كبار مساعديه وقادته العسكريين.

حيث كشفت أن الزعيم الأوكراني اقترح خلف الأبواب المغلقة اتخاذ خطوات عسكرية أجرأ من تلك التي يصرح بها عادة، مثل احتلال قرى روسية لكسب النفوذ على موسكو؛ وقصف خط أنابيب ينقل النفط الروسي إلى المجر، والسعي بشدة للحصول على صواريخ بعيدة المدى من الحلفاء الغربيين لضرب أهداف داخل حدود روسيا.

ميول عدوانية من زيلينسكي

تأتي تلك الوثائق، التي لم يُكشف عنها من قبل، ضمن التسريبات الاستخباراتية الأمريكية التي نُشرت على منصة "ديسكورد"، وقد كشفت المعلومات الواردة فيها عن ميول عدوانية لدى زيلينسكي تتناقض بشدة مع صورته التي عُرف بها لدى الناس والتي يبدو فيها رجل دولة هادئاً ورزيناً يقابل الهجمات الروسية الوحشية على بلاده بالصبر ورباطة الجأش.

جُمعت تلك البيانات بعد اعتراض اتصالات رقمية بين زيلينسكي ومساعديه، ما وفر نظرة غير معهودة على مداولات زيلينسكي ورفاقه، وسط وابل من الصواريخ الروسية وهجمات البنية التحتية وجرائم الحرب.

بينما لم تشكك وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) -التي اطلع كبار القادة العسكريين فيها على البيانات الواردة في الوثائق المسربة- في صحة ما ورد في تلك الوثائق.

كما تشير التسريبات إلى أن زيلينسكي كان  يحدُّ من طموحات مرؤوسيه في بعض الأحيان، ومع ذلك فقد كان هو من يقترح عمليات عسكرية محفوفة بالمخاطر في أحيان أخرى.

في غضون ذلك، تكشف إحدى الوثائق التي حملت تصنيف "سري للغاية"، أن زيلينسكي اقترح خلال اجتماع عُقد في أواخر يناير/كانون الثاني، أن "تشن أوكرانيا ضربات داخل الأراضي الروسية" وأن تنقل قوات برية أوكرانية إلى أراضي العدو "لاحتلال مدن حدودية روسية". وقالت الوثيقة إن الهدف من ذلك "أن تكتسب كييف بعض النفوذ في المحادثات مع موسكو".

في اجتماع آخر بأواخر فبراير/شباط مع الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أعرب زيلينسكي عن قلقه من أن "أوكرانيا ليست لديها صواريخ بعيدة المدى، ولا أي أسلحة، قادرة على الوصول إلى تجمعات القوات الروسية في روسيا". بعد ذلك، اقترح زيلينسكي أن تهاجم أوكرانيا مواقع انتشار للقوات الروسية في منطقة روستوف، الواقعة في غرب روسيا، باستخدام طائرات مسيرة، وفقاً لوثيقةٍ سرية أخرى.

كما اقترح الرئيس الأوكراني في اجتماع عُقد منتصف فبراير/شباط، مع نائبة رئيس الوزراء يوليا سفيريدينكو، أن "تفجِّر" أوكرانيا خط أنابيب دروزبا السوفييتي الذي يزود المجر بالنفط. وتقول الوثيقة: "شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا ينبغي أن تفجر خط الأنابيب وتدمر المشروعات الصناعية المزمعة للرئيس الوزراء فيكتور أوربان [المتعاطف مع روسيا]، والتي تعتمد اعتماداً كبيراً على النفط الروسي".

"فقط تعبير عن غضب"

مع ذلك، ذهب مسؤولو استخبارات إلى أن زيلينسكي كان "يعبر فقط عن غضبه تجاه المجر، ومن ثم يمكن أن تصدر عنه تهديدات مبالغ فيها، ولا معنى لها". غير أن هذا الوصف لا يستقيم مع  تسريبات زيلينسكي الأخرى التي تشير إلى تخطيطه لشن عمليات عسكرية جريئة. والواقع أن المجر، وإن كانت تنتمي نظرياً إلى التحالف الغربي، إلا أن أوربان من المعروف عنه أنه من أكثر زعماء أوروبا قرباً من الكرملين.

لكن لما سئل زيلينسكي خلال مقابلة مع صحيفة The Washington Post في كييف، عما إذا كان قد اقترح احتلال مناطق من روسيا، أنكر الرئيس الأوكراني المزاعم المسربة للاستخبارات الأمريكية ووصفها بأنها "أوهام"، لكنه دافع عن حقه في استخدام خطط غير تقليدية في الدفاع عن بلاده.

كما قال زيلينسكي: "أوكرانيا لديها كل الحق في حماية نفسها، ونحن لا نفعل إلا ذلك. أوكرانيا لم تحتل أراضي أحد، وإنما احتُلت أراضيها"، والواقع أنه لما كان "الأوكرانيون يموتون، ويدفنون في مقابر جماعية، ويتعرض شعبنا للتعذيب، فأنا لن أتردد في القول إنه يتعين علينا استخدام أي وسيلة".

من جهة أخرى، فإن استخدام الصواريخ بعيدة المدى لاستهداف أراضٍ داخل روسيا مسألةٌ لها حساسية خاصة لدى البيت الأبيض، الذي لطالما تخوَّف من توسع الصراع الأوكراني وخروجه عن نطاق السيطرة إلى حدٍّ قد يستدعي مواجهة كارثية العواقب بين الولايات المتحدة وروسيا، أكبر قوتين نوويتين في العالم.

على الرغم من أن واشنطن منحت زيلينسكي أسلحة متطورة بقيمة مليارات الدولارات، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن أصر منذ بداية الحرب، على رفض مطالب الزعيم الأوكراني بالحصول على أنظمة صواريخ "أتاكمز" ATACMS بعيدة المدى والقادرة على ضرب أهداف يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وقال بايدن إن الولايات المتحدة "لم تشجِّع أوكرانيا ولا مكَّنتها من استهداف مواقع خارج حدودها".

عندما سُئل الرئيس الأوكراني عن المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى أنه كان يفكر في استخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب روسيا، قال: "لم يُصدر أحد في بلادنا أوامر بشن هجمات أو ضربات على الأراضي الروسية".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي