إحباط أمريكي من فشل مساعي إبعاد حلفائها عن روسيا

الأمة برس - متابعات
2023-05-14

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض في الخامس من أيار/مايو 2023. (ا ف ب)

"من الواضح أن دول الشرق الأوسط تراقب الحالة المصرية عن كثب، في تجاهلها للطلب الأمريكي بإغلاق مجال القاهرة الجوي في وجه الطائرات العسكرية الروسية، ما يوضح العقبات التي تواجهها الولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بروسيا".

هكذا يتحدث تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، والذي يشير إلى الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالإحباط في محاولات إقناع الدول بسياستها بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.

جاء التحليل تعليقا على ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين ومصريين، حين قالوا إن القاهرة تجاهلت مطالب من واشنطن بإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الروسية، في اختبار لمحدودية قدرة واشنطن على خنق إمدادات موسكو قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع.

وتشير التقارير الأخيرة إلى أن روسيا تواجه صعوبة في تحليق الطائرات العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يتعين عليها أن تأخذ دائرة طويلة فوق أذربيجان أو إيران ثم الكويت ثم عبر الخليج، حول اليمن ثم فوق مصر للوصول إلى سوريا.

وشجعت الولايات المتحدة حليفتها مصر على إغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات العسكرية الروسية، حيث تفضل واشنطن إغلاق المزيد من الدول لمجالها الجوي، وهذا يعني أنه ربما تم الضغط على العراق ودول أخرى، لكن القاهرة تجاهلت الدعوات الأمريكية لإغلاق مجالها الجوي.

وتفضل روسيا الطريق الأقصر فوق تركيا للوصول إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا، حيث تمتلك موسكو أصولًا عسكرية.

ويقول التحليل: "تواجه الولايات المتحدة بشكل خاص تحديات مع الدول التي لها تاريخياً علاقات مع الاتحاد السوفيتي، ولكن مصر حالة خاصة، باعتبارها شريكا للولايات المتحدة وتتلقى مساعدة عسكرية أمريكية".

ويضيف: "من الواضح أن دول الشرق الأوسط تراقب الحالة المصرية عن كثب، حيث سعت بعض الدول مثل السعودية إلى سياسة خارجية جديدة في الأشهر الأخيرة، بعدما أصلحوا الأمور مع إيران، ويسعون إلى تطبيع الصفقات مع النظام السوري ويتحدثون أيضًا مع الصين وروسيا".

ووفق التحليل، فإن قضية الطيران ومصر ليستا القضية الوحيدة المطروحة على قائمة التحديات التي تواجه الولايات المتحدة.

ويلفت إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يتمتع كذلك بعلاقة ودية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقد تبنت القاهرة موقفًا محايدًا من الصراع في أوكرانيا.

ويشير التحليل إلى مقال نُشر في أبريل/نيسان في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال إن الولايات المتحدة قلقة من أن مصر قد تزود روسيا بالذخائر، قبل أن تعلق الخطة وتوافق بدلاً من ذلك على تزويد الولايات المتحدة بذخيرة مدفعية لقوات كييف.

وعلقت القاهرة على تلك الخطة، ونفت أن يكون الأمر كذلك.

ووفق التحليل، فإن تحديات أخرى تواجه الولايات المتحدة، ولكن في جنوب أفريقيا، لافتا إلى أشارت تقارير في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلاً عن وسائل إعلام محلية الجمعة، إلى أن "السفير الأمريكي في جنوب أفريقيا اتهم حكومة كيب تاون بتسليم أسلحة وذخيرة لسفينة شحن روسية خاضعة للعقوبات أواخر العام الماضي".

وذكر التقرير أيضًا أنه "من بين الأشياء التي رصدتها الإدارة الأمريكية، رسو سفينة الشحن في قاعدة سيمون تاون البحرية بين 6 و8 ديسمبر/كانون الأول 2022، والتي نثق أنها حملت أسلحة وذخيرة على تلك السفينة وهي تشق طريقها".

وأثارت التصريحات جدلاً في جنوب أفريقيا، وأشارت بعض وسائل الإعلام هناك إلى أن الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا دعا إلى طرد السفير الأمريكي.

وذكرت تقارير أخرى أن السفير الأمريكي اعتذر عن التعليقات.

ونفت جنوب أفريقيا تقارير تفيد بأنها زودت روسيا بأسلحة عبر سفينة.

ويعلق التحليل على هذه التحديات بالقول: "القضية العامة هنا هي أن الدول الآن في دائرة الضوء لمقاومة الضغوط الأمريكية والاتهامات في وسائل الإعلام الغربية.. تنكر هذه الدول دعمها لروسيا لكنها أيضًا لا تريد أن يتم الضغط عليها للمشاركة في دعم الغرب لأوكرانيا".

ويضيف: "يوضح هذا الطبيعة المتغيرة للنظام العالمي والنجاح الذي حققته روسيا والصين ودول أخرى في جنوب الكرة الأرضية، خاصة بعدما رفضت بعض الدول الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة والغرب في الأمم المتحدة".

ويتابع التحليل: "هذا ليس اتجاهًا رئيسيًا، لأن العديد من هذه الدول لا تدعم روسيا، فهي تمتنع ببساطة عن التصويت، إنهم يريدون أن تكون لديهم سياسة مستقلة وألا ينجروا إلى أحد الأقطاب".

ويختتم بالقول: "هذا يتناقض مع وجهة النظر القائلة إن دولًا مثل مصر وجنوب أفريقيا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالغرب والولايات المتحدة، سواء من حيث القضايا العسكرية أو السياسية والاقتصادية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي