
واشنطن: ستقوم الولايات المتحدة، الخميس 11مايو2023، برفع إجراء يقيّد الوصول إلى أراضيها منذ بداية الوباء، في تغيير يتسبّب في ارتباك وقلق لآلاف المهاجرين المحتشدين على الحدود مع المكسيك.
واعترف الرئيس جو بايدن بأنّ الوضع سيكون "فوضوياً". كما حشدت الحكومة الفدرالية "أكثر من 24 ألف عميل وفرد في قوات إنفاذ القانون" على الحدود، بالإضافة إلى أربعة آلاف جندي، وذلك في محاولة للرد على تدفّق المهاجرين الذي سيتبع رفع هذا الإجراء.
ومن المتوقع رفع الإجراء المعروف باسم "المادة 42" عند الساعة 11,59 مساءً بتوقيت واشنطن (3,59 بتوقيت غرينتش الجمعة)، لكنّ عمليات عبور المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى الأراضي الأميركية آخذة في الازدياد بالفعل، وذلك وفق ما يظهر في مدن براونزفيل ولاريدو وإل باسو الحدودية.
وقال أوسكار ليزر رئيس بلدية إل باسو "سيكون ذلك صعباً، صعباً للغاية". وأضاف "لا نعرف ما سيحصل في اليوم التالي، لا نعرف ما سيحصل في الأيام العشرة المقبلة".
وأضاف ليزر أنّ مدينته إل باسو، وهي نقطة وصول كبرى، "تستعدّ للمجهول".
على الجهة الأخرى من الحدود، تنتظر مارتا بيريز القادمة من غواتيمالا، مع ابنتيها البالغتين سنتين وأربع سنوات. وتقول وهي تبكي، إنّ زوجها وأحد أبنائها قتلا مضيفة أنّ أحد ابنها المراهق يعيش بمفرده في الولايات المتحدة.
وتقول لوكالة فرانس برس من سيوداد خواريز البلدة المكسيكية المواجهة لإل باسو "اليوم، كلّ ما أريده هو عبور" الحدود.
- صعبة للغاية" -
اعترف وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس أنّه من المحتمل أن تكون "الأيام والأسابيع المقبلة... صعبة للغاية"، مؤكداً أنّ السلطات تشاهد بالفعل "عدداً كبيراً من الوافدين في بعض الأماكن".
من جهتهم، يقابَل المهاجرون الذين يحتشدون في شمال المكسيك بإجراءات محيّرة، في مواجهة التغييرات في ترتيبات الهجرة وانتشار الشائعات من قبل المهرّبين والإجراءات المعقّدة عبر الإنترنت.
ويقول ميشال وهو فنزويلي التقت به فرانس برس في سيوداد خواريز على بعد حوالى 300 متر من الحدود، "لا ندري ماذا يجري". ويضيف "إنهم يجعلون الأشياء أكثر صعوبة"، مدفوعاً بشعور بالإحباط بعد فشل آخر في أخذ موعد عبر تطبيق "سي بي بي" (CBP) على الهاتف المحمول.
في هذه الأثناء، يسارع البعض لعبور الحدود قبل مساء الخميس من أجل تقديم طلب لجوء، خوفاً من أنّ تغيير القواعد سيمنعهم من فعل ذلك لمدّة خمس سنوات.
ويأتي المهاجرون بشكل رئيسي من أميركا اللاتينية وأيضاً من الصين وروسيا وتركيا.
- سياسة هجرة -
أعطت "المادة 42"، التي من المفترض أن تحدّ من انتشار "كوفيد-19"، الفرصة للسلطات الأميركية لإعادة جميع المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل فوري، بمن فيهم طالبي اللجوء. واستُخدمت هذه المادة 2,8 مليون مرة، خلال ثلاث سنوات.
قبل الحضور عند الحدود، يجب على طالبي اللجوء، باستثناء القصّر غير المصحوبين بذويهم، الحصول على موعد عبر تطبيق هاتفي وضعه حرس الحدود، أو يتم رفض حق اللجوء في إحدى الدول التي يتم عبورها خلال رحلة الهجرة.
كما سيًُفترض أنّ طلبهم غير شرعي وقد يخضعون لإجراءات ترحيل معجّلة، تمنعهم من دخول الأراضي الأميركية لمدة خمس سنوات.
وتحرص الإدارة الأميركية الديموقراطية على عرض سياسة هجرة متوازنة، بينما يتّهم الجمهوريون الرئيس جو بايدن، المرشّح مجدّداً لانتخابات العام 2024، بتحويل الحدود إلى "غربال".
ومن أجل تشجيع القنوات القانونية للهجرة، خطّطت واشنطن لفتح مئة مركز في الخارج لدراسة الملفّات. ومن المخطّط فتح أول المراكز في هذا المجال في كولومبيا وغوتيمالا.
بالنسبة للرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، فإنّ يوم الخميس سيكون "يوم العار". فقد قال لشبكة "سي ان ان"، "سيكون هناك ملايين الأشخاص الذين سيتدفّقون على بلدنا".
وأشار إلى أنّه إذا عاد إلى البيت الأبيض، سوف يعيد سياسة الفصل بين العائلات على الحدود لأنّه "عندما تكون لدينا هذه السياسة، فإنّ الناس لا يأتون".