وول ستريت جورنال: إدارة بايدن تستأنف التفاوض المباشر مع الأسد للإفراج عن أمريكيين في سوريا

2023-05-05

كشف موقع “ماككلاتشي” وشبكة “سي أن أن” تدير محادثات مباشرة مع سوريا، وهو أمر نفاه نظام الأسد (أ ف ب) 

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده سومر سعيد، وبينوه فوكون وديون نيسباوم، قالوا فيه إن الولايات المتحدة أعادت إحياء المحادثات مع الحكومة السورية بشأن مصير الصحافي الأمريكي الذي اختفى عام 2012 وهو يحاول تغطية أحداث الحرب الأهلية هناك.

وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس بايدن أحيت المحادثات المباشرة مع الحكومة السوري لتحديد مصير أوستن تايس، وبقية الأمريكيين الذي اختفوا أثناء الحرب الأهلية، بحسب مسؤولين في الشرق الأوسط على معرفة بالجهود.

وأوضحت الصحيفة أن المفاوضين الأمريكيين عقدوا سلسلة من اللقاءات في الشرق الأوسط مع مسؤولين في الحكومة السورية، مما أعطى دفعة حذرة للجهود المتأرجحة لمساعدة الصحافي غير المتفرغ والذي اختفى في 2012 عندما كان يغطي الحرب الأهلية. ولم تثمر الجهود عن أي اختراق، وتأتي في وقت تحاول الحكومة السورية الخروج من عزلة دولية دامت أكثر من عقد بسبب رده على الثورة السلمية التي طالبت بإصلاحات سياسية.

وكان تايس، جندي مارينز سابقا قبل أن يتحول للعمل في الصحافة، قد اختفى في دمشق بشهر آب/ أغسطس 2012، حيث كان يتابع تطور الأحداث في السنوات الأولى للحرب الأهلية. وقال الرئيس بايدن إن الولايات المتحدة تعرف و”بيقين تام” أن تايس معتقل لدى الحكومة السورية، إلا أن المسؤولين السوريين قالوا بشكل متكرر إنه ليس معتقلا لديهم.

وقال مسؤولون سابقون إن هذا المأزق أحبط وبشكل متكرر الجهود الأمريكية للحصول على تأكيدات الحكومة السورية أن تايس حي يرزق. وفي آب/ أغسطس الماضي، وفي الذكرى العاشرة على اختفائه، أصدر بايدن بيانا طمأن فيه والديه والشعب الأمريكي أنه يجعل قضية الصحافي أولوية.

وفي ذلك الوقت، كشف موقع “ماككلاتشي” وشبكة “سي أن أن” تدير محادثات مباشرة مع سوريا، وهو أمر نفاه نظام الأسد. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة طلبت في تشرين الثاني/ نوفمبر من عمان زيادة جهود الوساطة مع سوريا. وعقد المسؤولون الأمريكيون لقاءات مع المخابرات السورية والقادة السياسيين في عمان لمناقشة عدد من القضايا بما فيها تايس وخمسة أمريكيين على الأقل الذين يعتقدون أن نظام الأسد يعتقلهم. ومن ضمنهم مجد كمالماز، الطبيب النفسي السوري- الأمريكي الذي اختفى عندما أوقف عند حاجز حكومي في ليلة من عام 2017 بدمشق حيث كان في زيارة عائلية. ورفضت عائلة كمالماز الحديث عن الجهود الأخيرة.

وذكر بايدن قضية تايس في حفلة عشاء مراسلي البيت الأبيض، حيث كانت والدة تايس، ديبرا تايس بين الحضور، وقال: “لم نستسلم، ولم نوقف جهودنا لإعادته والعثور عليه وجلبه إلى الوطن”. وطالما عبّرت عائلة تايس عن إحباطها من الجهود الأمريكية، وحثّت بايدن بعد العشاء على بذل المزيد من الجهود: “يمكننا التواصل مع سوريا”، وذلك في مناسبة عقدت يوم الثلاثاء بنادي الصحافة الوطني في واشنطن، و”علينا المناقشة والتفاوض”.

وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكن  يوم الأربعاء، إن الإدارة تتابع عددا من القنوات، بما فيها قنوات لا يمكن للإدارة مناقشتها مع عائلة تايس. وقال: “كثفنا جهودنا فيما يتعلق بأوستن، نتواصل مع سوريا ودولة ثالثة ونبحث عن طرق لجلبه إلى الوطن”، وكان يتحدث مع صحيفة “واشنطن بوست” بمناسبة يوم حرية الصحافة العالمي.

ورفضت كارين جين- بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض تأكيد المفاوضات، واكتفت بالقول: “تعمل الحكومة جهدها عبر دبلوماسيتنا والدعم الأجنبي لمساعدة الصحافيين والحفاظ على سلامتهم ومحاسبة المستبدين ومن يدعمونهم الذين يساعدونهم على قمع حرية واستقلال الصحافة”.

وقال المسؤولون إن المفاوضين يستعدون لاستئناف المحادثات في الأسابيع المقبلة. وحثّ الوسطاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على التعامل بجدية وأخبروا حكومته أن حل الموضوع يمكن أن يساعد في كسر عزلتها الدولية. إلا أن العقبة التي تقف أمام العثور على تايس، هي إصرار النظام السوري على مناقشة تخفيف أو تأجيل العقوبات الأمريكية عليه، كما أخبر عمان، إلى جانب العقوبات التي تستهدف الدور البارز الذي باتت تلعبه سوريا في إنتاج وتصدير مادة الكبتاغون.

وسيتم تطبيق عقوبات الكبتاغون في حزيران/ يونيو، ويخشى الأسد أنها قد تعرض جهوده للعودة إلى الإطار العربي. ونجح الأسد بشكل كبير في سحق المعارضة بالحرب التي أدت لمقتل 300 ألف مدني منذ 2011، وتقول إدارة بايدن إنها لن تطبع العلاقات مع النظام السوري حتى يسمح الأسد بحل سياسي وعودة للمعارضة إلى البلد.

وتقود السعودية الجهود الإقليمية الهادفة لعودة سوريا إلى إطارها العربي. وزار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، دمشق الشهر الماضي. مع أن الجهود السعودية تواجه معارضة من دول عربية أخرى.

وترى تايس أن الولايات المتحدة لا تحتاج لأن تغير سياستها من سوريا كي تجلب ابنها إلى بلده، وتقول: “أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن النزاع في سوريا قد انتهى وحان وقت التقارب”. وواجهت الجهود الأمريكية السابقة معوقات، فقد قابل مسؤولان بارزان في إدارة دونالد ترامب، مدير المخابرات السوري عام 2020.

وقاد الزيارة كاش باتل، نائب المساعد لترامب، وأمبر روجر كارستنز، المسؤول المكلف للتفاوض بشأن الرهائن، وهي أول مرة يقوم فيها مسؤولون بزيارة دمشق منذ عقد. ورُبط مصير تايس بانسحاب القوات الأمريكية من شمال- شرق سوريا، وفشلت المحادثات لأن دمشق أكدت على ضرورة تخفيف العقوبات.

وفي لقاء بداية هذا العام مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق، عبّر بشار الأسد عن رغبة بربط مصير تايس بتخفيف العقوبات وإجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من سوريا، بحسب مسؤولين من الشرق الأوسط. ودعا السلطان هيثم، الأسد لتخفيف توقعاته والتفاوض بطريقة جدية.

ولا يزال كارستينز في منصبه. وقاد جهودا ناجحة لجلب لاعبة كرة السلة بريتني غراينر التي اعتُقلت في روسيا بتهمة تهريب المخدرات. ويعمل الآن لتأمين الإفراج عن مراسل “وول ستريت جورنال” إيفان غيرشوفيتش، الذي اعتقلته خدمات الأمن الفدرالية الروسية.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي