تعد دبي إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم؛ وذلك نظير ما حققته من نجاحات وإنجازات في هذا المجال، ولعل استضافة مدينة دبي لسوق السفر العربي واحتفالها بمرور ثلاثين عامًا على انطلاقه يعد كشهادة ثقة دولية في دور دبي كمحرك دفع رئيسي لحركة السياحة العالمية.
وبحسب مكتب دبي الإعلامي فإنّ تاريخ "سوق السفر العربي" يشهد مع احتفاله بعامه الثلاثين على تلك المكانة التي اكتسبتها دبي كمركز رئيسي للحركة السياحية في العالم، وهو ما يتضح من خلال حرص العدد الضخم من أكبر المؤسسات والشركات العالمية وأشهر الفنادق ومكاتب الترويج السياحي في العالم على المشاركة في هذا المحفل، الذي استمد قوته من سمعة دبي كوجهة سياحية أولى في المنطقة، وكذلك من الثقة الكبيرة التي أولاها المجتمع الدولي لدبي وقدرتها على تنظيم فعاليات عالمية كبرى وفق أفضل معايير التنظيم والاستضافة وخير شاهد على ذلك "إكسبو 2020 دبي".ومع إطلاق "سوق السفر العربي" أعلنت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن أعداد زوار المدينة خلال الربع الأول من العام الجاري والذين وصل عددهم إلى 4.67 مليون زائر دولي مقارنة بـ 3.97 مليون زائر خلال الفترة نفسها من عام 2022، وبزيادة نسبتها 17% على أساس سنوي.
يذكر أنّ البنية التحتية تمثل أحد أهم مقومات التميز لدبي كواحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم، فعلى سبيل المثال لا يزال "مطار دبي الدولي" يتربع على عرش أكبر مطارات العالم حيث أعداد المسافرين الدوليين للعام التاسع على التوالي هذا العام، فضلًا عن مكانتها كمركز رئيسي للخدمات المالية والأعمال في المنطقة، ووجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية المباشرة ورؤوس الأموال وروّاد الأعمال من مختلف دول العالم، نتيجة لما توفره من محفزات من أهمها التوجهات الحكومية الداعمة للاستثمار، بالإضافة للبيئة التشريعية والتنظيمية المرنة.
يشار إلى أنّ قطاع السياحة في دبي مر خلال السنوات العشر الماضية بمراحل تطور مستمرة، والدليل يتضح في نتائج القطاع المتحققة في تلك الفترة، مع الأخذ في الاعتبار التأثير غير المسبوق لجائحة كوفيد-19، والذي طال كافة القطاعات الاقتصادية حول العالم، والذي لم يسلب دبي قدرتها الدائمة على تخطي المعوقات والصعاب، واكتشاف الفرص في قلب التحديات.
واستطاعت دبي برؤية قيادتها الرشيدة وبما اتخذته من قرارات حكيمة من تجاوز كافة العراقيل والمعوقات، لتواصل مسيرتها الطموحة وبعزيمة وإصرار على تصدر المؤشرات القياسية العالمية ضمن مختلف القطاعات من بينها قطاع السياحة، رغم كونه من أكثر القطاعات حساسية وتأثراً بالمتغيرات العالمية.
أعلن مكتب "فعاليات دبي للأعمال"، المكتب الرسمي لجذب الفعاليات والمؤتمرات في دبي والتابع لدائرة الاقتصاد والسياحة، بأنّ دبي فازت بعدد 232 عطاء استضافة لفعاليات عالمية تقام على مدار السنوات القليلة المقبلة، حيث من المنتظر أن تستقطب تلك الفعاليات 135 ألف مشارك من دولة الإمارات والمنطقة ومختلف أنحاء العالم، ومنهم علماء وخبراء متخصصين في شتى المجالات وقادة فكر ورجال أعمال وقيادات تنفيذية، فضلًا عن عشرات الآلاف من الزوار المهتمين بمختلف القطاعات التي تغطيها تلك الفعاليات سواء من داخل أو خارج الدولة، ما يعد حافزًا رئيسيًّا للأداء القوي للقطاع الفندقي والخدمي في دبي.
وكانت دائرة الاقتصاد والسياحة قد كشفت في فبراير الماضي أنّ دبي استقبلت 14.36 مليون زائر دولي في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، بزيادة قدرها 97% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، والذي استقبلت فيه 7.28 مليون زائر، لتتجاوز بذلك مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي، في أعقاب الجائحة. وقد منح موقع "تريب أدفايز" العالمي المتخصص في مجال السياحة والسفر دبي لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين للعام 2023 وذلك للعام الثاني على التوالي.
ويأتي هذا النمو الاستثنائي تأسيسًا على الأداء القياسي للقطاع السياحي في دبي على مدار العقد الماضي، حيث وصل عدد السياح الذين استقبلتهم دبي في العام 2010 إلى أكثر من 8 ملايين سائح، فيما زاد هذا العدد إلى 16.73 مليون سائح في العام 2019، حيث يتضح التطور القوي للقطاع وتضاعف عدد الزوار خلال أقل من عقد واحد.