أوبزيرفر: تحقيق يكشف تجاهل خفر السواحل لنداءات قوارب مهاجرين في القنال الإنكليزي

2023-04-30

أكد التحليل أنه لم يتم إرسال قارب إنقاذ أو مروحية تابعة لخفر السواحل أو قوة الحدود (أ ف ب)

كشف تحقيق عن تجاهل خفر السواحل البريطانيين لنداءات حوالي 440 مهاجرا في أكبر حادث غرق يشهده القنال الإنكليزي منذ 30 عاما.

وفي تقرير لصحيفة “أوبزيرفر” أعده أرون وولكر، وإلينور روز، ومارك تاونسند، قالوا فيه إن مئات من المهاجرين اليائسين تُركوا لقدرهم بعدما “تجاهل خفر السواحل “بشكل فعال” النداءات المتعلقة بالقوارب الصغيرة التي تعاني من أزمة خلال الأيام التي قادت إلى أسوأ حادث في القناة منذ 30 عاما، وغرق فيه 27 شخصا، بحسب تحقيق قامت بها صحيفة “أوبزيرفر”.

وتقول الصحيفة إن حوالي 440 شخصا انحرفت قواربهم بعدما أرسلوا إشارات إلى حرس الحدود بدون قوارب لإنقاذ 19 قاربا كانت تحمل مهاجرين في المياه البريطانية، وذلك بحسب تحليل للسجلات الداخلية حصلت عليها “أوبزيرفر” و”ليبرتي أنفستيغيس”.

ويقول الخبراء إن الفشل بالتحرك هو خرق للقانون الدولي على ما يبدو. وتشير إلى أن الحوادث وقعت خلال أربعة فترات في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.

ومع أن الأدلة المتعلقة بمأساة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستصدر لاحقا ضمن تقرير رسمي، إلا أن الوثائق تطرح أسئلة تتعلق بحجم القوة العاملة في حرس الحدود، وتكشف عن أن حجم المشغلين في غرفة التحكم في منطقة دوفر، كان عددهم أقل من المطلوب في ذلك الشهر، بما فيها ليلة المأساة.

ودعا نواب في البرلمان، الليلة الماضية لمراجعة في طريقة توفير العاملين من حرس الحدود، ومراجعة أساسية للمصادر المتوفرة.

وتقوم سياسة خفر السواحل على التعامل مع كل التقارير من القوارب بأنها دعوة للمساعدة وتحتاج لـ”مساعدة مباشرة” ويجب أن تحصل على خدمات الإنقاذ. إلا أن سجلات الحوادث من 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، تظهر أنه لم يتم الاهتمام بالتقارير بدون طاقم “وتوفير المساعدة لمن كانوا على متن القوارب”، بحسب مسؤول سابق في خفر السواحل، قام بتحليل البيانات.

وتعرض حوالي 112 شخصا للخطر عندما انحرفت قواربهم وبأخطاء للرد على خمس حوادث في يوم واحد. وتشير قاعدة البيانات الداخلية إلى أن 14 قاربا كانت تحمل 328 شخصا لم يحظوا بالإنقاذ في 11 و16 و20 تشرين الثاني/ نوفمبر وفق الخبراء الذين قاموا بفحص الأدلة، وبحسب التحقيق الذي قام بفحص الأدلة التي تم الكشف عنها بناء على قانون حرية المعلومات مع أدلة من الموقع الذي يتابع حركة السفن “مارين ترافيك”.

وأكد التحليل أنه لم يتم إرسال قارب إنقاذ أو مروحية تابعة لخفر السواحل أو قوة الحدود، وأكد خمس خبراء في الملاحة غياب أي تفسير من وكالة خفر السواحل، وهو ما يعني أن المساعدة لم تصل في الحالات الـ14 هذه.

ولا يعرف إن كان 440 شخصا كانوا على 19 قاربا أطلقت نداءات استغاثة نجوا أم لا. ورفضت وكالة الملاحة البحرية وخفر السواحل طلبا بناء على حرية المعلومات لتقديم تفاصيل حول ما حدث، معتمدة على ما رأت أنها مطالب “مزعجة”. وعندما سئلت عن سبب عدم توفير مساعدات لقوارب كانت في خطر، قال المتحدث باسم الوكالة: “هناك تحقيق مستمر في رد الطوارئ البريطانية على حوادث الموت أثناء عبور القنال ومن غير المناسب أن تعلق خفر السواحل أكثر في هذا الوقت”، وأضاف: “نتعاطف مع عائلات الضحايا والأصدقاء الذين تأثروا بهذه الحوادث”.

ووجد مراسلون ناجيا من أحد هذه الحوادث، وأن قاربه كان على سجلات خفر السواحل في الساعة الثامنة صباحا من 20 تشرين الثاني/نوفمبر.  وكان القارب يحمل 23 راكبا وانحرف مساره بعدما نفد وقوده، حيث زعم أمجد من العراق، أنه كان الناجي الوحيد بسبب تدخل منظمة غير حكومية اسمها “يوتوبيا 56” بعدما أخبره الأشخاص البريطانيون والفرنسيون الذين تلقوا مكالمته أنه ليس في مياههم وعليه الاتصال بالطرف الثاني.

وقال: “كنا محظوظين… ربما حدثت مأساة (24 تشرين الثاني/ نوفمبر) لأنهم حاولوا الاتصال بالبريطانيين والفرنسيين.. كان عبثا”.

وتظل سجلات حرس السواحل البريطانية سرا، إلا أن تحقيقا لفرع تحقيقات الحوادث البحرية سيصدر الصيف المقبل. ودعا النائب أليستر كارمايكل، مسؤول الشؤون الداخلية والمتحدث باسم الحزب الليبرالي، إلى “مراجعة عاجلة” في كيفية توفير الدعم لخفر السواحل التي تعاني من أزمة تمويل ولها علاقة بالتأثير السياسي.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي