"يديعوت".. لفين للمعارضة و”حمار الطريق”: سأكون على رأس مسيرة المستوطنين في القدس

2023-04-27

 بنيامين نتنياهو (ا ف ب)

حسب أهداف “الصهيونية الدينية “في الشبكات الاجتماعية، سيصل إلى مظاهرة التأييد لـ “الإصلاح القضائي” التي ستجرى اليوم في القدس عشرات الآلاف، والمجالس الإقليمية في “يهودا والسامرة”، ومؤسسات التعليم، وحركات الاستيطان، كلهم سيشاركون في هذه المظاهرة. وسيتدفق جمهور المستوطنين اليوم إلى القدس للتعبير عن تأييدهم لمشروع الانقلاب النظامي الذي حركته حكومة اليمين التي هم فيها شركاء كبار، انقلاب علقه رئيس تلك الحكومة في اللحظة الأخيرة.

هذه لحظة سياسية – اجتماعية مشوقة تكشف عمق الفجوات في اليمين. معظم المتظاهرين اليوم في القدس والذين سيصرخون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، هم في إحدى جماعات القوة الأقوى في الدولة. فالاستيطان في الضفة يرتبط بمفاعيل الحكم منذ أربعة عقود. وهو يتمتع بميزانيات طائلة، وحراسة دائمة واستثمار هائل في البنى التحتية. وقد تمكن قادة الاستيطان من الارتباطات بجماعات قوة في الحزب الحاكم، الليكود، بل وأحاطوا بها بؤراً كبرى في شكل انتسابات واسعة. إن مصلحة المستوطنين في الانقلاب النظامي مكشوفة؛ فهم غير معنيين بأن تتدخل محكمة العدل العليا في ما يجري في “التلال” [الضفة الغربية]. وأحد منظمي المظاهرة اليوم، النائب افيحاي بورون من الليكود، وهو صديق طيب لسموتريتش وروتمن من “الصهيونية الدينية”، كان ممن أخلوا مستوطنة “عمونا”. لا تعنيه الاعتبارات الواسعة لعموم المجتمع الإسرائيلي والمصالح الأمنية ومصلحة الاقتصاد، بل يعنيه ألا تكون “عمونات” أخرى. لن يحصل يحصل إلا إذا سيطر اليمين على تركيبة المحكمة العليا وأجاز فقرة التغلب.

ارتبطت المحافل المتطرفة في الليكود بهذا المعسكر المسيحاني. بالنسبة لوزير العدل يريف لفين، يعدّ هذا “مشروع عشرين سنة”، على حد قوله. في حالته، يدور الحديث عن أيديولوجيا محافظة يمينية ومناهضة للديمقراطية، تحلم بحكم يطابق حكم فيكتور أوربان في هنغاريا. حكم يكون فيه الحزب الكبير هو الدولة وهو الذي يسيطر على المحكمة. هذا كابوس أيقظ المعسكر الديمقراطي الليبرالي في إسرائيل إلى احتجاج يتواصل منذ أربعة أشهر.

يقال في صالح لفين إنه لم يخفِ تطلعه قط. ومثل المستوطنين، فإنه يرى في بنيامين نتنياهو “حماراً” يمكن امتطاؤه طوال الطريق حتى تحقيق الحلم، أو مغناطيس مقاعد يأتي بالحكم ويعيش في ضائقة شخصية بسبب المحاكمة الجنائية الجارية ضده، نعطيه قوانين نخفف عنه، وبالمقابل نسيطر على المحكمة العليا. ثم نغير تركيبة انتخاب القضاة، ونلغي نظام الأقدمية لتولي رئاسة المحكمة كي نعين رئيساً مريحاً. نجيز فقرة التغلب من أجل الحريديين، ولكن من أجلنا نحن المستوطنين أيضاً. نمس بمكانة المستشارين القانونيين في الوزارات الحكومية ونعين مستشارين مكلفين لا يضعون عوائق.

الجمهور الغفير الذي سيحتشد اليوم في القدس كي يشجع الحكومة على مواصلة الانقلاب النظامي يقوده زعماء قصيرو النظر لا يرون مصلحة المجتمع الإسرائيلي كله. يتجاهلون الاستطلاعات التي تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين يعارضون القوانين التي يتصدرها لفين وروتمن. وحسب كل الاستطلاعات، فثمة معارضة كبيرة لهذه القوانين حتى في أوساط مصوتي الليكود. هذه لحظة تأسيسية في الدولة بل وفي اليمين نفسه أيضاً. القاعدة الاستيطانية تريد قوانين الانقلاب، وكذا القاعدة المتطرفة – المحافظة في الليكود. نتنياهو هو الذي بلور هذا المعسكر، وهو متردد الآن. مقارنة بهم، يفهم مصالح دولة إسرائيل. ولهذا السبب علق الاندفاع المجنون. إذا ما أصبح التعليق دائماً وأدى إلى سحب الانقلاب، فستكون مسألة وقت فقط إلى أن يتحد معسكره. ظهور لفين في المظاهرة اليوم هو المؤشر الأول.

عوديد شالوم

يديعوت أحرونوت 27/4/2023









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي