
لا حاجة لمتابعة الاستطلاعات كي نفهم بأن حكومة اليمين “على المليء” تتحطم. كل من يعرف المزاج العام في الشارع الإسرائيلي، وخصوصاً في معاقل الليكود واليمين، يشعر بهذا جيداً. فقد بتنا نسمع مزيداً من خيبة الأمل على لسان مؤيدي نتنياهو، أولئك الذين ساروا خلفه أسرى عمياناً سنوات كثيرة، ويصعب عليهم في هذه الأيام تأييد سلوك نتنياهو وحكومته الفاشل.
عملياً، كثيرون ممن يؤيدون الإصلاح وفقاً لنظرية يريف لفين هم أولاً وقبل كل شيء من متفرغي الليكود ذوي المصالح الشخصية، ومعهم أولئك الذين يفعمُ فيهم حافز الثأر والكراهية لليسار والأشكناز ولمباي ذات مرة، ممن يرون في تنفيذ هذا الإصلاح تجسيداً لحلم الحوكمة وتحقيق الحكم. المؤيدون الأكثر أهمية لهذا الإصلاح في هذه الحكومة هم الحريديم، الذين لم تكن المحكمة العليا وقراراتها تروقهم يوماً ما. وتأييدهم لقرار العليا يأتي أساساً لمنع تشريع قانون المساواة في العبء، الذي يقلقهم منذ الأزل. من يكمل معسكر المؤيدين للإصلاح هو المعسكر الصهيوني الديني، الذي تمنعه المحكمة العليا من تجسيد حلم بلاد إسرائيل الكاملة.
لقد خلق هذا الخليط حكومة فاشلة لم تشهد إسرائيل مثيلاً لها: حكومة تحاول أن تضع نفسها فوق القانون، تتجاهل الاحتياجات الحقيقية والعاجلة للدولة وتركز على احتياجات رئيس الوزراء وأبناء بيته؛ حكومة وعدت بالتركيز على الأمن، وغلاء المعيشة، والحوكمة، والتعليم، والسكن وما شابه، ولكن من يومها الأول تنشغل بهوس في ماراثون تشريعي خلق مضمونه إحساساً بانقلاب نظامي.
لقد أثبت الجمهور بأنه مهتم بما يجري حوله ومن يحاول أن يغير نمط حياته. بيبي [نتنياهو] ولفين وروتمن اعتقدوا أنهم سيجيزون هذا الانقلاب على عجل من تحت الرادار، لكن الجمهور الإسرائيلي خرج بجموعه لصد الانقلاب في مظاهرات آخذة في الاتساع من أسبوع لأسبوع، وانتشرت على طول الدولة وعرضها. انضم إلى هذه المظاهرات أيضاً الكثير من مصوتي اليمين ومعتمري القبعات الذين كان لهم نصيب في إقامة هذه الحكومة. في مئة يوم ونيف من حكمها، ألحقت الحكومة ضرراً جسيماً لردعنا، بالاقتصاد وبالمجتمع، ويحتاج ترميمه زمناً وجهداً كبيرين. رأينا الحكومة أنها لا تعنى إلا ببقائها، رأينا أداء عليلاً لوزرائها، وانعدام الوسيلة في ضوء مشاكل حرجة، والأكاذيب والاتهامات التي بثتها عن الحكومة التي سبقتها، بل رأينا رئيس وزراء بعيداً كل البعد عن سلوكه في الماضي، خانعاً لبن غفير وسموتريتش، خائفاً من تنفيذ بنود أساسية في برنامج الليكود، مثل بسط السيادة على غور الأردن، وتنفيذ قرار العليا بإخلاء الخان الأحمر أو تنفيذ خطط البناء في “يهودا والسامرة”.
النتيجة ضرر لا رجعة عنه لليكود واليمين. يمكن التقدير أن الشعب سينتخب حزباً وزعيماً يبديان مصداقية واستقامة وبراغماتية في الانتخابات القادمة، ويضعان الدولة أمام كل شأن ومصلحة.
أفرايم غانور
معاريف 16/4/2023