باربادوس جزيرة صغيرة تريد اصلاح المؤسسات المالية الدولية خدمة للمناخ

ا ف ب - الأمة برس
2023-04-07

رئيس وزراء باربادوس ميا موتلي تلقي كلمة في مركز المؤتمرات في دوربان في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 (ا ف ب)

تكثر الدعوات لإصلاح المنظمات المالية الدولية لتستجيب بشكل أفضل لتحديات الاضطرابات المناخية ومن بين الأطراف التي ترفع الصوت عاليا جزيرة باربادوس المعرضة للخطر.

وقالت رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي أمام قادة العالم خلال مؤتمر الأطراف بشأن المناخ (كوب27) في مصر في تشرين الثاني/نوفمبر "نظن أن لدينا خطة".

أصبحت هذه الدولة الصغيرة الواقعة في منطقة الكاريبي والمشرعة أمام الأعاصير والمهددة بارتفاع مستوى مياه المحيط بسبب تغير المناخ، المدافعة الرئيسية لاصلاح المنظمات المالية ادولية.

تنص خطة الجزيرة المعروفة باسم مبادرة بريدجتاون عاصمة البلاد، على استخدام صندوق النقد الدولي لتحويل "مليارات الدولارات إلى آلاف المليارات" في الاستثمارات لخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون مع فرض ضرائب على أرباح شركات الوقود الاحفوري بهدف التخفيف من التداعيات الاقتصادية المرتبطة بالمناخ.

ولا بد أن يناقش هذا الموضوع خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع المقبل. وتأمل باريس أيضا بدفع الاصلاحات باستضافتها قمة من أجل "ميثاق مالي جديد" في 23 حزيران/يونيو.

وفيما لا تزال الاقتراحات موضع نقاش، تشق طريقها في أكثر الدول تطورا التي لها ثقلها في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

ويجد البنك الدولي نفسه أمام ضغوط كبيرة لبذل المزيد حيال المناخ وهو مجال تعرض فيه رئيس المؤسسة المنتهية ولايته ديفيد ملباس المعين باقتراح من دونالد ترامب، لانتقادات كثيرة بسبب قلة المبادرات التي تقدم بها.

- "حرب جديدة" -

وقال أفيناش بيرسو المشرف على حملة باربادوس في هذا المجال لوكالة فرانس برس "أشعر بأن لدينا فرصة".

وأُنشئت مؤسسات بريتون وودز للمساعدة على إعادة بناء الدول التي دمرتها الحرب العالمية الثانية من خلال تشجيع التجارة والتنمية.

وقالت خبيرة الاقتصاد الكاميرونية فيرا سونغووي "إذا ما جمعنا كل الأزمات التي نواجهها اليوم يتكون لدينا الانطباع بأننا نخرج من حرب جديدة".

ورأت أن أزمة المناخ "هي الأكثر جدية" و"تؤثر على كل جوانب التنمية الاقتصادية العالمية".

إلا ان المؤسسات المالية المتعددة الأطراف لم تبق مكتوفة الأيدي. فصندوق النقد الدولي مثلا استحدث صندوقا لتعزيز صمود الدول المتدنية والمتوسطة الدخل كانت باربادوس أول المستفيدين منه.

إلا ان المنتقدين يعتبرون أن ذلك ليس كافيا. ورأى فريق خبراء مستقلين فوضته الأمم المم المتحدة وشاركت في رئاسته فيرا سونغوي العام الماضي أن الاستجابة للأزمة المناخية بحاجة إلى أكثر من ألفي مليار دولار سنويا.

- "توفير الأموال" -

تقترح باربادوس استخدام حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي لدعم صندوق جديد بشأن المناخ بإمكانه الاستدانة بشروط مناسبة والاستثمار في مشاريع لخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.

وتطلب أيضا من المصارف المتعددة الأطراف زيادة حجم قروضها مع بند لتجميد السداد على مدى سنتين في حال حصول كارثة مناخية.

وتنص الخطة كذلك على فرض ضرائب على التعاملات المالية أو أرباح شركات الوقود الأحفوري مثلا، لمساعدة الدول على مواجهة الأضرار المناخية.

ورحبت المنظمات غير الحكومية عموما بهذه الاقتراحات مع أنها ترغب بأن تطرح مسألة الغاء ديون على الطاولة وكذلك الاعتراف بمسؤولية الدول الغنية الملوثة.

وقال هارجيت سينغ من منظمة "كلايميت أكشن نتوورك"  Climate Action Network "طالما لم يتم توفير الأموال لن نتوصل إلى حل للأزمة المناخية".

ومع أن باربادوس تعتبر مزدهرة نسبيا مقارنة بدول أفقر منها، يأمل أفيناش بيرسو التمكن من تشكيل ائتلاف كبير يضم دولا تمثل حوالى 40 % من سكان العالم من أجل إحراز تقدم في إدراك الرهانات المناخية والاستجابة لها.

وأكد "هذا الأمر سيغير العالم بالنسبة لهؤلاء الناس البالغ عددهم 3,2 مليارات شخص".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي