حصيلة متفاوتة لاداء الرئيس البرازيلي بعد مئة يوم على بدء ولايته

ا ف ب – الأمة برس
2023-04-06

الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في قصر بلانالتو في برازيليا في 10 آذار/مارس 2023 (ا ف ب)

ريو دي جانيرو - لم تكن عودة الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا سهلة الى رئاسة البرازيل إذ تبدو نتائج أدائه متفاوتة مع مرور مئة يوم من بدء ولايته الثالثة، بعد 13 عاما على تركه السلطة وهو يتمتع بشعبية قياسية.

عاد لولا أبرز وجوه اليسار البرازيلي إلى الرئاسة في بلد يعاني انقسامات عميقة، بعد انتخابه بفارق ضئيل في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته اليميني المتطرف جايير بولسونارو (2019-2022).

وأتت هذه النتائج المتفاوتة رغم مسارعة لولا دا سيلفا (77 عاما) إلى  العمل والتحرك على صعيد ملفات مهمة مثل تطبيق البرامج الاجتماعية والتمييز العنصري وحقوق السكان الأصليين وتطبيع العلاقات الدبلوماسية بعد عزلة البرازيل في ظل رئاسة سلفه.

لكن طغت على بداياته تصريحات عشوائية ومواجهة مع البنك المركزي، ما زاد من عدم ثقة أوساط الأعمال.

أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد داتالفوليا ونشرت نتائجه بعد ثلاثة أشهر على توليه مهامه، أن نسبة التأييد للولا تبلغ 38% وهي أقل بكثير مما ناله في مستهل ولايتيه السابقتين (43% في 2003 و 48% في 2007).

لكنها أفضل مما سجله سلفه بعد ثلاثة أشهر (32%)، إلا ان نسبة الرفض هي عمليا على المستوى نفسه (29% td مقابل 30% لبولسونارو).

- تصريحات مثيرة للجدل-

بعد أسبوع بالكاد من تنصيب لولا، واجه النظام الديموقراطي البرازيلي اختبارا قاسيا مع تعرض مواقع السلطة للتخريب في العاصمة من قبل حشود مؤيدة لبولسونارو.

يقول دينيلدي هولزاكر الخبير السياسي في معهد التسويق ESPM، إن الرئيس اليساري لم يعرف كيف يستفيد من وحدة الصف التي أعقبت هذه الهجمات حين تلقى دعما قويا من غالبية ممثلي الكونغرس الذي كان يميل بوضوح الى اليمين.

وقال المحلل لوكالة فرانس برس إن "روح الوحدة التي تجلت في ثاني أسبوع من ولايته لم تدم، لا بل تصاعدت الخلافات".

السبب في ذلك، تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها لولا الذي يبدو أنه يتخذ مواقف ترتد عليه.

فقد ألمح إلى أن عملية للشرطة ضد عصابة متهمة بالتحضير لاغتيال السناتور سيرجيو مورو كانت من "تدبير" قاضي مكافحة الفساد السابق هذا الذي حكم عليه بالسجن عام 2017.

ويؤكد دينيلدي هولزاكر أن ذلك قد يعطى زخما جديدا لمعارضة "كانت تراجعت بعد هجمات 8  كانون الثاني/يناير" يضاف إلى عودة بولسونارو الاسبوع الماضي الى البلاد بعد إقامة استمرت ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة.

وقال الخبير الاقتصادي رودريغو زيدان إن لولا "يراكم الأخطاء المباشرة".

كثف الرئيس الهجمات على رئيس البنك المركزي للمطالبة بخفض سعر الفائدة الرئيسي، وهو من الأعلى في العالم. لكن رئيس البنك المركزي بقي على موقفه.

وقال اندريه بيرفيتو الخبير الاقتصادي في مكتب الاستشارات نكتون لوكالة فرانس برس إن "لولا له طريقته الخاصة في التحدث، لا يزال هناك قدر كبير من عدم الثقة من جانب أوساط الأعمال تجاهه. وعلى صعيد الأفعال، تميل حكومته أكثر الى التقشف".

ويشكل الإطار الضريبي الجديد الذي عرض الأسبوع الماضي دليلا على ذلك وهو يتيح تمويل نفقات اجتماعية بدون زيادة العجز العام كثيرا.

- "توازن صعب" -

تمكن لولا من إعادة إطلاق برنامجه الاجتماعي الرائد Bolsa Familia مع زيادة الحد الأدنى الاجتماعي.

كذلك، حافظ على موقفه المدافع عن حقوق السكان الأصليين حيث نشر الجيش للبدء في طرد الآلاف من منقبي الذهب غير النظاميين من أراضي شعب يانومامي.

في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإن نتائج المئة يوم "إيجابية" كما يقول اوليفر ستونكل استاذ العلاقات الدولية في مؤسسة غيتوليو فارغاس.

وقال "لولا تمكن من تطبيع علاقات كانت تدهورت بشكل كبير مع بعض الدول" خلال حكم بولسونارو.

توجه الرئيس الى الأرجنتين ثم الى الولايات المتحدة، ويزور الصين الأسبوع المقبل بعد إرجاء هذه الزيارة لعشرة أيام بسبب إصابته بالتهاب رئوي.

لكن هذه العودة الى التقليد البرازيلي للعمل المتعدد الأطراف "سيكون من الصعب عليه الحفاظ على توازن بين الغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى" كما يقول ستونكل متحدثا خصوصا عن "تردد لولا في إدانة موسكو بحزم بسبب الحرب في أوكرانيا".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي