سانا مارين تخوض انتخابات صعبة لولاية ثانية على رأس حكومة فنلندا

ا ف ب - الأمة برس
2023-04-01

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (شمال) مع رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 في هلسنكي (ا ف ب)

هلسنكي - ستحاول رئيسة الوزراء الاشتراكية الديموقراطية سانا مارين التي تتمتع بشعبية كبيرة، انتزاع ولاية ثانية في مواجهة منافسيها اليميني واليميني القومي، في انتخابات تشريعية يتوقع أن تشهد منافسة حادة غداً الأحد في فنلندا.

ورئيسة الحكومة البالغة من العمر 37 عاما واكتسبت شهرة دولية خلال أربع سنوات، تحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي لكن بفارق طفيف عن زعيم الائتلاف الوطني (يمين الوسط) بيتيري أوربو وزعيمة حزب الفنلنديين المناهض للهجرة والمشكك في أوروبا ريكا بورا. 

وعشية الانتخابات صرح المنافس اليميني لرئيسة الحكومة اليوم السبت إنه "متفائل". وقال زعيم حزب الائتلاف الوطني لفرانس برس "خضنا حملة رائعة ولدينا أفضل المرشحين في جميع أنحاء فنلندا ونحن في المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي لذلك أنا متفائل".

يشغل منصب رئيس الوزراء تقليديا زعيم الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات مما يجعل الترتيب النهائي للأحزاب بعد الاقتراع حاسما.

ويفيد آخر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الخميس بأن الائتلاف الوطني سيأتي في الطليعة بحصوله على 19,8 بالمئة من الأصوات متقدماً على حزب الفنلنديين (19,5 بالمئة) ثم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارين (18,7 بالمئة).

وهذه الفوارق طفيفة وتندرج في هامش الخطأ.

ويؤكد تومو توريا من معهد "تالوستوتكيموس" لاستطلاعات الرأي أن "من الصعب في هذه المرحلة تحديد الحزب الذي سيحتل المرتبة الأولى في يوم التصويت". 

كان حزب الفنلنديين شارك في الحكومة قبل انقسامه في 2017 الذي أدى إلى تبني خط أكثر تشددا. لكن إذا احتل المرتبة الأولى الأحد، فسيسجل سابقة يحطم فيها النسب القياسية لشعبيته (19,05 بالمئة في 2011). 

وستشهد الساحة السياسية الأوروبية بذلك عاصفة أخرى.

بنت سانا مارين التي لم تكن معروفة لدى جزء كبير من الفنلنديين عندما وصلت إلى السلطة في نهاية 2019، سمعة عالمية، معتمدة على صفتها - التي خسرتها بعد ذلك - كأصغر رئيسة حكومة في العالم. 

وقد تولت رئاسة الحكومة حينذاك بعد استقالة رفيقها أنتي رين، لذلك ستكون هذه المرة الأولى التي تقود فيها معسكرها في المعركة الانتخابية. 

وسانا مارين اعتبرت رئيسة الحكومة الأكثر شعبية في القرن الحادي والعشرين، لكنها تثير انقساما في الداخل.

ويقول ماركو يونكاري الصحافي السياسي في صحيفة "هيلسينغين سانومات" إن  "سانا مارين شخصية مثيرة للانقسام. لديها معجبون مثل نجمة لموسيقى الروك ولكن من جهة أخرى، هناك كثر لا يحتملونها".

ويسجل ائتلافها الحكومي الذي يضم خمسة أحزاب - الحزب الاشتراكي الديموقراطي والوسط وحزب الخضر وتحالف اليسار وحزب ناطق بالسويدية - صعوبات منذ أشهر. وقد  أعلن حزبها الوسطي أنه سيرفض تمديد التحالف.

وهاجمت المعارضة سانا مارين بشأن الديون التي زادت بنحو 10 نقاط من إجمالي الناتج المحلي خلال ولايتها. 

وقال بيتيري أوربو الذي يدعو إلى خطة ادخار بقيمة ستة مليارات يورو، لوكالة فرانس برس إن "التوقعات سيئة جدا وماليتنا العامة ستنهار وهذا سيؤدي إلى تآكل أسس دولة الرفاهية لدينا".

- انتخابات نسائية جدا - 

تستعد الأحزاب الرئيسية الثلاثة لتحسين الأداء الذي سجلته في 2019، لكن التقدم الأكبر يسجله منذ الصيف الماضي الحزب الفنلندي الذي استفاد من المشاعر المناهضة للهجرة والارتفاع الكبير في التضخم. 

وجعل الحزب من السويد المجاورة مضرب مثل، مشيراً إلى حربها التي لا تنتهي على عصابات المهاجرين، في فنلندا حيث ما زالت نسبة السكان المولودين في الخارج من بين أدنى المعدلات في أوروبا. 

وقالت ريكا بورا لفرانس برس "لا نريد أن نسير في طريق السويد. نشير إلى آثار سياسة خطيرة بشأن الهجرة". 

وحدد حزبها خروجا من الاتحاد الأوروبي هدفًا طويل الأمد ويريد تأجيل هدف فنلندا لحياد الكربون المحدد حاليًا لعام 2035. 

وستكون المفاوضات لتشكيل الحكومة صعبة بعد الانتخابات التي تتسم بعدد قياسي من القيادات النسائية للأحزاب - سبعة أحزاب من أصل ثمانية.

وحزب الوسط الذي كان في الماضي مهما في السياسة الفنلندية انتقل من المرتبة الأولى في 2015 إلى أدنى مستوى تاريخي له بعدما شارك في حكومات اليمين واليسار ثماني سنوات. 

حتى إذا حقق نتائج سيئة - وهذا ما سيحصل على الأرجح - فإن اختياره لحلفه سيكون حاسمًا، لأنه بدونه ستكون فرص اليمين واليمين المتطرف لبناء أغلبية ضئيلة. 

وهناك خيار آخر يفضله بعض المحللين وهو تشكيل حكومة وحدة بين اليسار واليمين.

وقال تومو توريا "حاليا السيناريو الأكثر ترجيحًا هو حكومة زرقاء وحمراء قائمة على الائتلاف الوطني والحزب الاشتراكي الديموقراطي". 

وتأتي هذه الانتخابات قبل أيام من موعد تاريخي لفنلندا مع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأسبوع المقبل.

 لكن من غير المرجح أن تعرقل نتيجة الانتخابات العملية لأن كل الأحزاب الرئيسية تدافع الآن عن الانضمام إلى الحلف الأطلسي في تحول نجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي