السلطات المكسيكية تفتح تحقيقا في "قتل" بعد مصرع 39 مهاجرا في حريق

ا ف ب - الأمة برس
2023-03-30

صورة مؤرخة في 27 آذار/مارس 2023 من مكان الحريق في سيوداد خواريس (ا ف ب)

أعلنت السلطات المكسيكية فتح تحقيق في "جريمة قتل" بعد مقتل 39 مهاجراً في حريق اندلع في مركز للاحتجاز في سيوداد خواريس عند حدود الولايات المتحدة بعدما أخذت في الاعتبار شريط فيديو حول تصرف مسؤولين في المكان إبان الحادث.

وقالت المدعية العامة لحقوق الإنسان سارا إيرين هيريرياس غيرا في مؤتمر صحافي "لم يتخذ أي من موظفي الخدمة المدنية ولا أي من شرطيي شركة أمنية خاصة أدنى إجراء لفتح الباب أمام المهاجرين الذين كانوا في داخلها (زنزانة) رغم حدوث الحريق".

من جهتها، صرحت وزيرة الأمن روزا إيشيلا رودريغيز في المؤتمر الصحافي نفسه بعد أقل من 48 ساعة على الوقائع أنه تم تحديد ثمانية مسؤولين مفترضين.

وأوضحت المدعية العامة أن النيابة "تستمتع لإفادات" هؤلاء وهم ثلاثة عناصر من المعهد الوطني للهجرة وخمسة آخرون من شركة أمنية.

وتابعت أن "الجرم الذي فتح الملف (التحقيق) بشأنه هو جريمة قتل"، مشيرة أيضا إلى جرمي "الجرح" و "الإضرار بممتلكات الغير". 

وأضافت أن مهاجرين "حددوا" مهاجرا آخر على أنه المسؤول عن الحريق. 

وأكدت المدعية العامة صحة مقطع فيديو مدته 32 ثانية بثته عدة وسائل إعلام بينها وكالة فرانس برس. وقالت إن "هذا الفيديو جزء من ملف التحقيق".

وتظهر هذه القطات التي سجلتها كاميرات المراقبة بداية الحريق ليل الاثنين الثلاثاء. ووراء القضبان وسط دخان يركل رجل بابًا مغلقًا بينما يظهر آخر وكأنه يضع فرشة على الأرض. 

في المقدمة، ينسحب ثلاثة ضباط مديرين ظهورهم للمحتجزين خلف القضبان من دون مساعدتهم. 

قالت إيريكا جيفارا روساس مديرة منظمة العفو الدولية للأميركيتين في بيان "كيف يمكن أن تكون السلطات المكسيكية قد تركت بشرا محتجزين من دون إمكانية الهروب من الحريق؟".

وكُتب على لافتة رفعتها متظاهرة في تجمع في مكسيكو الأربعاء "الحكومة.. تحملي مسؤولياتك". 

وكان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد وعد بألا يحدث "إفلات من العقاب"، مطالبا "بمعاقبة الذين تسببوا في هذه المأساة الأليمة وفقًا للقانون".

- ارتفاع حصيلة الضحايا -

خلال المؤتمر الصحافي، تحدثت وزيرة الأمن عن 39 قتيلا بدلا من 38، وأشارت إلى 27 جريحا بينهم ستة في حالة "خطيرة جدا" وعشرة في حالة خطيرة وتسعة في حالة "حرجة". 

ولم تقدم السلطات حتى الآن تفاصيل عن جنسيات الضحايا لكنها تحدثت عن بلدانهم الأصلية ومعظمها في أميركا الوسطى (غواتيمالا والسلفادور وهندوراس) وفنزويلا.

وقالت غواتيمالا الثلاثاء إن 28 من مواطنيها لقوا حتفهم. وتحدثت السلفادور عن أربعة من مواطنيها أصيبوا بجروح خطيرة وطالبت بتقديم المسؤولين عن المأساة إلى القضاء.

وأكدت السلطات أن الحريق بدأه مهاجرون يحتجون على احتمال ترحيلهم. 

وقد أوقف كثيرون منهم في شوارع سيوداد خواريز حيث كانوا يتسولون أو يغسلون سيارات عند تقاطعات طرقات لكسب القوت.

وسيوداد خواريز المجاورة لإلباسو (ولاية تكساس) هي واحدة من المدن الحدودية التي يسعى عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين للوصول إليها من أجل طلب اللجوء بعد رحلة طويلة. 

وذكر حرس الحدود الأميركي الأربعاء إن "أكثر من ألف مهاجر" دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، موضحا أنه سيتم ترحيلهم.

وقالت القنصلية الأميركية في هذه المدينة الحدودية، في تغريدة على تويتر "الشائعات حول فتح الحدود بعد مأساة سيوداد خواريز كاذبة".

وأثارت الحادثة ردود فعل خارج حدود المكسيك. وقال البابا فرنسيس "نصلي من أجل المهاجرين الذين لقوا حتفهم أمس في الحريق المأساوي في سيوداد خواريز".

ودعت الأمم المتحدة إلى طرق هجرة "أكثر أمانا" إلى الولايات المتحدة.

وشدد السفير الأميركي في المكسيك على ضرورة "إصلاح نظام هجرة معطل" مع شركائه في المنطقة. 

ويحاول حوالى مئتي شخص عبور الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة كل شهر. ويقول المهاجرون إنهم يريدون الهرب من الفقر أو العنف في بلدانهم الأصلية. 

ومنذ 2014، توفي أو فقد حوالى 7661 مهاجرًا في طريقهم إلى الأراضي الأميركية حسب منظمة الهجرة الدولية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي