اليونان تحيي الذكرى الثمانين لترحيل اليهود منها

سالونيكي - أحيت اليونان الأحد الذكرى الثمانين لأولى عمليات ترحيل اليهود منها إلى معسكر الإبادة أوشفيتس-بيركيناو، في احتفال نُظّم في مدينة سالونيكي التي خسرت آنذاك كل جاليتها اليهودية تقريباً.

وشارك نحو ألف شخص من مختلف الأعمار حاملين بالونات بيضاء عليها عبارة "لن تتكرر مطلقاً"، في مسيرة باتجاه محطة القطار القديمة في سالونيكي حيث انطلقت عمليات الترحيل في 15 آذار/مارس 1943.

ووُضعت باقات كثيرة من الزهور على سكة القطار. وقال مسؤولون عن مراسم إحياء هذه الذكرى لوكالة فرانس برس إنّ عمليات الترحيل كانت تحصل باستخدام عربات المواشي، حيث كان يتم حشر ثمانين شخصاً في كل عربة.

وقال رئيس الجالية اليهودية في المدينة ديفيد سالتيل إنّ نحو 46 ألف يهودي من سالونيكي رُحّلوا إلى أوشفيتس-بيركيناو بين آذار/مارس وآب/أغسطس عام 1943، مشيراً إلى عودة 1950 منهم فقط.

وأضاف أن "الجالية خسرت 97% من أفرادها"، لافتاً إلى أنّ اليهود كانوا يمثلون حينها شخصاً من كل خمسة أشخاص يقطنون سالونيكي.

وأعلن رئيس البلدية كونستانتينوس زيرفاس خلال الاحتفال الذي حضرته الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو، بدء العمل على إنشاء متحف مستقبلي للهولوكوست يرمي إلى إحياء ذكرى ضحايا المعسكرات.

وحضر الاحتفال أيضاً نائب رئيس المفوّضية الأوروبية مارغريتيس شيناس والسفير الأميركي جورج تسونيس ووزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي أوفير أكونيس.

وبدأت اليونان تكرّم بصورة تدريجية جاليتها اليهودية في أعقاب رفع التمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل إلى مستوى سفارة عام 1990.

لكنّ معاداة السامية لا تزال مستمرة من خلال عمليات تخريب المقابر اليهودية ونصب الهولوكوست. وقال سالتيل "لا تزال معاداة السامية والعنصرية تشكلان تهديداً".

ومن بين اليهود الـ77 ألفاً الذين كانوا يعيشون في اليونان قبل الحرب العالمية الثانية، لقي أكثر من 86% منهم مصرعهم خلال فترة الاحتلال النازي التي استمرت أربع سنوات. أما اليوم، فتضم اليونان نحو خمسة آلاف يهودي، بحسب المتحف اليهودي في العاصمة أثينا.