وول ستريت جورنال: إيران تتعهد بوقف الدعم العسكري للحوثيين وهناك فرصة لحل سياسي في اليمن

2023-03-17

تعلق الصحيفة أنه لو إذا أوقفت إيران دعم الحوثيين، فإنها ستزيد من الضغوط على الجماعة المتشددة للتوصل إلى صفقة تنهي النزاع (ا ف ب)

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران وافقت على وقف تسليح الحوثيين ضمن الصفقة التي توافقت عليها مع السعودية في بكين، ذلك أن اليمن سيكون الامتحان الرئيسي للعلاقات بين البلدين.

وفي التقرير الذي أعده ديون نيسباوم وسومر سعيد وبنيويه فوكون، قالوا فيه إن تعهد إيران بالتوقف عن توفير الأسلحة للحوثيين قد يدفع باتجاه الجهود لوقف أطول الحروب الأهلية في المنطقة. وعلى مدى سنوات، دعمت السعودية وإيران الجماعات المتحاربة في اليمن، مما أدى لكارثة إنسانية انتشرت خارج حدود ذلك البلد، حيث بدأ الحوثيون باستهداف السعودية بالصواريخ والمسيرات التي وفرتها لهم إيران.

وتعلق الصحيفة أنه لو إذا أوقفت إيران دعم الحوثيين، فإنها ستزيد من الضغوط على الجماعة المتشددة للتوصل إلى صفقة تنهي النزاع، حسبما قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون.

ورفض المتحدث باسم الوفد الإيراني في الأمم المتحدة التعليق، وذلك عندما سئل عن إمكانية تعليق إيران شحنات الأسلحة للحوثيين. ونفت إيران أنها تقدم السلاح للحوثيين، لكن مفتشي الأمم المتحدة طالما تتبعوا الأسلحة إلى مصدرها من إيران.

وبعد إعلان السعودية عن اتفاقية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد سبعة أعوام من القطيعة، قال مسؤولو البلدين إنهم سيضغطون على الحوثيين لوقف الهجمات ومحاولات السيطرة على مناطق أخرى في اليمن. ويقول المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إنهم يريدون رؤية التزام إيران بجانبها من الصفقة، في وقت تقوم طهران والرياض بتنفيذ شروط الصفقة من أجل إعادة فتح الممثليات الدبلوماسية خلال الشهرين المقبلين.

وقال مسؤول أمريكي إن الصفقة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية “تعطي دفعة لمنظور صفقة ( في اليمن) في المستقبل القريب”، وفي نفس الوقت، سيكون تعامل إيران مع النزاع “بمثابة اختبار” لنجاح اتفاقها مع السعودية.

وسافر مبعوث الأمم المتحدة لليمن، هانس غرندبيرغ، إلى طهران لمناقشة دورها في وقف الحرب. والتقى المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموفي ليندركينغ مع المسؤولين السعوديين في الرياض يوم الأربعاء في محاولة منه لإنعاش المحادثات الجامدة. وقال المسؤولون إن الأولوية هي تمديد اتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ العام الماضي.

انتهت الهدنة الرسمية في تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أن الطرفين ظلا ملتزمين بشروطها، وسط تراجع حاد في الغارات الجوية السعودية وهجمات الحوثيين عبر الحدود إلى المملكة. ويأمل الدبلوماسيون بتحقيق صفقة جديدة لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار قبل رمضان، مع أن المسؤولين الأمريكيين يرون أن تحقيقه في هذا الموعد مهمة شاقة.

وتضيف الصحيفة أن الجهود لتمديد الهدنة أو العودة للمفاوضات تعثرت لعدة أشهر. وفي لقاء غرندبيرغ مع المسؤولين الإيرانيين هذا الأسبوع، أخبره وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بأن طهران مستعدة للمساعدة في إنهاء حرب اليمن.

ولو استمرت الصفقة التي رعتها بكين فإنها ستعيد تشكيل الدينامية في المنطقة، وتعطي الصين نفوذا دبلوماسيا في الخليج، بشكل يتقلص فيه التأثير الأمريكي ويقوض الجهود الدولية لعزل إيران ويحد من جهود إسرائيل لتوسيع علاقاتها مع الدول المسلمة حول العالم.

وتقول الصحيفة إن اليمن يقع في قلب النزاع بين إيران والسعودية. وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في 2014، وأجبروا الحكومة المعترف بها على الفرار إلى عدن في الجنوب، ومن ثم إلى المنفى في السعودية. وشنّت السعودية حربا ضد الحوثيين في 2015، ةتحولت إلى نزاع مستعص، أضعف الدعم الدولي للسعودية في الولايات المتحدة وأوروبا. وتحول النزاع لاحقا إلى حرب بالوكالة مع إيران التي دعمت الحوثيين.

وقتلت الغارات السعودية آلافا من المدنيين اليمنيين، مما أدى لمطالب بوقف أمريكا وحلفائها الدعم العسكري للرياض. واتهمت الولايات المتحدة والسعودية طهران بتسليح الحوثيين بالصواريخ المتقدمة والمسيرات التي استخدمها المتمردون لضرب المنشآت النفطية في المملكة واستهداف المدن الكبرى.

كما اتهمت الولايات المتحدة إيران باستغلال فترة الهدوء الحالية لإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية  للحوثيين، في خرق واضح لحظر تصدير السلاح إلى اليمن الذي فرضته الأمم المتحدة، وهو ما تنفيه طهران. وصادرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الأشهر الثلاثة الأخيرة أربع شحنات قرب سواحل اليمن، مكونة من 5 آلاف بندقية و1.6 مليون رصاصة، وعدد من الصواريخ المضادة للدبابات والأسمدة التي يمكن استخدامها في صناعة المتفجرات.

وفي الوقت الذي رحب فيه الحوثيون بالصفقة في بكين، إلا أنهم عبّروا في أحاديثهم الخاصة عن قلق من أن تؤدي إلى انخفاض في الدعم من طهران.

وقالت ندى الدوسري، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأسط، إن صفقة سياسية ستترك اليمن تحت رحمة حرب أهلية. وأضافت: “كل طرف ينتظر خروج السعودية.. عادة ما يخلطون بين خروج السعودية من اليمن والسلام”.

والسؤال الذي لإ إجابة عليه في الوقت الحالي، هو عن مدى دعم الجيش الإيراني للاتفاق الأخير. فلم يعلّق الحرس الثوري القوي على صفقة بكين، وظل صامتا بشكل أثار مخاوف المسؤولين الأمريكيين والسعوديين الذين تساءلوا إن كان الجيش الإيراني سيشرف على التزامات القيادة السياسية.

وطالما رسم الحرس الثوري طريقه بعيدا عن الموقف الحكومي والتزم باستقلاليته. وقال أنيس الشرفي، نائب رئيس دائرة الشؤون الخارجية في المجلس الجنوبي الانتقالي الذي تدعمه الإمارات: “هذا يعني تراجع إيران والحرس الثوري تحديدا عن الدعم العسكري الإستراتيجي للحوثيين، والذي تسبب بالخراب منذ عام 2014”.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي