راكبات أمواج في بلجيكا يسبحن بعكس تيار الذكورية في رياضتهنّ

ا ف ب - الأمة برس
2023-03-12

صورة التقطت في 11 آذار/مارس 2023 لإحدى أعضاء مجموعة "نورث سي سورف سيسترز" النسائية لركوب الأمواج على شاطئ أوستند في بلجيكا (ا ف ب)

اقتحمت 15 امرأة على أحد شواطئ بلجيكا عباب بحر الشمال الجليديّ الحرارة، في تحرك يسعين من خلاله إلى إثبات قدرة المرأة على خوض غمار رياضة ركوب الأمواج التي لا تزال ذكورية جداً، في بيئة "أقل عدوانية" حيالهنّ.

واحتفلت مجموعة "نورث سي سورف سيسترز" التي تأسست عام 2019 في تاريخ اليوم العالمي لحقوق المرأة،  بعيدها الرابع السبت على ساحل أوستند (غرب بلجيكا)، وارتدت النساء الخمس عشرة بزّات غطس وحملن ألواحهن استعداداً لعملية ركوب الأمواج "النسائية" تحت السماء الزرقاء والمشمسة.

كانت الفكرة اساساً تجنّب الجو "المزعج" أحياناً السائد لدى مجموعات راكبي الأمواج التي يغلب عليها الذكور، على ما أوضحت مؤسِسة المجموعة جوك ديفريز، وهي بلجيكية تبلغ 32 عاماً متحدرة من أوستند، لكنها مارست هوايتها المفضلة من إسبانيا إلى جنوب إفريقيا.

 وقالت ساخطةً "على سبيل المثال، تتوجه امرأة إلى موجة ما، ويُفترَض عادةً أن تكون لها الأولوية. لكن الشاب الذي بجانبها يعتقد أنها كامرأة لن تكون قادرةً على ركوب هذه الموجة، فيسبقها إليها". واعتبرت أن مواقف كهذه "تستنزف طاقتها".

وإذ أشارت إلى أن "في بلجيكا الكثير من راكبات الأمواج، ولكنهنّ يعرفن خصوصاً رجالاً (يمارسون هذه الرياضة). وهؤلاء يمكن أن يكونوا شديدي الإصرار على (الظفر) بموجة، لكنهّم يملون على المرأة كذلك كيفية ركوب الأمواج" مفترضين أنهم محقون.

- "أخوة وتضامن" -

من هذا المنطلق، سعت إلى توفير بيئة أكثر إيجابية تتيح لراكبات الأمواج ممارسة هوايتهن،  وتحسين أدائهن، والتواصل اجتماعياً في ما بينهن. وباتت "نورث سي سورف سيسترز" تنظّم اجتماعات منتظمة مرات عدة في الشهر خلال الصيف، وبشكل متقطع خلال فصل الشتاء، تضم العشرات من محبّات هذه الرياضة.

وقالت جوك ديفريز "هنا نكتفي بإسداء النصائح" من دون أحكام، "ونرحّب بالجميع أياً كان المستوى. كلٌّ تصفّق للأخرى وجميعنّ يتبادلن الابتسامات والتشجيع(...) نذهب إلى البحر مع هذه الأشياء الجميلة المشتركة".

وأعربت الألمانية أدا تورنر  (39 عاماً) التي تتمتع بخبرة 22 عاماً في ركوب الأمواج، عن ارتياحها للأجواء اللطيفة بين المجموعة على شاطئ أوستند.

وأَضافت أن على النساء اللواتي يمارسن ركوب الأمواج مع الرجال أن يكنّ "مدركات القواعد، لأن الجو يمكن أن يصبح عدوانياً نوعاً ما (...) إذ يريد بعض الأشخاص احتكار ركوب الأمواج، وإذا اعترض أحد ما طريقهم، من السهل أن يُظهروا غضباً شديداً". 

وإذ أقرّت بأنها "رياضة تتطلب قدراً مكثّفاً من القوة البدنية، وقد تكون أكثر في متناول الرجال"، شددت على أن "في استطاعة المرأة أن تضاهيهم إذا شاءت ذلك حقاً". أما ممارسة النساء ركوب الأمواج في ما بينهنّ، فيوفّر في رأيها إحساساً "بالأخوّة والتضامن والبهجة".

وأضافت "في مجموعتنا يدعم بعضنا بعضاً، وهي بيئة أقل عدوانية، وثمة قدر أقل من الشعور بالمنافسة".

ولا تزال الفجوة كبيرة بين النساء والرجال في رياضة ركوب الأمواج، إذ أن نسبة النساء من مجموع المنتسبين البالغ عددهم 80 ألفاً إلى الاتحاد الفرنسي للعبة عام 2020 مثلاً لم تكن تتجاوز 35 في المئة. 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي