10 سنوات على انتخاب فرنسيس رئيسا للكنيسة الكاثوليكية: شعبية واسعة ومعارضة داخلية

ا ف ب - الأمة برس
2023-03-10

البابا فرنسيس يلوح للحشود خلال قداس بدء حبريته في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في 19 آذار/مارس 2013 (ا ف ب)

الفاتيكان - تحل الاثنين الذكرى العاشرة لانتخاب البابا فرنسيس رئيسا للكنيسة الكاثوليكية والذي يحظى بشعبية لدى المؤمنين في العالم بأسره لكن يواجه معارضة شديدة من الداخل بعدما عمل على إصلاح الكنيسة لكن بدون المساس بالعقيدة.

عند ظهوره في 13 آذار/مارس 2013 على شرفة كاتدرائية القديس بطرس بلباسه الابيض البسيط الخالي من الزخارف الدينية، قدم الأرجنتيني خورخي بيرغوليو صورة مختلفة تماما عن البابوية وخصوصا عن سلفه الخجول بنديكتوس السادس عشر.

كان لدى هذا اليسوعي المبتسم المعروف بصراحته بدون شك خطة لمشروعه الرئيسي: إصلاح الكرسي الرسولي الذي يعاني من الجمود وتطهير مالية الفاتيكان.

ورث رئيس أساقفة بوينوس آيرس السابق كنيسة في حالة جمود وفيما لم يكن قد شغل سابقا أي منصب في روما، توجه تدريجيا نحو العالم معتمدا مقاربة اكثر تعاطفا لكنه دافع في الوقت نفسه عن عقيدة الكنيسة بشأن زواج الكهنة والإجهاض أو المثلية الجنسية.

هو من أشد منتقدي الليبرالية الجديدة وركز جهوده على العدالة الاجتماعية والبيئة أو الدفاع الشديد عن المهاجرين الفارين من الحروب والبؤس الاقتصادي.

يقول الخبير في شؤون الفاتيكان الإيطالي ماركو بوليتي لوكالة فرانس برس "لقد انتهى عهد شيطنة المثلية الجنسية، والنقاشات حول العلاقات خارج إطار الزواج أو حبوب منع الحمل، كل هذا رفع عن الطاولة".

- حوار بين الأديان -

ويرى روبرتو ريغولي الاستاذ في الجامعة الغريغورية الحبرية أن "البابا أدخل الكنيسة في قضايا هي في صلب الديموقراطية الغربية مثل البيئة والتعليم والقانون".

لكن البابا المعارض بشدة للاتجار بالأسلحة يبدو عاجزا أمام النزاعات التي يندد بها بشدة أسبوعيا. وظلت دعواته من أجل السلام في أوكرانيا بدون صدى.

إلا ان الصدمة العالمية التي شكلتها جائحة كوفيد-19 والصورة التي طبعت في الأذهان عن رجل يرتدي الأبيض يصلي وحيدا في ساحة القديس بطرس في أوج تدابير الإغلاق، تؤدي الى تقوية دعواته لإعادة النظر في الاقتصاد العالمي.

على الرغم من عمره البالغ 86 عاما وتراجع صحته الذي أجبره على التنقل على كرسي متحرك، يواصل البابا فرنسيس الذي زار حوالى ستين دولة إعطاء الأفضلية لدول "الأطراف" مثل دول أوروبا الشرقية وإفريقيا.

شهد هذا العقد أيضا تطور الحوار بين الأديان لا سيما مع الإسلام. لكن جهوده الحثيثة للتقارب مع الكنيسة الأرثوذكسية تأثرت بالاحداث الجارية ويبدو أن الاجتماع التاريخي عام 2016 مع البطريرك الروسي الأرثوذكسي كيريل المدعوم من موسكو، بعيدًا.

في مواجهة مأساة قضايا التحرش الجنسي بالأطفال التي تواجهها الكنيسة وهي إحدى أصعب تحدياته، رفع الحرم الكنسي عن كهنة وارغم رجال الدين على الإبلاغ عن حالات لمسؤوليهم. لكن جمعيات الضحايا ما زالت تنتظر المزيد.

- صراعات على السلطة -

في روما جلب أسلوب فرنسيس الخارج عن المألوف والذي فضل شقة متواضعة على القصر الرسولي او الذي يدعو بانتظام معتقلين ومشردين الى طاولته، رياح التجدد قبل عشر سنوات. لكنه أثار أيضا انتقادات داخلية ممن يأسفون لغياب التقاليد الراسخة عن المهام البابوية.

واذا كان البابا يجتذب الحشود الكبرى في الخارج، فان آخرين يأسفون لطريقة عمله الشخصية جدا على رأس كنيسة يتبعها 1,3 مليار مؤمن.

وقال دبلوماسي كبير معتمد في روما لوكالة فرانس برس "فرنسيس يظهر سلطوية لم يعتد عليها القصر الرسولي منذ فترة طويلة. بالطبع هذا يمكن أن يثير انزعاجا".

الآن أكثر من أي وقت مضى يواجه أول بابا يتحدر من منطقة أميركا اللاتينية، معارضة شديدة من التيار المحافظ في الكنيسة رغم رحيل شخصيتين أساسيتين تمثلان المحافظين: في نهاية كانون الأول/ديسمبر البابا بنديكتوس السادس عشر الذي استقال من مهامه ثم الكاردينال الاسترالي جورج بيل.

يقول بوليتي "المناورات الفعلية للمجمع الفاتيكاني قد بدأت، هي ليست مناورات حول الأسماء انما حول الأهداف العقائدية للبابا المقبل".

رغم نفيه كل الشائعات حول استقالته الوشيكة، يعطي البابا فرنسيس إشارات متفاوتة حول نيته البقاء الى نهاية حبريته ام لا.

في الانتظار يواصل البابا تكييف مجمع الكرادلة مع صورته حيث اختار حتى الآن 65% من الذين سينتخبون البابا الذي سيخلفه. كما تنتظره عدة مناسبات بدءا باجتماع للاساقفة حول مستقبل الكنيسة في نهاية العام 2023.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي