مهرجان "فيسباكو" السينمائي الإفريقي يسلّط الضوء على نضال النساء ضد الجماعات الجهادية

ا ف ب - الأمة برس
2023-03-03

جانب من حفلة افتتاح مهرجان "فيسباكو" السينمائي الإفريقي في واغادوغو بتاريخ 25 شباط/فبراير 2023 (ا ف ب)

تسلّط الدورة الثامنة والعشرون من مهرجان "فيسباكو" السينمائي الإفريقي المُقامة هذا الأسبوع في واغادوغو، الضوء على مختلف الأدوار التي تلعبها النساء الإفريقيات وأبرزها النضال ضد الجماعات الجهادية الذي بات قضية محورية في منطقة الساحل الإفريقي خلال السنوات الأخيرة.

وتقول المخرجة المتحدرة من بوركينا فاسو أبولين تراوريه التي اختير فيلمها "سيرا" بين الأعمال المتنافسة في المهرجان الإفريقي "عند التحدّث عن الإرهاب لا يتم التطرّق كثيراً إلى النساء".

ويتناول "سيرا" قصة فتاة تبلغ 25 عاماً يخطفها الجهاديون ثم تقاوم بشجاعة وذكاء في ظل الرعب الذي تتعرض له.

وتضيف المخرجة "عموماً، عند التحدث عن النساء، يتم إظهارهنّ على أنّهن ضحايا في مخيمات النازحين، من دون التطرق كثيراً إلى نضالهنّ".

وترغب تراوريه في أن تظهر من خلال فيلمها، "الدور المهم" الذي تلعبه المرأة "في مكافحة الإرهاب".

وأدّت أعمال العنف التي تمارسها الجماعات الجهادية في منطقة الساحل منذ أكثر من عشر سنوات، إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم أكثر من عشرة آلاف يتحدرون من بوركينا فاسو.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول الممثلة المتحدرة من بوركينا فاسو نافيساتو سيسيه إنها أرادت من خلال تأدية شخصية سيرا، وهو أوّل دور لها في عمل سينمائي، "إعلاء صوت" النساء وتجسيد "الأمل"، مضيفةً "شعرت بالغضب وبمختلف الأحاسيس التي تنتاب هؤلاء النساء".

ورغبت المخرجة النيجيرية أمينة ماماني في أن تظهر في فيلمها القصير "لانفواييه دو ديو"، القوة التي تتمتع بها النساء في مواجهة عنف الجهاديين المستشري في بلدها أيضاً.

اما الشخصية الرئيسية التي يتمحور عليها فيلم أمينة ماماني، فهي فتاة تبلغ عشر سنوات، يخطفها الجهاديون ليلاً لاستخدامها في تنفيذ هجوم انتحاري في إحدى الأسواق، إلا أنها ترفض ذلك.

وتقول المخرجة إنّ "الإرهابيين عادة ما يستخدمون النساء. وفيما يتم قتل الرجال تُخطَف النساء ويُجبَرن على الزواج ويتعرّضن للاغتصاب. اما الفتيات الصغيرات فيقع الاختيار عليهنّ لتنفيذ عمليات انتحارية".

- "مسألة حساسة جداً " -

تسلّط أفلام متنافسة أخرى الضوء على شخصيات نسائية، بينها فيلم "إيبين دو ساحل" للمخرج المتحدر من بوركينا فاسو بوبكر ديالو. ويتناول العمل قصة ممرضة مُثابرة تُرسَل إلى مخيم يضم نحو مليوني هارب من العنف في بوركينا فاسو.

وانطوت حياة النساء الواقعية على أهمية كبيرة للمخرجات.  

وتقول أبولين تراوريه إنها "لم تدرك حجم القوة" التي تتمتع بها الشخصية الرئيسة في فيلمها قبل أن تلتقي نساء بدّل الجهاديون حياتهنّ.

وتقول إنّ "التفاصيل المرتبطة بالشخصية الرئيسة شهدت تغييرات جذرية"، خصوصاً بعدما استمتعت المخرجة لشهادة "امرأة استغرقت خمسة أيام وهي تبحث عن مكان تلجأ إليه فيما كانت إحدى الرصاصات عالقة في كتفها ويرافقها ابناها". 

وتعامل بوبكر ديالو من جانبه مع نازحين "انتابهم الذعر عندما رأوا مسلحين" خلال تصوير الفيلم.

ويؤكد المخرج الذي رغب في التطرق إلى أعمال العنف التي تمارسها الجماعات الجهادية، وهي مسألة تشكل جزءاً من حياة سكان بوركينا فاسو اليومية، أنّ "إعادة الثقة لهؤلاء النازحين" كانت أمراً ضرورياً.

وبعد هجوم الصلحان (شمال) الذي وقع في حزيران/يونيو 2021 ويُعد الأكثر فتكاً في تاريخ بوركينا فاسو (أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصاً)، أحجمت الحكومة عن تجديد الإذن لتصوير "سيرا" في شمال البلاد.

وتقول أبولين تراوريه إنها لم تشعر منذ انطلاقة حياتها المهنية قبل 20 سنة، "بخوف كبير من عرض عمل" كالذي انتابها هذه المرة، مضيفةً "إنّها مسألة حساسة جداً وتمسّ سكان بوركينا فاسو والساحل".

وتُعتبر تراوريه من أبرز المخرجين المرشحين لنيل "الحصان الذهبي"، وهي أهم مكافاة في مهرجان "فيسباكو" وستُمنح السبت. وتبدي المخرجة سروراً لأنّ عملها نال أصلاً استحسان الحاضرين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي