
إلى الزعيم الأعلى: سري جداً. لاطلاعك فقط. من رئيس مجلس الأمن القومي علي شمخاني. الموضوع: سياسات عاجلة – إسرائيل تنهار.
سعادتكم، الهدف الاستراتيجي الذي هو القضاء على الكيان الصهيوني (إسرائيل) أصبح في متناول اليد. التطورات التي هناك تلغي وتبطل التقديرات السابقة التي بحسبها كان الأمر يقتضي عشرات السنين للوصول إلى انهيارهم من الداخل وتصفيتهم. الصهاينة يفقدون أنفسهم واحتفالات الـ 75 قد تكون الأخيرة. القضية تحت تصرفك: كيف يمكن استغلال هذه التطورات لتسريع الانهيار.
النظام الصهيوني يتحلل. رئيس حكومة متهم بثلاث مخالفات خطيرة يواصل الوقوف على رأس مهمته مع فرض الرعب على سلطات أخرى. رغم أنه منع من التعامل مع مواضيع تؤثر على محاكمته، فإنه يستخف بالمحكمة وبالمستشارة القانونية للحكومة ويجذب الخيوط من وراء الكواليس. ورغم أن تشريعاً خاصاً يتبلور لشرعنة عودة وزير سجن في السابق إلى الحكم، لكنه عاد لتنفيذ جرائم كبيرة. وثمة وزراء آخرون متهمون بالفساد.
رئيس الحكومة ومساعده وزير العدل بادرا إلى “إصلاح قانوني”، الذي استهزأ بكونهم دولة ديمقراطية، يدفعان قدماً الآن بفقرة استخفاف، وتعيين قضاة بلاط وتحويل مكاتب الحكومة إلى ملك شخصي لمجرم مدان. يتوقع حدوث صراع شديد بين السلطات، بحيث يهز أسس الكيان الصهيوني إذا تجرأت المحكمة على إلغاء التغييرات أو الإعلان عن عدم أهلية رئيس الحكومة. الآن تتساءل سلطات إنفاذ القانون لمن ستخضع في حالة حدوث مواجهة بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية. الهايتيك، قاطرة نمو الصهاينة، في خطر. شركات دولية امتنعت عن الاستثمار في دولة غير ديمقراطية وغير مستقرة، شركات للصهاينة بدأت في تحويل أموالها إلى الخارج، وهناك انهيار مالي قريب. للصهاينة القليل من الغاز، لكنه لا يكفي لإنقاذ اقتصادهم من الانهيار.
الفوضى مطلقة تقريباً: اليمين يستفز اليسار، والعلمانيون يتحدون المتدينين، والشرقيون ضد الأشكناز، وجميعهم ضد العرب. الجمهور الذي يتظاهر بشكل ثابت ضد النظام يقزم الاحتجاجات التي كانت عندنا. المفكرون ورجال الأعمال والعلماء والحاصلون على جوائز نوبل وقضاة متقاعدون من المحكمة العليا وكثيرون يخرجون ضد النظام ويحذرون من انهيار الديمقراطية، ومثلهم ضباط كبار سابقون في جيش الاحتلال ورؤساء في “الشاباك” ورئيس الموساد وهيئة الأمن القومي. رئيس أركان سابق تحدث بانفعال عن الحق في رفض الأوامر في ظل نظام ديكتاتوري. نائب رئيس الأركان السابق طالب بعصيان مدني. جيشهم في الطريق للتفكك.
خلال سنوات هددنا الصهاينة وسادتهم الأمريكيين بتغيير النظام. عملياً، النظام الوحيد الذي يتعرض للخطر هو نظامهم. الإصلاح القانوني يبعد عنهم أصدقاءهم الكبار. في الأصل يعاني الصهاينة من العزلة الدولية عقب السيطرة على أراضي فلسطين وبسبب الاحتلال المتواصل والعنصرية والأبرتهايد. وهم الآن في طريقهم لفقدان بقايا الدعم من “معسكر الدول الديمقراطية”، الذي تفاخروا بالانتماء إليه، والتحول إلى دولة منبوذة. الاتحاد الأوروبي والدول المتقدمة والدول الرائدة تحذر من انهيار في العلاقات. دولة دينية ديكتاتورية ستفقد أيضاً الولايات المتحدة.
الصهاينة ينشغلون في التعفن الداخلي، إلى درجة أنهم نسوا مشروعنا النووي. لدينا الآن مادة متفجرة تكفي لعدة قنابل. وقد بدأنا في تخصيب اليورانيوم بمستوى 84 في المئة. على بعد مسافة قصيرة من المستوى العسكري، وهو 90 في المئة. إن الاعتبار، الذي من أجله امتنعنا منذ 15 سنة عن القيام بهذه الخطوة المهمة الأخيرة في الطريق إلى القنبلة هو الخطر الذي يستدعي عقوبات متطرفة أو هجوماً علينا، بات يتلاشى الآن.
الصهاينة محاطون من كل الجهات؛ ففي حوزة “حزب الله” الآن نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة وعدد يزداد من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة. هذه ستفعل فعلها في البنى التحتية المدنية للصهاينة، ستشل قواعد سلاح الجو لديهم وستضر بقدرتهم الهجومية والدفاعية. نستمر في زيادة مخزون القذائف لدى حماس والجهاد الإسلامي في غزة، ونستمر في نشر الصواريخ في العراق واليمين. الصهاينة نجحوا في إبطاء وجودنا في سوريا، ولكنهم لم يوقفوه. ننتظر الفرصة لنوقع ضربة كهذه بالجبهة الداخلية لديهم، التي نشك في أن يستيقظوا منها. سادتهم الأمريكيون ينشغلون في أزمات داخلية ومحاولة منع روسيا من الانتصار في حربها العادلة في أوكرانيا. سنواصل تزويد حليفتنا الكبرى بالمسيرات وربما بالصواريخ البالستية، ونتوقع في المقابل الحصول على طائرات “سوخوي 35” والدعم في سوريا والمحادثات النووية وما شابه.
سيدي، إن استغلال هذه الظروف لتسريع انهيار الصهاينة يحتاج إلى قرارات مهمة. أولاً، هل ننطلق الآن نحو القدرة النووية العملياتية؟ هل سيسلم الصهاينة والإمبرياليون في واشنطن فعلياً بتخصيب اليورانيوم بمستوى 84 في المئة؟ نعرف أنهم منشغلون جداً بشؤونهم الداخلية ويخشون من الرد. إذا كان الأمر هكذا، يمكننا إخضاعهم إلى امتحان أخير، مستوى 90 في المئة، وربما تطوير رأس متفجر.
ثانياً، هل نعود إلى المفاوضات وحتى اقتراح مبادرة دراماتيكية لتفكيك قدرتنا النووية مقابل تفكيك مواز من قبل الصهاينة؟ منذ عقود والصهاينة يحصلون على تسليم دولي صامت بقدرتهم النووية، إزاء التقدير بأن إسرائيل دولة ديمقراطية مسؤولة وتواجه تهديدات وجودية. هذه الافتراضات تتبخر الآن، وهذه المبادرة ستحصل على تأييد واسع في العالم كخطوة ستشجع على الرقابة على السلاح بشكل عام.
ثالثاً، هل نشغل قدرة السايبر والإرهاب التي لدينا من أجل زيادة شدة التوتر وتفاقم الخلافات المذكورة آنفاً والتي هي مادة قابلة للاشتعال لتقويض النظام هناك؟ هجوم السايبر الروسي ضد الانتخابات الأمريكية في 2016 لم يكن سوى المقدمة الترويجية لما يمكننا فعله.
رابعاً، كيف سنستغل هذا الوقت المناسب من أجل دق إسفين بين الصهاينة والأمريكيين؟ كلما قللنا أهمية المواجهة في اتفاق نووي جديد، وحتى فقط تغيير خطابنا، فهذا سيسهل على الصهاينة مواصلة التدمير الذاتي في الضفة والتسليم بالانقلاب النظامي. مع ذلك، هذه الخطوات ستضعهم على مسار تصادم مع الولايات المتحدة.
في الختام، متى سنستغل التوتر في القدس والضفة والقطاع من أجل توجيه ضربة منسقة من قبل “حزب الله” وحماس والجهاد الإسلامي. في هذه المرة ربما بتدخل مباشر منا؟ هم لا يتخيلوا جهنم التي تنتظرهم.
بقلم: تشيك فرايلخ
هآرتس 2/3/2023