بعد ايقافة عن التدريس : جامعي يمنيّ ينشر يوميّاته كسائق باص في صنعاء

متابعات الأمة برس
2023-02-09

 أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة صنعاء، عبد الله معمر الحكيمي (تواصل اجتماعي)صنعاء (الجمهورية اليمنية) - ينشر أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة صنعاء، عبد الله معمر الحكيمي، يوميات عمله سائق باص في صنعاء، وذلك على حسابه في موقع “فيسبوك” تحت عنوان “يوميات بروفيسور بدرجة سائق باص”.
وينشر في هذه اليوميات ما يلقاه في علاقته بالعمل سائقًا لباص يقل الطلاب بعدما كان يدرسهم ويشرف على رسائلهم العلمية في الحرم الجامعي.
وتعكس قصته أحد مظاهر المعاناة التي يعيشها اليمنيون خلال الحرب التي تكمل عامها الثامن، وفي مقدمتهم أساتذة الجامعات الذين يدفعون ثمنا باهظاً من البؤس والفقر؛ ما اضطر بعضهم للعمل في مهن أخرى بعدما وصل الحال إلى احتياجات العيش الضرورية.
وكتب في يومية الثلاثاء، عن كيف أوجد حلا لمشكلة انعدام فئة خمسين ريالا الورقية في تعاملاته اليومية مع الركاب.
وقال: “في عملي الجديد سائق باص خدمات الطلاب في الحرم الجامعي فُرض علينا مقابل نقل الطالب خمسون ريالا، لكننا نواجه مشكلة أنا وزملائي السائقين بانعدام فئة الخمسين، وإن وجدت فهي مهلهلة وغير صالحة”.
وأضاف: «اهتديت إلى فكرة قص كروت صغيرة كتبت عليها خمسون ريالا ودمغتها بتوقيعي الخاص أمنحها للطالب، وفي المرة المقبلة يُعيد للطالب الكرت فتكون إعادته مقابل الأجر، وبالتالي اعتبرتها قيمة نقدية مقبولة الدفع، وبعد تجربتها لمدة تزيد عن اسبوع تكللت بالنجاح».
ولجأ البروفيسور عبد الله معمر الحكيمي، للعمل سائق باص بعد أن تم إيقافه عن التدريس في الجامعة لأسباب تتعلق برفضه طلب الكلية رفع درجات الطلاب حسب ما كتبه في منشور سابق.
وأورد في المنشور ذاته ما دار بينه وبين إحدى طالباته عندما شاهدته يعمل سائق باص؛ فسألته مستغربة عن أسباب لجوئه لهذا العمل؛ فأجاب بأنه «طُلب مني منح الطلاب 15 درجة ليحصلوا على تقدير ممتاز فرفضت، وأبيت إلا أن يكون العدل بين الطلاب وكل بمجهوده، وعلى إثر رفضي سُحب مني الجدول ومُنعت من التدريس».
وقال: «أحيانا قد نأكل عيشا جافا مغموسا بالكرامة أفضل وأطعم ألف مرة من وجبات الذل والانحناء وتنكيس الرؤوس (…) والعمل الأكاديمي يا ابنتي قيمة إنسانية وأخلاقية أولًا وأخيرا اغتالها عمداء الغفلة».
وأورد عبد الله معمر بعضا من أشكال المعاناة التي يعيشها أساتذة الجامعات هناك، وقال مخاطبا طالبته: «لا تحزني يا بنيتي هناك غيري من أساتذتك في قسم علم الاجتماع من جعل بناته يبعن خبز الملوج (خبز بيتي) بشرف بدلا من الانكسار، والفرق بيني وبين الآخرين أنهم يخجلون مما يعملون، ويخافون أن يعرف الآخرون ما يمتهنون من أجل لقمة العيش، وهذا ذل من نوع آخر».






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي