لولا الخميس إلى واشنطن لإنعاش العلاقات الثنائية بين البرازيل والولايات المتحدة

ا ف ب – الأمة برس
2023-02-08

الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) في واشنطن في 13 كانون الثاني/يناير 2023، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في برازيليا في 18 كانون الثاني/يناير 2023 (ا ف ب)

ريو دي جانيرو - بعد أقلّ من شهر على تنصيبه رئيسًا للبرازيل، يسافر الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى واشنطن الخميس للقاء نظيره الأميركي جو بايدن ومحاولة ترميم العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عهد الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو.

ويستقبل الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن نظيره البرازيلي في البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة.

وقال المسؤول في قسم أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي في وزارة الخارجية البرازيلية ميشال أرسلنيان نيتو الثلاثاء لصحافيين "ما يجب تذكّره من هذه الزيارة هو طابعها السياسي ورمزية أنها تأتي في بداية ولاية الرئيس لولا".

وأضاف "إنها فرصة للمسؤولَين ... لإعطاء زخم وتوجيه (جديد) للعلاقة"، متحدثًا عن "أجندة تبادل زيارات" متوقعة.

ولفت البيت الأبيض إلى أن الرئيسَين سيبحثان في "الدعم الأميركي الثابت للديموقراطية في البرازيل" و"التحديات المشتركة" مثل "التغير المناخي والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية وتعزيز السلام والأمن وحركات الهجرة الإقليمية".

أمّا لولا، فيريد "إعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية" مع الولايات المتحدة و"تنشيط التعاون في المجالات الرئيسية وتعزيز التحالف بشأن القضايا الحساسة في الوقت الراهن للرئيسين: البيئة والدفاع عن الديموقراطية"، حسبما قالت الخبيرة في الشؤون الأميركية في مؤسسة أرماندو ألفاريس بنتيدو في ساو باولو فرناندا مانيوتا.

بعد أسبوع فقط من تنصيب لولا، اقتحم أكثر من أربعة آلاف من أنصار بولسونارو مقرات مهمة في برازيليا، ما أحدث هزّة للديموقراطية.

وذكّرت أحداث الثامن من كانون الثاني/يناير 2023 في البرازيل بأحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021 حين اقتحم مناصرون للرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول رفضًا لهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الديموقراطي جو بايدن.

قال الخبير السياسي في مؤسسة "غيتوليو فارغاس" غييرمي كاسارويس لوكالة فرانس برس "إحدى نقاط التقارب الرئيسية بين إدارتَي بايدن ولولا (...) هي محاربة تطرف اليمين المتطرف الذي تمثله البولسونارية في البرازيل والترامبية في الولايات المتحدة، وهما حركتان شقيقتان".

- البيئة كأولوية قصوى -

كان الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو المقيم حاليًا في ولاية فلوريدا الأميركية - وهو ما يُتوقّع ألّا يتطرّق إليه لولا وبايدن، وفق برازيليا - من آخر المسؤولين الذين هنّأوا الرئيس الأميركي بايدن لدى فوزه بالانتخابات. وكانت العلاقات بينهما فاترة.

قبل ذلك، حين كان ترامب رئيسًا، تُرجم إعجاب بولسونارو به بتحالف تام بين برازيليا وواشنطن وبتقليد أسلوبه في الحكم.

ولفت كاسارويس إلى أن أحد الملفات الكبيرة الأخرى المشتركة هو الملف البيئي، "خصوصًا على صعيد صون الأمازون والتأثير على التغير المناخي".

وأوضح "إنها أولوية مطلقة" بالنسبة للولا، "وبوجود فريق كفوء على المستوى التقني، كل شيء يشير إلى أنه سينجح في مطابقة الأجندة البرازيلية مع التوقعات الأميركية".

تسارعت إزالة الغابات في منطقة الأمازون بنسبة 60% في كلّ عام من سنوات حكم بولسونارو (2019-2022). أمّا لولا، فوعد بوقف إزالة الغابات حتى العام 2030 في أكبر غابة استوائية في العالم، وهو أمر بالغ الأهمية للسيطرة على مناخ الكوكب.

واعتبر السفير البرازيلي السابق لدى الولايات المتحدة روبنز باربوسا أنه "لا يوجد أي بديل ... سيتعين على لولا أن ينجح في معركته ضد الأنشطة غير القانونية في منطقة الأمازون، مثل إزالة الغابات واستخراج الذهب".

- مراعاة الصين -

واعتبرت مانيوتا أن، خلال زيارة لولا، "سيكون هناك مساحة كبيرة للحوار" بشأن زيادة التبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية.

على صعيد الدفاع، يُفترض أن تناقَش عمليات نقل التكنولوجيا واتفاقيات التعاون العلمي.

لكن لا يزال هناك تباينات في المواقف.

فلولا يريد تطبيع العلاقات مع فنزويلا.

وبشأن الحرب في أوكرانيا مثلًا، نددت البرازيل بالغزو الروسي أمام الأمم المتحدة، لكنها لم تفرض عقوبات اقتصادية على موسكو ولن ترسل ذخيرة لكييف.

وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تعتبر برازيليا أن الصين تشكّل تهديدًا ولا روسيا. وهذه الدول الثلاث أعضاء في مجموعة "بريكس" التي تضم أيضا جنوب إفريقيا والهند.

وعلى البرازيل مراعاة الصين، إذ إنها شريكها التجاري الأول (152,6 مليار دولار في العام 2022) متقدمة بفارق كبير على الولايات المتحدة (88,8 مليار دولار أميركي).

وذكّر السفير السابق باربوسا بأن القوة الاقتصادية الأولى في أميركا اللاتينية "تعتمد كثيرًا على آسيا وخصوصًا على الصين من أجل التجارة والاستثمارات".

واعتبر الخبير السياسي كاسارويس أن على لولا، أثناء إعادة العلاقات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة، أن يعود إلى عهد السياسة "المتوازنة" للبرازيل التي "تتمتع بعلاقات بناءة مع جميع الدول دون أن تنحاز إلى أي قوة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي