وزير جديد للدفاع في أوكرانيا والقوات الروسية تكثف ضغوطها شرقا

ا ف ب - الأمة برس
2023-02-06

امرأة أصيبت بجروح جراء ضربة صاروخية روسية تغادر منزلها المتضرر جزئياً في خاركيف في 5 شباط/فبراير 2023 (ا ف ب)

يحل رئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف محل أوليكسي ريزنيكوف في منصب وزير الدفاع في أوكرانيا وسط استعداد كييف لهجوم واسع للقوات الروسية التي يزداد ضغطها حاليا في شرق هذه البلاد.

وقال النائب ديفيد أراخاميا إن بودانوف (37 عاما) "سيقود وزارة الدفاع وهذا أمر منطقي تماما في أوقات الحرب". 

أضاف النائب أن ريزنيكوف (56 عاما) سيعين وزيرا للصناعات الاستراتيجية، دون أن يحدد التاريخ المقرر لهذا التعديل الوزاري.

وأوضح النائب أن "الحرب تملي حركة الأفراد. الأوقات والظروف تستدعي تعزيزا وتركيزا. هذا ما يحدث حاليا وسيستمر مستقبلا". وقال "العدو يستعد للتقدم. نحن نستعد للدفاع عن أنفسنا". 

يعد ريزنيكوف أحد الشخصيات المعروفة في الحرب في أوكرانيا وكان قد عين وزيرا للدفاع في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وساعد في توفير أسلحة غربية للقوات الأوكرانية.

لكن وزارته شهدت فضائح فساد واضطر نائبه إلى الاستقالة نهاية كانون الثاني/يناير بعد اتهامات بأن الوزارة وقعت عقود إمدادات غذائية بأسعار أعلى مرتين إلى ثلاث مرات من أسعار السوق. 

ويأتي رحيله عن وزارة الدفاع في وقت بات "الوضع صعبا جدا في منطقة دونيتسك (الشرقية) حيث تدور معارك ضارية"، حسبما أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد.

وأضاف "تقارير عدة تشير إلى أن المحتلين يريدون القيام بشيء رمزي في شباط/فبراير لمحاولة الانتقام لهزائمهم في العام الماضي. نشعر بهذا الضغط المتزايد في مناطق مختلفة من خط المواجهة".

كان وزير الدفاع الأوكراني المنتهية ولايته قد قال في وقت سابق من اليوم نفسه في كييف "اليوم، في ما يتعلق بالحصول على الأسلحة (...) تلقينا كل شيء والآن يجب أن نحصل على الطائرات" من أجل "حماية مجالنا الجوي".

وشهدت الأحياء الشمالية لمدينة باخموت، الجبهة الساخنة في شرق أوكرانيا، "معارك ضارية" الأحد، في وقت تشدّد كييف على ضرورة الحصول على تلك الطائرات المقاتلة من الغربيين في مواجهة الوضع العسكري الذي يزداد صعوبة.

وانتقد ريزنيكوف "تردّد" الغربيين في تسليم هذه الطائرات لبلاده، وهو ما "سيكلّف مزيدًا من أرواح" الأوكرانيين. وأكد أنّ الأسلحة البعيدة المدى التي وعدت الدول الغربية بتسليمها لأوكرانيا لن تُستخدم لاستهداف الأراضي الروسية، بل المناطق المحتلة فحسب. 

ويأتي ذلك فيما أعرب عدد من الدول الغربية عن قلق من مخاطر تصعيد القتال الذي بدأ قبل نحو عام.

وتحاول القوات الروسية مدعومة من مرتزقة مجموعة فاغنر منذ الصيف السيطرة على مدينة باخموت وقد سجّل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية فادحة.

وحققت القوات الروسية مكاسب صغيرة ميدانيا في الأسابيع الأخيرة بعدما استولت على مدينة سوليدار في شمال البلاد، ومن ثم على بلدة بلاغوداتني في الآونة الأخيرة.  

وقال رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين الذي يحارب عناصره في الصفوف الأمامية على الجبهة الأحد "دارت معارك ضارية في الأحياء الشمالية (لباخموت)، للسيطرة على كل شارع وكل منزل وكل درج". 

ونقل عنه مكتبه الإعلامي على تلغرام قوله إن "القوات المسلحة الأوكرانية لا تتراجع. إنها تقاتل حتى آخر رجل". 

وردّا على سؤال بشأن انسحاب محتمل من باخموت، أكد ريزنيكوف أنّها لا تزال "حصنًا، رمزًا"، لكنّه أشار إلى أنّ القرار يعود في نهاية الأمر إلى هيئة الأركان العامّة للجيش الأوكراني. 

- "الحياة قصيرة" - 

شارك مراسلون من وكالة فرانس برس الأحد بقداس أقيم في قبو كنيسة في باخموت بحضور نحو عشرين شخصًا بينهم جنديان أوكرانيان. 

وأنشدت ثلاث نساء ترانيم وسط دوي قذائف الهاون. وأُضيئت الغرفة بنحو عشرين شمعة فقط ومصباح محمول استخدمه كاهنان لقراءة آيات من الكتاب المقدس. 

وقال سيرافيم تشيرنيشوف (20 عاما) بعد خروجه من الكنيسة "صليت اليوم من أجل أن تكون أحوالي أفضل بعد موتي"، بينما كانت تُسمع أصوات إطلاق النار وقصف القذائف من المواقع الروسية وعليها.

وأضاف "سقط صاروخ في حديقة منزلي الليلة الماضية واستقرت رصاصة داخل المنزل، وكان يمكن أن تصيبني. لذلك علينا أن نفهم أن الحياة قصيرة، يمكنني أن أموت الآن أو بعد 30 عامًا". وتابع "إذا قُتلت، فستكون مشيئة الله". 

وأكد ليوبوف أفرامينكو (84 عامًا) من جهته أنه صلّى "من أجل الحرية". وقال "نجلس في قبو بلا ماء وبلا غاز وبلا  كهرباء". 

وقالت سفيتلانا بويكو (51 عامًا) "صليت من أجل بلدي، من أجل أوكرانيا، من أجل عائلتي. أنا واثقة من أن ما يحدث سينتهي قريبًا". 

وأقرّ زيلينسكي مساء السبت بأنّ الوضع "يتعقّد" على الجبهة، خصوصًا في باخموت التي تعهّد في وقت سابق عدم التخلي عنها، مؤكّدًا أن الجيش "سيدافع ما استطاع" عنها.  

وأشار إلى أنّ الوضع صعب جدًّا أيضًا في فوغليدار حيث تشنّ القوات الروسية هجومًا، وفي ليمان (في الشرق) التي استعادتها القوات الأوكرانية بهجوم مضاد في 2022.

وأضاف "يحشد المحتلّ المزيد والمزيد من قوّاته لكسر دفاعنا".

- أسلحة غربية -

أصيب خمسة أشخاص بجروح الأحد في خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، جراء ضربتين روسيتين استهدفتا وسط ثاني أكبر مدن البلاد، وألحقتا أضرارا بمبانٍ سكنية وبمؤسسة للتعليم العالي، حسبما قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف أوليغ سينيغوبوف. 

وقال وزير الدفاع الأوكراني المنتهية ولايته إنه يتوقع هجومًا روسيًّا كبيرًا في شباط/فبراير.

واعتبر أنه "لن يكون هناك وقت (كافٍ) لوصول كلّ الأسلحة الغربية قبل ذلك"، لكنّه أضاف "لدينا الموارد والاحتياطات" للمقاومة.

وأشار إلى أنّ الروس نقلوا مراكز قيادتهم ومستودعات الذخيرة، بطريقة تجعل صعبًا على الضربات الأوكرانية كسر خطوط الإمداد الخاصّة بهم.

لمواجهة ذلك، تعهّد الأميركيّون تقديم صواريخ يمكن أن تضاعِف مدى النيران الأوكرانية.

وتعهّدت دول غربيّة أخرى عدّة تزويد أوكرانيا مزيدًا من الأسلحة بينها فرنسا وأيضًا ألمانيا بعدما تردّدت بشأن إرسال دبابات ليوبارد. 

وأرسلت كندا السبت أول دبابة من دبابات ليوبارد 2 الموعودة إلى أوكرانيا.

في السياق، أعلن ريزنيكوف أنّ التدريب على دبابات ليوبارد سيبدأ الاثنين.

تعتبر شحنات الأسلحة الغربية حاسمة بالنسبة إلى كييف، في حين تثير حفيظة موسكو التي حذرت من تصعيد الصراع الذي بدأ في شباط/فبراير 2022.

وبدأ الأحد تطبيق حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية المصدّرة بحرًا إلى الخارج، فيما ندد الكرملين الجمعة بتدابير "سلبية" ستزعزع استقرار الأسواق بشكل أوسع. 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي