كندا تستضيف قمة "حيوية" لإنقاذ الأنظمة البيئية البحرية

أ ف ب-الامة برس
2023-02-04

صورة نشرتها جامعة لانكاستر البريطانية في الثاني من كانون الثاني/يناير 2023 تظهر سمكة فراشة تسبح قرب المرجان على سواحل جزيرة كريسماس الأسترالية (أ ف ب) 

ينطلق نهاية هذا الأسبوع منتدى عالمي في مدينة فانكوفر الكندية للبحث في طرق إنقاذ الأنظمة البيئية البحرية التي تعاني من الصيد الجائر والتلوث وتغيّر المناخ.

بعد أسابيع من الاتفاق التاريخي الذي وقّع خلال مؤتمر الأطراف بشأن اتفاق التنوع البيولوجي في مونتريال (كوب15)، يلتقي نحو ثلاثة آلاف مسؤول وعالم وعضو في منظمات غير حكومية وفرد من مجموعات سكان أصليين في فانكوفر في غرب كندا لحضور المؤتمر الخامس للمناطق البحرية المحمية (إمباك) الذي يستمر حتى 9 شباط/فبراير.

ويقول العلماء إن هذا الاجتماع "حيوي" لأنه رغم أن دول العالم وافقت في كانون الأول/ديسمبر على حماية 30 % من الكوكب بحلول العام 2030، ما زال يتعين تحديد إطار هذا التحرك.

والمهمة هائلة على صعيد المحيطات التي ستزيد مناطقها المحمية، أي تلك التي تقيّد فيها النشاطات البشرية، ثلاث مرات، مع هدف الحفاظ على الأنواع الحيوانية (الأسماك والحيتانيات والشعاب المرجانية...) والحيوانات الموجودة في هذه البيئات، بسبب ضعفها وثراء تنوعها البيولوجي.

وتنظم هذه القمة التي تعقد عادة كل أربع سنوات، متأخرة عامين بسبب جائحة كوفيد-19. ومن المقرر أن تختتم الخميس باجتماعات وزراء من مختلف مناطق العالم.

وقالت كندا التي تستضيف القمة "نحن نحتاج إلى مراجعة سياساتنا واقتصاداتنا وأولوياتنا من أجل أن تعكس بشكل أفضل الدور المهم الذي تلعبه الطبيعة على صعيد صحتنا ورفاهنا واستدامتنا الاقتصادية".

وتعدّ المحيطات التي تغطّي ثلاثة أرباع سطح الأرض، موطنا لربع الأنواع المعروفة وهي ضرورية لمستقبل الكوكب والبشرية لأنها تمتص 30 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاطات البشرية وتؤدي دورا مهما في تنظيم المناخ.

وأوضح بيبي كلارك من الصندوق العالمي لحماية الطبيعة لوكالة فرانس برس "كان كوب15 نقطة تحول تاريخية في جهود الحفاظ على الطبيعة" لكن "الضغط الآن قوي، ليس لتحقيق الهدف على صعيد الأرقام فحسب، بل أيضا للتأكد من أننا نقوم بذلك بشكل جيد".

- شبكة عالمية -

وقد حدّدت مناطق ساخنة للتنوع البيولوجي أو مناطق معرضة للخطر بشكل خاص والتي تستحق تدابير حفظ عاجلة، وفق العلماء.

وأضاف كلارك أنه من الضروري أيضا إجراء مناقشات عالمية من أجل "إنشاء شبكة عالمية تتمتع بتمثيل بيئي تحمي النطاق الكامل لأنواع الأنظمة البيئية بشكل كاف".

وسيسمح ذلك، بالإضافة إلى حماية المحيطات وإدارتها بشكل أكثر استدامة، بجعلها أكثر مقاومة لتغير المناخ.

وذكرت منظمة "بيو تشاريتبل تراستس" غير الحكومية أنه لو تحقق "الهدف الطموح المتمثل في حماية 30 % من المحيطات بحلول العام 2030 ضمن مناطق محمية عالية الجودة" من الضروري أيضا وضع "إدارة مناسبة لنسبة ال70 % المتبقية".

واعتبرت شان أوين، مديرة التحالف من أجل حماية أعماق البحار، أنه "من المهم رفض الصناعات القائمة والناشئة التي تهدد أعماق محيطنا بسرعة وبشكل قاطع وأن ندير الـ70 % المتبقية بشكل مستدام".

وحول هذا الملف، تجتمع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مجددا نهاية شباط/فبراير في محاولة للتوصل إلى معاهدة لحماية أعالي البحار، وهي دورة يفترض أن تكون الأخيرة من حيث المبدأ.

وتعد حماية هذه المياه الدولية التي تغطي نصف الكوكب تقريبا، أمرا حيويا لصحة المحيطات بكاملها الغنية بالتنوع البيولوجي، وضرورية للحد من ظاهرة احترار المناخ.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي