أزمة أداني اختبار مهم لمشروع مودي "انديا إنك" لمنافسة الصين

ا ف ب - الأمة برس
2023-02-04

رجل الأعمال الهندي غوتام اداني في مؤتمر في بومباي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 (ا ف ب)

يرى محللون أن تحقيقا مناسبا حول الاتهامات بالاحتيال الموجهة إلى مجموعة رجل الأعمال غوتام أداني وأدت إلى انهيار أسهم شركاته في البورصة، سيشكل اختبارا أساسيا لرئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي الذي يتطلع إلى منافسة الصين على الصعيد الاقتصادي.

وتواجه مجموعة أداني عواقب اتهامات باحتيال محاسبي وجهتها مؤسسة "هندنبرغ ريسرش" لتحليل الاستثمار الأسبوع الماضي. وردت المجموعة الأحد بتأكيد أنها ضحية هجوم "خبيث" يهدف إلى تشويه سمعتها. 

وقالت في بيان مطول لم يقنع المستثمرين على ما يبدو "ليس هذا مجرد هجوم غير مبرر على شركة محددة بل هجوم محسوب على الهند وعلى استقلال ونزاهة وجودة المؤسسات الهندية وتاريخ نمو الهند وطموحها". 

وانخفضت القيمة السوقية للمجموعة بأكملها أكثر من 120 مليار دولار منذ نشر تقرير مؤسسة هندنبرغ للأبحاث. 

ويرى محللون أن هذه العاصفة تلحق ضررا بصورة مبدأ الشركات الهندية غير الحكومية الذي يسمى "انديا إنك" بينما تسعى نيودلهي إلى جذب المستثمرين الأجانب في الصين.

وانخفضت ثروة غوتام أداني الشخصية بمقدار عشرات مليارات الدولارات، مما أدى إلى استبعاده من لائحة أكبر عشر ثروات في العالم التي تحدثها مؤسسة فوربس في الوقت الفعلي. 

وقالت مؤسسة هندنبرغ "نعتقد أن مجموعة أداني كانت قادرة على تنفيذ عملية احتيال كبيرة وفاضحة علنا، والسبب إلى حد كبير هو أن المستثمرين والصحافيين والمواطنين وحتى السياسيين كانوا يخشون التحدث علنًا خوفًا من الانتقام".

وأوضحت المؤسسة الأميركية أن أنشطة أداني المثيرة للشكوك "أصبحت ممكنة بفضل رقابة مالية غير موجودة فعليًا"، ملمحة بذلك إلى أن السلطات تغض النظر عنها.

- أثرياء سقطوا -

 قائمة كبار رجال الأعمال الذين سقطوا بسبب الفساد طويلة في الهند من صانع المجوهرات الهارب نيراف مودي - لا تربطه صلة قرابة برئيس الوزراء الهندي - إلى فيجاي ماليا صاحب شركة "كينغفيشر برويريز".

وهرب صانع المجوهرات المتهم بالاحتيال على أحد أكبر مصارف الإقراض المدعومة من الدولة في الهند ب1,8 مليار دولار، من البلاد في 2018. وغادر ماليا الهند في 2016، تاركا خلفه ديونا تتجاوز المليار دولار بعد تخلف عن السداد لمصرف تملكه الدولة قبل عملية اختلاس على ما يبدو.

وأثار انهيار هاتين الامبراطوريتين في عهد مودي الآمال في منح هيئات ضبط الأسواق مزيدًا من السلطة وكذلك في تصميمه على مكافحة الفساد. 

وجرت حملة رئيس الوزراء لتقليص كتلة العملة في الأسواق في 2016، التي أدت إلى إلغاء 86 بالمئة من الأوراق النقدية، بإدارة سيئة وكان هدفها المعلن القضاء على الفساد لصالح شفافية الصفقات.

وقال تيم باكلي المحلل الاسترالي المتخصص في سوق الطاقة الهندية لفرانس برس "في الواقع سأثني على رئيس الوزراء مودي. قبل سبع سنوات كانت رأسمالية المحاسيب متفشية في الهند". 

- علاقة غوجارات -

لكن صعود مجموعة أداني بالتزامن مع الصعود السياسي السريع لمودي، وهما من غوجارات، يمكن أن يروي قصة مختلفة كما يقول منتقدوهما. 

ويرى هؤلاء أن تواطؤ الرجلين المتحالفين منذ أن كان مودي حاكما لغوجارات، امتد ليصبح على المستوى الوطني عندما اصبح مودي رئيسا للوزراء مما سمح لمجموعة أداني بالتطور في جميع قطاعات الاقتصاد تقريبا، مع الرقابة ضئيلة، وبمديونية أكبر.

وأكد أداني الجمعة أنه ليس مدينا لرئيس الوزراء في "نجاحه المهني".

لكن المحلل المستقل للأسواق أمباريش باليجا يرى أن أداني حالة فريدة تذكر بالنمو الاقتصادي القوي للهند في عهد مودي.

وقال باليغا لفرانس برس "في الوقت الحالي ، لن أضع +انديا انك+ في الموقع نفسه لأن تقرير هندنبرغ يتعلق بشكل أساسي بمجموعة أداني".

واضاف "في الهند ، تحسنت حوكمة الشركات كثيرًا خلال أكثر من عقد. لم يكن الأمر كذلك قبل عشرين أو ثلاثين عاما".

مع ذلك، يقول محللون آخرون إنه لم يعرف بعد كيف ستحقق السلطات في قضية مجموعة أداني. 

ورفضت هيئة ضبط أسواق المال في الهند "مجلس الأوراق المالية والبورصات" الرد على أسئلة فرانس برس الجمعة للحصول على تأكيد بفتح تحقيق في اتهامات هندنبرغ. 

ويقول التقرير الذي يدين مجموعة أداني إن هذه الهيئة الهندية قامت في بداية 2021 بالتحقيق مع أطراف مشتبه بها في موريشيوس لكنها لم تتخذ أي إجراء بعد أكثر من عام. 

ويتساءل المحلل المستقل سريناث سريدهاران "هل يطرحون أسئلة ويطالبون بكشف معلومات؟ هذا مهم إلى أبعد حد".

وأضاف أن ذلك "سيثبت الاستقلال الحقيقي للسلطة التنظيمية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي