بوليتيكو: البنتاغون يشكك في قدرة أوكرانيا على استعادة شبه جزيرة القرم في المدى القريب

2023-02-02

سيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم عام 2014، وملأتها بالقوات وأنظمة الدفاع القوية (ا ف ب)

نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا أعده ألكسندر وورد، وبول ماكليري، وكونور أوبراين، قالوا فيه إن تقييما سريا من البنتاغون إلى المشرعين في الكونغرس، توصّل إلى عدم  قدرة أوكرانيا على استعادة شبه جزيرة القرم في المستقبل القريب.

وقدم أربعة مسؤولين بارزين في البنتاغون، صورة عن إحاطة قدمها مسؤولون للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، وهو ما سيصيب قادة كييف بالإحباط لأنهم يعتبرون استعادة شبه الجزيرة واحدا من أهم أهدافهم.

ولا يُعرف اسم المسؤول الذي قاد الحديث مع الصقور في اللجنة، لكن ما هو واضح، أن المسؤولين الذي لديهم معرفة مباشرة بالإحاطة، يعتقدون أن القوات الأوكرانية ليست قادرة في الوقت الحالي على استعادة شبه الجزيرة التي سيطرت عليها روسيا قبل نحو عقد. وقال مسؤول رابع إن الإحاطة كانت غامضة، لكن لا تلغي من الواقع، وهو أن انتصاراً أوكرانياً في القرم ليس مؤكدا.

ولم يكشف المسؤولون الأربعة عن أسمائهم نظرا لحساسية المعلومات. وضم فريق البنتاغون الذي تحدث للجنة، لورا كوبر، مساعدة وزير الدفاع  لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، والجنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات في الأركان المشتركة.

 وقالت المتحدثة باسم البنتاغون صابرينا سينغ: “لا نريد التعليق على إحاطات سرية جرت من خلف الأبواب، ولا نريد الحديث عن عمليات في المستقبل وتقديم افتراضات أو التكهن حولها”.

ومن ناحية قدرة أوكرانيا على القتال واستعادة مناطق سيادية، فقد كان أداء جيشهم مدهشا في صد العدوان الروسي، ومواصلتهم على التكيف هو شهادة بحد ذاتها. ورفض متحدث باسم لجنة القوات المسلحة التعليق.

ويعكس التقرير من المسؤولين في البنتاغون، ما ألمح إليه قائد القوات الأمريكية المشتركة مايك ميلي الأسبوع الماضي، الذي قال في لقاء لمجموعة الاتصال الأوكرانية بألمانيا في 20 كانون الثاني/ يناير: “لا زلت متمسكا أنه من الصعب جدا جدا إخراج القوات الروسية بالقوة العسكرية من كل بوصة في أوكرانيا، أو أوكرانيا المحتلة من روسيا”، مضيفا:”هذا لا يعني أنه لن يحدث، لكنه سيكون صعبا جدا جدا”.

وسيطرت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم عام 2014، وملأتها بالقوات وأنظمة الدفاع القوية، وبعض قوات المشاة هذه تمترست في مواقع محصنة تمتد على مئات الأميال وتواجه القوات الأوكرانية شرقي نهر دنيبرو. وتشير المجلة إلى أن موضوع استعادة شبه جزيرة القرم، محل جدال، في وقت أكدت الولايات المتحدة والمسؤولون الأوروبيون على أن شبه الجزيرة تخضع قانونيا لأوكرانيا، وفي الوقت نفسه، تتردد في تقديم المعدات للقوات الأوكرانية كي تدفع باتجاه القرم.

وقال شخص على معرفة بالمداولات في كييف، إن الرئيس فولودومير زيلينسكي كان “غاضبا” من تعليقات  الجنرال ميلي، في وقت تحضّر القوات الأوكرانية لحملة واسعة في الربيع. ولاحظ الأوكرانيون أن تقييمات الاستخبارات الأمريكية حول القدرات الأوكرانية لم تكن دقيقة بالمطلق طوال الحرب التي مضى عليها عام تقريبا.

ورفض مستشار زيلينسكي أندريه يرماك، فكرة انتصار أوكراني بدون القرم، وذلك أثناء مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي. وقال: “هذا غير مقبول مطلقا” مضيفا أن استعادة السيادة الأوكرانية على حدودها المعترف بها تضم “دونباس والقرم”.

وطالما طلبت أوكرانيا معدات وأسلحة طويلة المدى بما فيها مقذوفات صاروخية وذخيرة موجهة تطلق من المقاتلات والمسيّرات لاستهداف مراكز القيادة والتحكم ومخازن الذخيرة في القرم البعيدة عن خطوط القتال. وبعدما قدمت الولايات المتحدة صواريخ هيمارس في الصيف، نقلت روسيا معظم أسلحتها الثمينة بعيدا عن مدى خمسين ميلا. وترفض إدارة بايدن تزويد أوكرانيا بصواريخ ذات مدى 300 ميل، والتي ستضع كل القرم في مدى القصف.

وقال رئيس لجنة القوات المسلحة الجمهوري، مايك روجرز، في مقابلة يوم الأربعاء، إنه يجب وقف الحرب في نهاية الصيف المقبل، بشكل يضع الكثير من الضغوط على الإدارة الأمريكية لتقديم الأسلحة إلى أوكرانيا وعلى كييف تحديد معالم استراتيجية تنهي فيها النزاع.  وقال روجرز: “هناك مدرسة في التفكير تقول إن القرم يجب أن تكون جزءا منه، ولن تتوقف روسيا أو تتخلى عن القرم”. وعلى فلاديمير “بوتين أن يقرر حول ما سيتركه وما يعتبره انتصارا”. وأضاف: “ماذا يمكن عمله؟ لا أعتقد أن هذا متفق عليه، وأعتقد أن على حكومتنا والناتو الضغط على زيلينسكي لتحديد طبيعة النصر”.

وسيساعد هذا على دفع بوتين وزيلينسكي للجلوس على الطاولة، ووقف الحرب في الصيف، كما قال روجرز.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي