الغارديان: فوضى القضاة في لبنان تأكيد على استحالة تحقيق العدالة لضحايا مرفأ بيروت

2023-01-26

وكان التحرك غير مسبوق في لبنان، حيث ظل المسؤولون السياسيون فوق المحاسبة، وقادة البلاد لا يمكن المساس بهم (ا ف ب)

نشرت صحيفة “الغارديان”تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، قال فيه إن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت دخل مرحلة جديدة من الفوضى، وسط خلافات بين القضاة والإفراج عن المشتبه بهم، مما ترك الكثير من الشكوك بشأن تحقيق العدالة للضحايا.

وقال شولوف إنه بعد أكثر من عامين على انفجار بيروت الذي دمر الميناء وأثار الرعب حول العالم، اندلع خلاف حاد بين القضاة المكلفين بالتحقيق، حيث وجّهوا اتهامات لبعضهم البعض، وأُطلق سراح كل المعتقلين في التحقيق المتعثر. وجاءت المفاجأة عندما استأنف طارق بيطار المكلف بالتحقيق عمله، بعد توقف لأكثر من عام عن التحقيق نظرا لمعارضة الأحزاب السياسية له، والتي لم تُظهر أي اهتمام بتحقيق العدالة للـ202 شخصا الذين قتلوا في الانفجار، إلى جانب مئات الجرحى.

وكان أول عمل قام به بيطار، هو توجيه اتهامات ضد أبرز مدع عام في لبنان، ورئيسي مخابرات، وعدد آخر من المسؤولين السياسيين، واتهمهم بعرقلة مسار العدالة.

وكان التحرك غير مسبوق في لبنان، حيث ظل المسؤولون السياسيون فوق المحاسبة، وقادة البلاد لا يمكن المساس بهم.

ولم يتوان المدعي العام المتهم، غسان عويدات عن الرد سريعا، حيث أمر يوم الأربعاء بالإفراج عن كل المشتبه بهم منذ الحادث، وهم مسؤولون عملوا في الميناء أو كانوا تحت أوامر مسؤوليهم السياسيين الذين أقاموا مناطق سيطرة لهم أثرت الفصائل الكبرى في لبنان.

وأثارت الخطوة عائلات الضحايا الذين قتلوا في الانفجار الذي يعد أكبر انفجار غير نووي في العصر الحديث، ويطالبون بدون جدوى بتحقيق العدالة لهم، وأضاف مزيدا من الوقود لمزاعم ترى أن التحقيق الداخلي لن يرى النور أبدا، خاصة مسألة تخزين كمية كبيرة من نترات الأمونيوم التي وصلت إلى الميناء، ولا حتى جلب المسؤولين عن الحادث لمواجهة العدالة.

ويرى الكاتب أن تكتيكات بيطار تحولت من التركيز على الشهود إلى إدانة كامل النظام السياسي الذي عمل  كمحمية لمصالح المشاركين فيه، من مسؤولي الأمن والجيش والجماعات السياسية واللاعبين الأقوياء من غير الدولة، كحزب الله الذي عارض بيطار.

وبالنسبة لبعض اللبنانيين، فالرمزية في قرار بيطار مهمة، حتى لو يكن هناك طريق واضح للعدالة. وقال شربل عبود، أحد أقارب الضحايا الذي كان مقيما قرب المرفأ وجرح: “لقد انهار البلد وهذا هو الدليل القاطع”. وأضاف: “يتقاتل الآن القضاة فيما بينهم ولن يحدث شيء.. سنكون بعيدين عن العدالة في هذه المرحلة”.

وقال مهند حاج علي، مدير الاتصالات بمركز كارنيغي في يروت: “بدون ساسة محليين يدعمونه، فإن بيطار يتحدى الساسة الذين لا يمكن المساس بهم في قضية انفجار المرفأ”. وقال إن “تحديه سيُلهم آخرين وقد يحرج حزب الله الذي يقود الحملة ضده. ففي الوقت الذي لن تقود فيه حركة بيطار لتحقيق العدالة، فإن تغيير المسؤولين البارزين في الطبقة السياسية سيترك تداعيات”.

لكن مريم داوود المقيمة في بيروت غير متأكدة من حدوث تغيير، وأن ما عمله بيطار “لن يغير أي شيء”، قائلة: “أنت لا تستطيع اعتقال قادة مخابرات وقضاة في لبنان، هذه مجرد وخزة في الضلع، ودليل على أن بيطار لم يعد لديه مكان يذهب إليه، فالعدل ولبنان سيظلان غريبين”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي