إحباط بالبيت الأبيض من إدارة بايدن لملف "الوثائق"

متابعات - الأمة برس
2023-01-17

الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرا البيت الأبيض في واشنطن في 27 كانون الأول/ديسمبر 2022 (ا ف ب)

بندر الدوشي

واشنطن - منذ أوائل نوفمبر عندما عثر محامو جو بايدن لأول مرة على وثائق مصنفة "سرية" في مكتبه الخاص في واشنطن، التزم العدد الصغير للغاية من المساعدين المقربين من الرئيس الأميركي بجملة واحدة وقالوا للرئيس "لا تقل علنياً شيئاً يمكن أن يعرض التحقيق للخطر"، وذلك بسحب تقرير لشبكة "سي. إن. إن".

ومع تفجر المسألة أمام الرأي العام الأسبوع الماضي، كان البيت الأبيض لا يزال انتقائياً بشكل استثنائي في ما يشاركه من معلومات، مما أدى إلى سيل من الأسئلة والانتقادات حول كيفية إدارة بايدن للأزمة الخطيرة.

وقد انزعج بايدن نفسه من عدم قدرته عن التحدث علناً عن الوثائق، حيث أخبر المراسلين مرتين الأسبوع الماضي أنه يأمل في قول المزيد. وخلف الكواليس، قالت المصادر إن بايدن شعر بالإحباط من الطريقة التي انتهت بها هذه المسألة.

وقرر بوب باور، المحامي الشخصي للرئيس الذي كان يتعامل مع مسألة الوثائق، أن الكشف العلني عن تفاصيل التحقيق يمكن أن يتعارض مع التحقيق الجاري والذي يقع الآن على عاتق المستشار الخاص روبرت هور. وتمسكت الدائرة الصغيرة من مستشاري البيت الأبيض الذين كانوا على علم بالقضية خلال الشهرين الماضيين وبايدن نفسه عن كثب بهذه التوجيهات، معتقدين أن الإفصاح عن المزيد من المعلومات قد يضر بالتحقيق.

ومع ذلك، فقد تساءل بعض أقرب حلفاء الرئيس بصوت عالٍ لماذا انتظر البيت الأبيض طويلاً قبل الإعلان عن الوثائق السرية التي عُثر عليها لأول مرة في أوائل نوفمبر. وتساءلوا أيضاً عن السبب وراء إعلان البيت الأبيض علناً لأول مرة الأسبوع الماضي أنه تم اكتشاف مجموعة من الوثائق السرية في مكتب بايدن، لكنه لم يذكر أنه تم العثور على المزيد منها في ديسمبر في منزله في ديلاوير.

وقال السيناتور الديمقراطي السابق دوج جونز، وهو حليف مقرب من بايدن وكان من كبار المنافسين لشغل منصب المدعي العام، لشبكة "سي. إن. إن" في مقابلة إن من وجهة نظره، فقد ارتكب البيت الأبيض "أخطاء غير مقصودة". وقال جونز إنه يعتقد أن محامي بايدن تعاملوا مع الموقف "بشكل مناسب تماماً" من خلال إبلاغ الأرشيف الوطني فوراً بعد اكتشاف الدفعة الأولى من الوثائق السرية. لكن جونز اعتبر أن البيت الأبيض ارتكب خطأً فادحاً في الحكم عندما أصدر ريتشارد ساوبر، المستشار الخاص لبايدن، أول تصريح علني له يؤكد هذا الاكتشاف الأسبوع الماضي.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قالت السيناتور الديمقراطي ديبي ستابينو إن اكتشاف الوثائق السرية كان "محرجاً بالتأكيد" لبايدن. وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "إنها واحدة من تلك اللحظات التي من الواضح أنهم كانوا يرغبون في ألا تحدث".

وإذا كانت الوثائق السرية التي وُضعت في غير محلها قد أحدثت أزمة جديدة لبايدن، فإن الحساسيات القانونية المحيطة بالمسألة منعت البيت الأبيض من الانخراط في القضية.

وعلى مدار الأسبوع الماضي، كان مسؤولو البيت الأبيض يتعاملون بحذر استثنائي عند طرح أسئلة حول المستندات السرية، مشيرين إلى مراجعة وزارة العدل الجارية وتحقيق المستشار الخاص - كسبب لعدم التمكن من مشاركة أي معلومات في هذا الشأن.

وفي الأسبوع الماضي، وبعد الكشف الأول عن الوثائق في المكتب الخاص لبايدن، عقد البيت الأبيض مكالمة مع كبار الحلفاء لشرح تفاصيل التحقيق، على أمل تهدئة الانتقادات والأسئلة المتزايدة حول الاكتشاف.

وفي المكالمة، وصف مسؤول في البيت الأبيض الوثائق بأنها "أقل من اثنتي عشرة"، كما قال شخصان مطلعان على المكالمة، وليس أي منها "حساس بشكل خاص" و"ليست ذا أهمية كبيرة لمجتمع الاستخبارات".

لكن بعد يوم، تم العثور على وثائق إضافية في موقع ثان مما رفع العدد الإجمالي للوثائق السرية إلى ما يقرب من 20 وثيقة وهو ما كشف الصعوبة التي يواجهها مساعدو البيت الأبيض في إدارة القضية إعلامياً بدون علمهم بالصورة الكاملة لنطاقها.

وفي هذا السياق، قال أحد مساعدي القيادة الديمقراطية في الكابيتول إن مساعدي البيت الأبيض أوضحوا في محادثاتهم مع الحلفاء أن هناك زاويتين تستحقان التأكيد: الأولى هي أن البيت الأبيض ملتزم بالتعاون الكامل مع التحقيق الجاري، والثانية هو أن هناك اختلافات ملحوظة بين وثائق بايدن المصنفة ووثائق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المصنفة أيضاً.

ويقر مساعدو بايدن بأن الأسابيع أو الأشهر المقبلة ستشكل تحدياً لأنهم يواجهون تحقيق المستشار الخاص بمسألة الوثائق السرية، بينما لا يزالون يحاولون الترويج لأجندة بايدن تحسباً لإعلان متوقع أنه يسعى لإعادة انتخابه، والذي قد يأتي في وقت مبكر من الشهر المقبل.

ويكاد يكون من المؤكد أن تكون هناك أسئلة حول أي من المساعدين سيتم استدعاؤهم للإدلاء بشهادتهم أمام المستشار الخاص وما إذا كان هناك أي شخص سيتحمل اللوم لكون المستندات تم حفظها في غير محلها.

واقترح بعض حلفاء الرئيس أن تعيين هور قد يكون مفيداً لبايدن على المدى الطويل من خلال تقديم مقارنة مع ترمب والذي يخضع هو نفسه لتحقيق مستشار خاص في تعامله مع المستندات السرية. ويعتقد مساعدو بايدن أن نتائج المستشارين الخاصين ستظهر الاختلافات الواضحة بين القضيتين. وأحد حلفاء بايدن شبه الوضع بـ"ألم قصير الأمد ومكاسب طويلة الأمد".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي