
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن القلق بات يخيم على اجتماع أصحاب النفوذ السياسي في العالم، وكبار الشخصيات المالكة للشركات في دافوس، وذلك بعد عقد من تفاؤل أطلقوه في اجتماعهم بجبال الألب السويسرية، معلنين ضرورة انطلاق الاقتصاد "بدينامية مرنة".
وقالت الصحيفة، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني ،الثلاثاء 17يناير2023، إن موضوع المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، يتمثل في إطلاق نداء حزين لإيجاد "تعاون في عالم مفتت"؛ تهيمن عليه التمزقات التي حدثت بالفعل.
وأضافت الصحيفة أنه على رأس جدول الأعمال المخاوف من ركود عالمي محتمل، وكذلك هناك التحدي المزعج المتمثل في تغير المناخ والحرب المستمرة في أوكرانيا وعواقبها، بما في ذلك أزمة تجارة الحبوب في العالم التي ساهمت في بداية ظروف المواتية لحدوث مجاعة في مساحات من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.،بينما يكمن وراء كل ذلك قلق أكثر عمقا في دافوس وهو أن قلة من المؤسسات مرتبطة بشكل مباشر بالليبرالية الجديدة ومشروع العولمة كمنتدى.
وقارنت الصحيفة البيئة المحيطة باجتماع دافوس الحالي، بالأجواء التي شابت المنتدى خلال انعقاده عام 2013 بجبال الألب السويسرية، تحت عنوان مشوب بالتفاؤل (حان وقت الدينامية المرنة)، حيث كان العالم - آنذاك - في مرحلة "ما بعد الأزمة"، وكان لزاما - وقتها - على النخب في دافوس أن تبادر بإصلاحات تخدم "الاستدامة الاقتصادية" و"التنافسية"، وهي كلمات رئيسية دائمة للمنتدى؛ إذ تستفيد من العقيدة الليبرالية التي تكمن وراء إجراءاتها لفترة طويلة.
وقالت الصحيفة إنه بعد مرور عشر سنوات، بدا أن هناك تفاؤلا أقل قدرا، وبدلا من لحظة "ما بعد الأزمة"، أصبح من الشائع التحدث عن "الأزمة الدائمة" عن عالم يئن تحت وطأة سلسلة لا تنتهي من الكوارث، وهي الحرب وكارثة المناخ وفوضى أسعار الطاقة والتضخم وأوبئة الجوع والمرض وعدم الاستقرار السياسي، فضلا عن اتساع نطاق عدم المساواة الاقتصادية.
وتساءلت الصحيفة: في عصر تصاعد النزعة القومية والتنافس بين القوى العظمى، حيث تشن الولايات المتحدة حروبا تجارية، إلى أين تتجه العولمة؟
وتطرقت الصحيفة إلى أحدث غلاف لمجلة الإيكونوميست، والتي تطرح كل عام قضية تحاول تعريف روح منتدى دافوس، حيث عبر الغلاف عن خيبة الأمل حيال "المنطق الجديد الذي يهدد العولمة". وشجبت "تخلي إدارة بايدن عن قواعد السوق الحرة من أجل سياسة صناعية عدوانية".
ودفعت المجلة الاقتصادية الليبرالية التقليدية - من خلال غلافها - بأن كل هذا "أطلق دوامة خطيرة من الحمائية في جميع أنحاء العالم"، ويقوض النظام العالمي الذي أمضت الولايات المتحدة عقودا في إنشائه وتأمينه في أعقاب الحرب العالمية الثانية. بل إنه ربما يعرض للخطر "قضايا الديمقراطية الليبرالية ورأسمالية السوق".