مصير المنتج الهوليوودي السابق هارفي واينستين في أيدي هيئة المحلفين

ا ف ب - الأمة برس
2022-12-03

المنتج السينمائي السابق هارفي واينستين خلال إحدى الجلسات في لوس أنجليس بتاريخ الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2022 (ا ف ب)

بات مصير القطب الهوليوودي السابق هارفي واينستين واحتمال تمضيته ما تبقى من حياته وراء القضبان في أيدي أعضاء هيئة المحلفين الذين التأموا الجمعة للتداول بعد نحو شهرين من محاكمة مدوية في لوس أنجليس، حاول خلالها وكلاء الدفاع عنه تشويه سمعة النساء اللواتي ادّعَين عليه.

ويمضي منتج فيلمي "بالب فيكشن" و"ذي آرتيست" الذي كان يلقّب "ملك السينما" والبالغ 70 عاماً عقوبة بالسجن لـ23 سنة صدرت في حقه عام 2020 بتهمة الاعتداء الجنسي والاغتصاب في نيويورك.

وواجه واينستين في المحاكمة الجديدة اتهامات مفصلة من أربع نساء أبقين هوياتهن طي الكتمان خلال إدلائهن بإفاداتهن، بإرغامهن على إقامة علاقات جنسية معه داخل فنادق في بيفرلي هيلز ولوس أنجليس بين عامي 2004 و2013. ورفضت امرأة خامسة الإدلاء بشهادتها. 

وبعد جلسات المحاكمة المنهكة التي امتدت أسابيع، وغالباً ما كانت الضحايا يجهشن خلالها بالبكاء، وصف وكلاء الادعاء واينستين بأنه "غول" ذو نفوذ واسع في هوليوود (إذ تلقت الأفلام التي أنتجها أكثر من 330 ترشيحاً للأوسكار حصدت بنتيجتها 81 جائزة، وهو ما يثني ضحاياه عن فضحه، فكنّ يُحجمن عن الإبلاغ عنه خوفاً على مستقبلهنّ المهني. 

- "عهد الترهيب" -

واعتبرت المدعية العامة مارلين مارتينيز في مرافعتها الختامية أن "لا شك في أن هارفي واينستين كان مفترساً جنسياً". وأضافت "ككل الحيوانات المفترسة، كانت لديه طريقته الخاصة"، مناشدة هيئة المحلفين "وضع حد لحكم الترهيب" الذي كان يمارسه. 

ولاحظت مارتينيز أن "الفنادق كانت فخمه، فبين جدرانها لم يكن في استطاعة الضحايا أن يهربن منه"، مستندة في وصفها على أوجه الشبه بين الشهادات.

وامتنع المنتج السابق عن الإدلاء بإفادته خلال المحاكمة، لكنه دأب على التأكيد أنّ العلاقات الجنسية مع النساء اللواتي يلاحقنه قضائياً كانت تحصل بموافقتهنّ.

وفي حال صدور قرار بإدانة واينستين، قد يُحكم عليه بأكثر من مئة سنة إضافية وراء القضبان.

ويكتسب الحكم المرتقب في المحاكمة الجديدة في لوس أنجليس أهمية إضافية نظراً إلى أن المحكمة العليا في نيويورك أجازت له في آب/أغسطس استئناف الحكم الصادر بإدانته عام 2020 الذي اعتبر انتصاراً مهماً لحركة "مي تو"، بعدما كان القضاء ردّ طلبه في هذا الشأن. 

وسعى وكلاؤه بشكل منهجي إلى التشكيك في إفادات المدعيات الأربع، وكذلك في ما أدلت به النساء الأخريات اللواتي استمعت إليهنّ المحكمة بصفة شاهدات على واقعات حصلت في مكان آخر غير لوس أنجليس. 

- "ندم" أم "اغتصاب"؟ -

واعتبر وكيل واينستين المحامي آلن جاكسون أن اثنتين من المدعيات تحدثتا عن لقاءات لم تحصل قط، في حين أن الأخريين كانتا موافقتين على إقامة علاقة مع المنتج في مقابل خدمات في هوليوود، وندمتا على ذلك لاحقاً وحولّتا ندمهما إلى اتهامات، اقتداءً بسيل الاتهامات التي راحت تتوالى في حق واينستين عند انطلاق حركة "مي تو" عام 2017. 

وركّز المحامي هذا الاتهام على سيبيل نيوسوم، زوجة حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، التي كانت الوحيدة بين المدّعيات في الإدلاء بإفادتها باسمها الحقيقي لا باسم مستعار.  

وقال "الندم ليس مثل الاغتصاب على الإطلاق". وأضاف "لا يمكن للمرء إعادة كتابة تاريخه، بغض النظر عمن هو متزوج". 

وروت الممثلة في إفادتها التي امتدت يومين كيف تحول اجتماع في فندق في بيفرلي هيلز عام 2005 إلى اغتصاب، بعد 45 دقيقة من الضغط من المنتج. 

وأوضحت باكية "كنت أرتجف. كنت أبكي. كان يعلم أنني غير موافقة على الإطلاق".

وقارنت أمام المحكمة أسلوب وكلاء واينستين الذين استجوبوها بإصرار شديد بأسلوب موكلهم. وقالت "ما تفعلونه اليوم هو بالضبط ما فعله بي".

وفي المجموع، اتهمت حوالى 90 امرأة، بينهن النجمات أنجلينا جولي وغوينيث بالترو وسلمى حايك، واينستين بالتحرش أو الاعتداء الجنسي عليهنّ. لكنّ الكثير من هذه القضايا سقط بالتقادم، إذ يعود تاريخ بعضها إلى العام 1977.

وواينستين متّهم أيضاً في المملكة المتحدة بارتكاب اعتداءات جنسية تعود إلى العام 1996.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي