هآرتس.. الجيش الإسرائيلي بقيادة بن غفير: نحن على درب المستوطنين.. "أصحاب البيت"

2022-11-30

الجندي الذي ضرب “الناشط اليساري”، وصديقه الذي قال بأنه أصبح يمثل القانون هنا، وهو الذي يقرر أين يسمح الذهاب وأين يمنع (ا ف ب) 

شباب “جفعاتي” أو شباب “نيتسح يهودا”، في أعمار 18 – 20، هم “شبيبة التلال” للجيش الإسرائيلي الآن، “أعشاب ضارة”، حالات استثنائية، يجب التخلص منهم ومن محيطهم. سنكتب لهم رسائل تحذيرية ونعظهم بمواعظ عن قيم الجيش الإسرائيلي في عدة إحاطات، وسيعود الجيش نقياً. هكذا تعاملوا في البداية مع “شبيبة التلال”، ومع المشاغبين من مستوطنتي “يتسهار” و”تفوح”، مع الذي ألقى قنبلة على بيت في الخليل، ومع الذين تبولوا في البيوت السكنية للمسجونين في شارع الشهداء بالخليل.

“التعميم محظور”، أمروا الجمهور. ولكن سكان هذه المناطق القفراء كانت لهم عقيدة مرتبة وحلم تعهدوا به وطبقوه منذ اللحظة التي ولدوا فيها داخل حظائر المستوطنات، واستوعبوا قيم المدارس الدينية التابعة للحاخامات العنصريين، المتطرفين القوميين، الذين أرسلوهم إلى الطريق الظلامية مزودين بأحكام شرعية مناسبة. هكذا انتشرت “الظاهرة الغريبة” إلى أن تحولت إلى تيار رئيسي جرف خلفه معتمري القبعات الكبيرة المطرزة، بل ومعتمري القبعات المنسوجة ومن يشجعونهم الذين لا يرتدون القبعات.

مثل شباب “جفعاتي” هؤلاء، الذين نبتوا في دفيئة داعمة ومشجعة، هكذا أيضاً جنود الجيش الذين مر كثير منهم بتعميد النيران الأول والوحيد لهم في ساحة المعركة في “المناطق” [الضفة الغربية]، ونموا وكبروا في أحضان الثورة الوطنية المتطرفة – العنصرية، التي شق طريقها المستوطنون. في السبعينيات، في العقد الأول “للاحتلال المتنور”، دخل الجيش الإسرائيلي في رحلة إلى شرك الاحتلال بدون إعداد أو معرفة أو تجربة. فقد جاء هذا الجيش لإدارة سكان فلسطينيين واقعين تحت الاحتلال. وحتى إنه لم يشك بأنه تم إخفاء العبوات الناسفة الجانبية الأولى منذ اللحظة الأولى في 1968.

عندما تقرر نقل حفنة المستوطنين التابعين لموشيه لفنغر من فندق بارك إلى مباني الحكومة، قيل إن الأمر يتعلق بموضوع مؤقت. ما زال الجيش يعيش في وهم بأن كل شيء على ما يرام، حتى عندما نزلت خلايا المستوطنين كل صباح إلى مبنى هداسا، وشلوا حركة السير في الشارع الرئيسي، وقاموا بصلاة ظاهرية. بعد ذلك، سيطروا على الكنيس القديم باسم أبينا إبراهيم، الذي يقع في تل الرميدة وعلى بيوت في وسط المدينة. بعد ذلك، أقاموا التنظيم السري اليهودي.

الجندي الذي ضرب “الناشط اليساري”، وصديقه الذي قال بأنه أصبح يمثل القانون هنا، وهو الذي يقرر أين يسمح الذهاب وأين يمنع، تم اقتباسهما بدون معرفة الأمور التي قالها زعران “الكرياه” قبل 55 سنة. في حينه، لم تكن الفجوة معروفة بين جنود الوحدة 8200، واليساريين، وسكان المدينة الأشكناز، وبين جنود الضواحي.

عندما أدرك الجنود في الخليل، من الجيش النظامي ومن الاحتياط، في المدينة وفي الضواحي، بأن الأوامر التي يتلقونها تتم تغطيتها في لحظة بتعليمات يتلقاها القادة من المستوى السياسي الذي يتلقى الأوامر من الحاخامات، أيقنوا من هو صاحب البيت هنا. وإذا مُنعوا في البداية من قضاء ليالي السبت في بيوت المستوطنين، وأمروا برفض إرساليات الكعك بصورة مهذبة، التي ترسلها النساء في المستوطنات، والذين أطلقوا عليهم قبل يوم “نازيين” و”مصدر الدنس” وشجعوهم على رفض الأوامر، فقد وجدوا الحضن خلال بضع سنوات. أصبح المستوطنون والجيش جسماً واحداً، وأصبح الجنود الذين لا يوافقون على نهج المستوطنين أعشاباً ضارة. واستكملت الثورة.

محظور التعميم، لكنه حدث. الجندي لا يمكنه التفريق بين اليساريين “الجيدين” والخونة”، بين العرب الجيدين والمخربين، هو بحاجة إلى عدو واحد، واضح ومحدد. وعندما يكون معظم الجيش وجنود الوحدة 8200 وخريجي دورة طيران، الذين يتم تعميدهم في مزبلة الأمن الجاري التي ليست سوى عمل شرطي عنيف، فإن الحذر من التعميم لم يعد ذا صلة، بل إنه خطير؛ لأن ثمة وهماً ينشأ بأن الأمر الذي يتعلق بآفة استثنائية يمكن علاجها عن طريق الاعتقال لعشرة أيام.

بقلم: تسفي برئيل

هآرتس 30/11/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي