ماكرون حاول إحياء الحوار السياسي الفنزويلي من دون تحقيق اختراق فوري

ا ف ب – الأمة برس
2022-11-12

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون (وسط) ونظيريه الارجنتيني البرتو فرنانديز (يسار) والكولومبي غوستافو بترو خلال منتدى باريس للسلام في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 (ا ف ب)

باريس - حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، إحياء الحوار المتعثر بين معسكر الرئيس نيكولاس مادورو وخصومه لإخراج فنزويلا من مأزقها السياسي لكن لم يتم الإعلان عن أي اختراق حاليا.

جمع رئيس الدولة الفرنسي مع نظيريه الأرجنتيني والكولومبي ألبرتو فرنانديز وغوستافو بيترو، في العاصمة الفرنسية، كبيري مفاوضي الفريقين، رئيس الجمعية الوطنية خورخي رودريغيز والمعارض جيراردو بليد بمناسبة منتدى باريس للسلام.

واللقاء بحد ذاته واعد وإن لم يعلن أي من الطرفين في نهاية المشاورات عن أي اتفاق أو موعد لاستئناف مفاوضات رسمية بدأت في مكسيكو لكنها توقفت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وفي بيان مشترك عبر الرؤساء الثلاثة عن "دعمهم الكامل لاستئناف عملية التفاوض بين الفنزويليين باعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمة عميقة دفعت ملايين الفنزويليين إلى مغادرة بلدهم".

وأكدوا أنهم "يشجعون المفاوضين على مواصلة جهودهم للتوصل إلى اتفاقات في المجالين الإنساني والسياسي على أساس مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان في مكسيكو في 13 آب/أغسطس 2021". ووعدوا بـ"دعم العملية حسب الحاجة".

وكان الإليزيه يأمل في "خلق زخم" لدفع حكومة مادورو والمعارضة إلى الاتفاق خصوصا على شروط تنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في 2024.

- حديث بين ماكرون ومادورو -

قال خورخي رودريغيز مبعوث نيكولاس مادورو لوكالة فرانس برس "نحرز تقدما". واضاف أن "هذه المناسبة ... سمحت لنا بالمساعدة ودعم هذا الجهد لاستئناف الحوار".

لكنه لم يبد أي مرونة بشأن بعض الشروط التي طالبت بها الحكومة الفنزويلية مثل الإفراج عن أليكس صعب وتخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا.

وكانت الحكومة الفنزويلية أغلقت باب المفاوضات في تشرين الأول/أكتوبر 2021  ردا على تسليم سلطات الرأس الأخضر أليكس صعب المقرب من الرئيس الفنزويلي ووسيط السلطة في الخارج وتتهمه واشنطن بغسل أموال.

من جهته، صرح ممثل المعارضة جيراردو بليد "آمل أن نتمكن قريبا من أعلان أنباء سارة" بشأن إعادة إطلاق عملية المكسيك.

ورأى أنه ما كان يجب الشعور بالاستياء من حديث دار بين ماكرون ومادورو الإثنين في مصر، وإن وصف الرئيس الفرنسي نظيره الفنزويلي ب"الرئيس"، بينما لا تعترف باريس مثل عدد كبير من الدول على رأسها الولايات المتحدة، نظريا بشرعيته على رأس الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وقال بليد إن "ماكرون ديموقراطي لكنه يدرك جيدا أنه يتعين علينا البحث عن حلول وأننا لا نستطيع أن نقف جامدين في صورة لحظة معينة". وأضاف أن "العالم يتغير والأوضاع تتغير والحاجات أيضا تتغير. وإذا تغير العالم فواجبنا هو استخدام أفضل الأدوات التي لدينا في السعي لتحقيق الديموقراطية والحرية في فنزويلا".

وتندرج محاولة الوساطة الفرنسية في إطار انفراج دولي أكبر حيال السلطة في كراكاس.

فقد تغير الوضع إلى حد كبير. ففي المنطقة انتخب للمرة الأولى رئيس يساري لكولومبيا في آب/أغسطس هو غوستافو بيترو الذي بدأ تطبيعا بين الجارتين تمثل باستئناف العلاقات الدبلوماسية التي توقفت ثلاث سنوات.

على الساحة الدولية، أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط، مما دفع الولايات المتحدة وفرنسا إلى إعادة النظر في مواقفهما تجاه كراكاس الدولة المنتجة للذهب الأسود وتملك احتياطيات كبيرة منه.

وحاولت واشنطن إطاحة نيكولاس مادورو من السلطة عبر فرض عقوبات شديدة على فنزويلا، لا سيما ضد صادراتها من المحروقات.

ويشكل ذلك فرصة للرئيس الفنزويلي المنبوذ من المجتمع الدولي وغرقت بلاده في أزمة اقتصادية غير مسبوقة، للعودة إلى الساحة الدبلوماسية.

وتسعى السلطة المخنوقة مالياً إلى إعادة اقتصادها إلى المسار الصحيح.

وقال ممثل نيكولاس مادورو في تغريدة على تويتر قبل الاجتماع مع الرؤساء الثلاثة "نحن مقتنعون بأن طريق فنزويلا للمضي قدما هو عبر الحوار وتعليق جميع العقوبات غير القانونية واحترام الدستور".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي