تلميذة بريطانية تكافح من أجل إضافة رموز تعبيرية خاصة بالأطفال ذوي النظارات

ا ف ب - الأمة برس
2022-11-03

رموز تعبيرية على هاتف "آي فون" في هونغ كونغ في 30 تشرين الأول/أكتوبر 2019 (ا ف ب)

تسعى التلميذة البريطانية لوري مور منذ سنوات إلى تجنيب الأطفال الذين يضعون نظارات التعرّض للوصم الاجتماعي، وأحدث فصول كفاحها هذا جهودها للدفع إلى ابتكار رموز "إيموجي" تعبيرية تقدّم عن ذوي النظارات صورة أكثر مرحاً.

وتستطيع الفتاة أن تفتخر بما حققته حتى الآن على صغر سنها، إذ لم تتجاوز بعد الثالثة عشرة. فمعركتها ألهمت فيلم "إنكانتو" (Encanto) الذي تضع بطلته النظارات، من إنتاج مجموعة "ديزني" الأميركية العملاقة. وحققت حملتها "غلاسز أون" (GlassesOn) نجاحاً كبيراً وتركت أثرها على آلاف الشباب والآباء في مختلف أنحاء العالم.

أما اليوم، فتضع لوري نصب عينيها الإفادة في قضيتها من دعم جهة أميركية عملاقة أخرى، هي تلك المسؤولة عن ابتكار رموز الإيموجي التعبيرية، أي الرسوم الصغيرة التي تمثّل وجوهاً مستديرةً صفراء تُستخدَم في المحادثات والتعليقات على الشبكات الاجتماعية، أو في الرسائل النصية بالهاتف أو البريد الإلكتروني.

وراسلت لوري المتحدرة من مدينة نوتنغهامشاير في وسط إنكلترا منظمة "كونسورسيوم يونيكود" (Consortium Unicode) غير الربحية في كاليفورنيا، مقترحة عليها توفير خيار إضافة نظارات إلى رموز "إيموجي" التعبيرية الموجودة في الوقت الراهن.

ويعتقد كثر أن الأطفال ما عادوا يُوصمون هذه الأيام لكونهم من ذوي النظارات، لكنّ عدداً كبيراً منهم يرفض في الواقع وضعها لأنهم يخشون أن يظهروا "مختلفين وغير عصريين"، على ما تقول التلميذة في لقاء مع وكالة فرانس برس.

وأظهرت دراسات أن الأطفال الذين يضعون النظارات معرّضون للتنمّر في المدرسة بنسبة 35 في المئة أكثر من غيرهم. 

إلا أن عدم وضع النظارات عندما تكون ضرورية قد يرتّب عواقب وخيمة، إذ "لا يستطيع الطفل التعلم بشكل صحيح، وهذا ما يحدّ مستقبلاً من فرص العمل أمامه، ويسبب له تالياً صعوبات كبيرة في الحياة لأنه لم يضع نظارته، وهذا ليس عدلاً"، على قول لوري.

- صورة نمطية -

وفرضت قضية الرموز التعبيرية نفسها على لوري مور عندما حاولت والدتها سيريلين العثور على إيموجي يمثل ابنتها.

وقالت لوري "راحت والدتي تفتش عن رمز تعبيري يعبّر عني، لكنها لم تجد سوى إيموجي يرمز إلى +التلميذ الذي يذاكر كثيراً+. وعندما واصلت البحث، وقعت أيضاً على رمز جدة، وآخر لمعلّمة، وهما لا يمثلانني طبعاً". 

وأوضحت "هذا لا يبعث بصورة إيجابية جداً لذا نطلب فقط أن تكون هناك خيار لإضافة نظارات على الإيموجي القائمة حاليا"، حاملة بيدها نسخة عن الرسالة التي أرسلتها إلى "كونسورسيوم يونيكود".

وكتبت "أرغب في رؤية خيار لإضافة نظارات على وجوه الرموز التعبيرية، على غرار إمكانية تغيير لون الجلد أو الشعر" للإيموجي.

وأشارت في هذه الرسالة التي أرسلت الأربعاء نسخة منها إلى مقار غوغل وميتا في لندن، إلى أن الإيموجي الوحيد المتاح حالياً للأطفال الذين يضعون نظارات قد يكون "ضاراً لهم لأنه يشارك في تعميم صورة نمطية سلبية يصعب جداً إزالتها".

- "ملهمة" -

انطلقت معركة لوري سنة 2019، عندما كتبت رسالة إلى مجموعة ديزني العملاقة في مجال الترفيه طالبت فيها بإظهار مزيد من الشخصيات التي تضع نظارات في أفلامها.

وبعد عامين، ظهرت بطلة فيلم "إنكانتو" على الشاشات واضعة نظارات. وأقر مخرج الفيلم جاريد بوش بأنه استلهم هذه الشخصية من رسالة التلميذة البريطانية.

ورد عليها "أنا أكبر المعجبين بك، أنت ملهمة جداً لي"، لافتا إلى أنه أراد إبلاغها بالأمر قبلاً لكنه اضطر للتكتم إلى حين طرح الفيلم.

وقد اختيرت لوري هذه السنة "ناشطة العام" من جانب الوكالة الدولية للوقاية من فقدان البصر.

ويواجه الأطفال الذين لا يضعون نظارات طبية رغم حاجتهم لها، خطر التعرض لمشكلات صحية يمكن تجنبها.

وقالت جيسيكا تومسون من الوكالة الدولية للوقاية من فقدان البصر، إن نشاط لوري يساهم في تسليط الضوء على هذه المخاطر.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "إذا كنتم تواجهون صعوبات في البصر، فإن ذلك سينعكس صعوبات في التعلم"، مشيرة إلى أن وضع النظارات يشكل الخطوة الصحية "الأكثر فعالية" للتلامذة إذ يتيح "تقليص مخاطر الرسوب المدرسي بنسبة 44 في المئة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي