
يتمسك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس بورقة خبرته الأمنية ليقدّم نفسه كأفضل خيار للناخبين في الانتخابات القادمة ليصبح رئيس حكومة، ويقول "إسرائيل بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة تتمتع بخبرة أمنية".
يريد غانتس البالغ من العمر 63 عاما، أن يحافظ على صورته كبراغماتي ووسطي في مواجهة الأيديولوجيات اليمينية المتشددة وك"الرجل النظيف" في الساحة السياسية في مواجهة خصوصا غريمه السابق بنيامين نتانياهو المتهم بقضايا فساد، لكنّه يتشارك معه في الواقع برؤية أمنية متشددة.
ونافس غانتس نتانياهو في أربع معارك انتخابية خلال السنوات الأربع الماضية دون أن ينتصر عليه حقًا، ويعود هذا العام لجولة خامسة على رأس ائتلاف يسمى "حزب الوحدة الوطنية" انضم اليه أيضا رئيس آخر سابق للأركان هو غادي أيزنكوت.
كان غانتس من مؤسسي التحالف الوسطي "أزرق أبيض" الذي تشكّل من ثلاثة احزاب في انتخابات نيسان/أبريل 2019 وتقاربت النتائج التي حصل عليها بينه وبين منافسه حزب الليكود، ثم تقدّم قليلا على الليكود في انتخابات أيلول/سبتمبر بعد أشهر.
لكن أيا من الطرفين لم يتمكن من حصد الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة، (61 مقعدا من أصل 120).
وتفوّق نتانياهو وحزبه الليكود في انتخابات آذار/ مارس التي تلت وحصل على تأييد حلفائه اليهود المتدينين، لكنه فشل للمرة الثالثة في حصد دعم الأغلبية.
أما غانتس، فحصل في انتخابات آذار/مارس 2020 على دعم القوى المناهضة لنتانياهو لتشكيل الحكومة الجديدة، على الرغم من الانقسامات العميقة بينها.
لكن وفي خطوة غير متوقعة، انتخب غانتس رئيسا للكنيست، وقال إنه سيسعى إلى اتفاق وحدة مع نتانياهو.
وأحدث تحالفه مع نتانياهو في أيار/مايو 2020 انقساما كبيرا داخل "أزرق أبيض" واتهمه حلفاؤه بالخيانة.
أراد غانتس كسر الجمود السياسي والاستجابة لأزمة فيروس كورونا من خلال هذا التحالف المفاجىء، ووحّد قواه مع خصمه لصالح اتفاقية تناوب في السلطة لم يحترمها نتنياهو، ما أدّى إلى انتخابات جديدة في عام 2021.
ثم انضم غانتس إلى ائتلاف يائير لبيد.
في الانتخابات التي ستجري الثلاثاء، يسعى غانتس إلى تثبيت نفسه كصوت ثالث بين يائير لبيد ونتانياهو، مؤكدا أنه قادر على جمع العدد المطلوب من ممثلي الأحزاب المنتخبين لتشكيل ائتلاف "وحدة".
وقال غانتس في مقابلة مع وكالة فرانس برس "آمل أن أكون قادرا على جمع أكبر عدد ممكن من الأحزاب من حولي، ووضع حدّ لنير نتانياهو السياسي وتشكيل حكومة دون الاعتماد على التطرف".
- استقرار -
ويقترح غانتس رؤية أكثر ليبرالية للمجتمع الاسرائيلي من بنيامين نتانياهو، ويرغب في تشكيل حكومة علمانية توافق على الزواج المدني غير المعمول به في إسرائيل.
التحق في شبابه بالجيش كمجنّد، عام 1977. صار مظليا ورٌقي ليصير جنرالا عام 2001 قبل أن يعيّن رئيسا للأركان عام 2011 وحتى 2015.
في بلد تعتبر فيه المؤسسة العسكرية عنصر توحيد، يحظى الرجل الفارع القامة (1,95 متر) وصاحب العينين الزرقاوين، بهالة كبيرة مردها نشاطه ورتبته العسكرية.
ويرى الصحافي المختص في الشؤون العسكرية بجريدة "هآرتس" عاموس هارل أن غانتس "لم يترك تأثيرا دائما في الجيش، لكنه حافظ على صورة الاستقرار والنزاهة".
يقول غانتس إنه يريد ضرب المنظمات والجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجمات ضد إسرائيل، ويتحدث في الوقت نفسه مع السلطة الفلسطينية، وقد التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مناسبات عدة لبحث "قضايا أمنية واقتصادية".
في آب/أغسطس الماضي، وبصفته وزيرا للدفاع، شنّ عملية خاطفة ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
واعتبر بعد العملية أنها "نجاح على المستوى العسكري"، مضيفا "لن نتردد في المستقبل في تنفيذ عمليات أخرى من هذا النوع".
ومنذ آذار/مارس الماضي، يكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، ردا على اعتداءات استهدفت إسرائيليين وجاء منفذوها من الضفة، وفق قوله.
ولبني غانتس مواقف غامضة في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك عملية السلام المحتضرة مع الفلسطينيين.
ويصر غانتس الذي يلقّب بـ "الصقر الأمني"، كما نتانياهو، على أن غور الأردن، وهي منطقة استراتيجية تمثل 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة يجب أن تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية.
بيني غانتس متزوج وله أربعة أطفال ،ويحمل إجازة جامعية في التاريخ من جامعة تل أبيب، وشهادة ماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وشهادة ماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة.