هآرتس: هكذا يدخل الليكود إلى الـ "بن غفيرية" وشركة كهانا العنصرية

2022-10-28

زعيم حزب "قوة يهودية" النيزكي لإيتمار بن غفير (أ ف ب)

الصعود النيزكي لإيتمار بن غفير وحزبه “قوة يهودية” أثار موجة من القلق مما سيأتي في أوساط دوائر ليبرالية، في البلاد والعالم. فعندما يهدد تلميذ مئير كهانا بأن يصبح القوة الثالثة في حجمها في مجلس النواب الإسرائيلي، فثمة سبب للقلق. كما أن شرعية بن غفير في الإعلام والرأي العام، إلى جانب العطف الذي يحظى به في أوساط الكثير من الشباب، كانت إشارة تنذر بالشر.

لكن هذا لا يكفي. فالخطر المحدق أوسع بكثير. الكهانية تفشت إلى ما هو أبعد بكثير من حدود “قوة يهودية” و”الصهيونية الدينية”، نحو اليمين كله برئاسة الليكود. يكون ممكناً أحياناً أخذ الانطباع بأن كلهم بن غفير. فبينما بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش ينشران نظريتهما العنصرية، إلى جانب خطة سموتريتش لتدمير جهاز القضاء، لا تُسمع في الليكود أو في أحزاب اليمين الأخرى أصوات اعتراض أو مسيرة تحفظ على مخططاتهما.

إن صمت حزب الليكود مدوٍ إلى مسافات بعيدة، ومعه صمت رئيسه بنيامين نتنياهو. بعد أن تعهد نتنياهو بأن يكون الاثنان، بن غفير وسموتريتش، وزيرين في حكومته، بخلاف صريح لما تعهد به في حملة الانتخابات السابقة (بالنسبة لبن غفير) اتخذ تسويغ المفسدة خطوة أخرى، وهي صمت صاخب في ضوء الأفكار التي يطرحها الاثنان.

ينبغي أن نسأل نتنياهو: ما الذي تغير في بن غفير، الذي كان مرفوضاً توليه منصباً في حكومته في حملة الانتخابات السابقة لكنه بات الآن مؤهلاً لذلك؟ هل يشهد صمته وصمت قيادة الليكود كلها على توافق مع بن غفير؟ لا سبيل آخر لفهم صمتهم، إلا كتوافق. بكلمات أخرى، الليكود يصبح بالتدريج كهانياً بنفسه، وهو لا يتبنى فقط الكهانيين كي يقيم معهم حكومة، بل يسير شوطاً أبعد بكثير ويتبنى أفكارهم.

هذا واقع سياسي وأخلاقي جديد في إسرائيل. فالكهانية لم تسوغ فحسب، بل تنتشر أيضاً إلى وسط الخريطة. بعد أن يتولى بن غفير وسموتريتش وأمثالهما مناصب الوزراء الكبار في حكومة الليكود، إذا ما قامت، ستستكمل الثورة الحقيقية: العنصرية المعلنة، القومية المتطرفة، الشوفينية، كراهية الأجنبي والمختلف، فرض الشريعة الدينية اليهودية وتدمير جهاز القضاء، وكل هذه ستصبح حجارة الزاوية للحكومة التي تحكم في إسرائيل.

 

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس 28/10/2022









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي