فتاوى تكفير الكتّاب تتجدد في مصر وقاض يطالب بتنقيح صحيح البخاري

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-07-14
«صحيح البخاري»

القاهرة - تشهد الساحة المصرية تعليقات مثيرة للجدل على خلفيات دينية، بدأت مع المستشار أحمد ماهر الذي شكّك في بعض ما جاء من أحاديث في "صحيح البخاري"، وتصاعدت مع اتهام "جبهة علماء الأزهر" للصحفي المصري وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم مجدي الدقاق بالكفر والرّدة لأنه "أساء للذات الإلاهية".

وذكرت الـ"سي ان ان" أن المستشار أحمد ماهر، أحد قضاة محكمة النقض، قد أثار جدلا واسعا بشأن دعوته إلى تنقيح "صحيح البخاري"، الذي يعدّه المسلمون، من أهمّ مراجع الشريعة الإسلامية بعد القرآن ومن أصح كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، لأنه يطعن في القرآن الكريم، على حد وصفه.

واستشهد المستشار أحمد ماهر، على تصريحاته بما جاء في البخاري عن ابن مسعود بـ"أن المعوذتين ليستا من القرآن الكريم، ورواية أخرى، تقول إن كلمة "خلق" في آية "وما خلق الذكر والأنثى" في سورة الليل زائدة".

وردّ عليه الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، خلال مناظرة تلفزيونية جمعت بينهما في برنامج "مصر النهاردة"، على القناة الثانية بالتليفزيون المصري الرسمي، أن صحيح البخاري "كتاب موثوق في صحته وصل فيه إلى معيار من التأكد، والدقة لأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معتمد بعد القرآن، ورأى أن القضايا التي يسوقها ماهر "بحثت منذ عصر الإسلام الأول، وعلماء الإسلام لم يدلسوا فيها على شيء".

ودفعت تصريحات ماهر العديد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية للرد عليه مؤكدين أن "صحيح البخاري" هو أصح كتاب بعد القرآن وهو من أمهات كتب السنة. وقد حذّر الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، من الانسياق إلى النفق المظلم الذي تبعه المستشرقون، وحاولوا أن يلصقوا بالبخاري ما لم يقله، مشيرا إلى أن البخاري بذل جهدا في الجمع، واعتبر هذا الكتاب مرجعا للفقهاء. فيما قام الشيخ خالد الجندي، برفع دعوى قضائية ضد المستشار احمد ماهر، بسبب طعنه في السنة.

وقد وصف ماهر، حسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية، ردّ علماء الأزهر على طعنه في صحيح البخاري بأنه نوع من المغالطات ومحاولة الدفاع عن النفس بالباطل، وأنها من سمات الذين يدافعون بالتعميم والعمومية واستغلال بساطة الشعوب؛ لافتا إلى أنه يريد تصحيح عقيدة المسلمين من سفه بعض تراث الأقدمين وليس كل التراث.

ولم تزل الأراء تتفاعل مع تصريحات المستشار أحمد ماهر، حتى تفاجأت الأوساط المصرية ببيان صادر عن "جبهة علماء الأزهر" يطالب بتنفيذ حدّ الردّة في حق الصحفي مجدي الدقاق، رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" الرسمية المصرية وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم، على خلفية اتهامه العاملين بالمجلة بـ"الكفر" و"شتم الديانة الإسلامية والذات الإلهية".

وقد استنكر مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" الاتهام ما جاء في بيان "جبهة علماء الأزهر"، التي تضم مجموعة من رجال الدين المعارضة للمؤسسة الدينية الرسمية المصرية.

ودعا الدقاق الشيوخ الذين اتهموه الدقة إلى التحري قبل إصدار بيانهم إيمانا بأن علاقة الإنسان بربه ودينه من المقدسات التي لا يجوز ولا يجب أن تكون محل خلافات سياسية أو شخصية" وهو "رجل مؤمن يردد الشهادتين"، وقد سبق له أن أدى فريضة الحج إلى مكة، مؤكدا أنها قضية كيدية.

وكانت مجموعة من الصحفيين بمجلة "أكتوبر" قد تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد الدقاق قبل أيام، تتهمه بالإساءة للذات الإلهية والتطاول على النبي الكريم، والسخرية من الفرائض الدينية والشريعة الإسلامية.

وجاء في البلاغ "أن مجدي الدقاق اعتاد ازدراء الذات الإلهية علنا، وذكروا واقعة هزيمة المنتخب المصري أمام المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث ذكر متهكما: عمالين تدعو يا رب نفوز يارب نفوز.. أهو ربنا بتاعكم طلع جزائري".

ودعا بيان "جبهة علماء الأزهر" إلى إثبات الردة على الدقاق بدعوى وجود 11 شاهدا، وأضاف أن الفقهاء "اتفقوا على أنه إذا ارتد مسلم فقد أهدر دمه، لكن قتله للإمام أو نائبه، وأن الجناية عليه هدر، لأنه لا عصمة له". وطالبت الجبهة الحزب الوطني الحاكم بأن "يسارع بتحديد موقفه من هذا الصحفي المارق ومن نظرائه وأمثاله"، ودعا القضاء إلى أن "يقيم لله حقه في تلك الجريمة".
 
 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي