مهرجان بياريتز أظهر تزايد الحضور النسائي في سينما أميركا اللاتينية

ا ف ب - الأمة برس
2022-10-03

جانب من مدينة بياريتز في جنوب غرب فرنسا في 18 تموز/يوليو 2022 (ا ف ب)

تعبّر الدورة الحادية والثلاثون لمهرجان بياريتز في جنوب غرب فرنسا عن الحضور المتزايد للنساء في السينما الأميركية اللاتينية، إذ يبلغ عدد النساء ستاً بين مخرجي الأفلام العشرة المتنافسة في فئة الأفلام الروائية، وهو ما رأى فيه المنظمون "انعكاساً مباشراً لحركة قوية في المجتمع".

ولاحظ المفوض العام للمهرجان جان كريستوف برجون أن "النساء في الوقت الراهن يُقبلن بكثافة" على السينما الأميركية اللاتينية، ولا سيما في المكسيك وتشيلي والأرجنتين.

وخلافاً للمهرجانات الكبرى التي غالباً ما تتعرض للانتقادات بسبب ضعف حضور أفلام النساء فيها (خمسة أفلام لمخرجات من 21 شاركت في مسابقة مهرجان كان مثلاً هذه السنة)، لم يضطر المسؤولون عن اختيار الأفلام في مهرجان بياريتز الذي يُختتم الأحد إلى بذل جهد كبير لتحقيق التكافؤ. 

فجائزة "أبرازو" لأفضل فيلم، وهي المكافأة الكبرى في مهرجان بياريتز، مُنحت مساء السبت إلى "لوس رييس ديل موندو" للكولومبية لورا مورا التي سبق أن نالت جائزة "الصدفة الذهبية" في مهرجان سان سيباستيان في أيلول/سبتمبر الفائت.

كذلك كان "تينغو سونيوس إلكتريكوس" للكوستاريكية فالنتينا موريل بين الأفلام المتنافسة بعدما كان حصل على ثلاث جوائز في مهرجان لوكارنو في آب/أغسطس. وصوّر هذا الفيلم في الحي الذي نشأت فيه المخرجة في العاصمة سان خوسيه، ويتناول قصة حياة مراهقة من الطبقة المتوسطة.

وتنتمي المخرجة البالغة 34 عاماً إلى الجيل السينمائي الجديد في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى والتي "يفوق عدد النساء فيها عدد الرجال".

وقالت المخرجة التي تتنقل بين كوستاريكا وبلجيكا "في سينما أميركا الوسطى ، نتناول أحياناً موضوعات ملحة اجتماعية أو سياسية ملحّة جداً، لكنني شئت أن أسمح لنفسي بأن أكون أكثر حميمية، وأن يكون لديّ نوع من الذاتية".

 - "وجهة نظر جديدة" -

ورأى جان كريستوف برجون أن "المخرجات أضفنَ وجهة نظر جديدة، ومواضيع وشخصيات مختلفة".

وتنوعت عروض بياريتز، فكان بينها مثلاً أفلام خيالية على غرار "ويسيرا" للمكسيكية ميشيل غارثا ثيرفيرا، وفيلم "نسوي بوضوح" هو "إل نورتيه سوبريه إل فاثيو" لمواطنتها أليخاندرا ماركيز أبيلا، وهو مستوحى من أحداث حقيقية ويُظهر صورة عالم "تغلب فيه الذكورية"، بحسب برجون.

ورأت فالنتينا موريل أن هذا الوجه الجديد لسينما أميركا اللاتينية يعود خصوصاً إلى "الثورة النسوية" التي أتاحت التحرر من "الأنماط السردية التقليدية" وإبراز شخصيات نسائية. وقال "ثمة تحول جارٍ، لكن الخطوة التالية هي أن يصبح في إمكان المخرجة أن تعتبر أنها تصنع أفلاماً في المطلق لا أفلام نساء".

واشارت إلى أن من بين استلهمت منهم الأرجنتينية لوكريسيا مارتل والتشيلية دومينغا سوتومايور ومواطنها باز فابريغا الذي أعطاها "الشعور بأن في إمكان المرأة في أميركا اللاتينية أن تصنع أفلاماً"، و "أن تجرؤ على أن تكون مخرجة أفلام أكثر حرية".

وأنشأت الكوستاريكية شركتها الخاصة لإنتاج فيلمها الطويل، بالتعاون مع شركتي إنتاج بلجيكية وفرنسية. وأبرزت موريل أن "لدى النساء الشجاعة للانطلاق في هذه المهنة التي لا تحظى بدعم في كوستاريكا".

ويعتبر  "ويسيرا" أيضًا أول فيلم روائي طويل لمخرجته ولكنه الأول أيضاً لكاتبة السيناريو ولمنتجته، بحسب المندوب العام، الذي يرى فيه "طريقة مواجهة".

وذكّر جان كريستوف برجون بأن مهرجان موريليا في المكسيك يقدّم في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري مجموعة مختارة من الأفلام الروائية الطويلة "80 في المئة منها من صنع نساء".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي