انتهاء الهدنة في اليمن والحوثيون يرفعون النبرة رغم دعوة الأمم المتحدة إلى التهدئة

ا ف ب - الأمة برس
2022-10-03

صورة التُقطت في 19 آب/أغسطس لأطفال يقفون خارج خيمة في مخيم للنازحين تضرر من السيول في منطقة الجراحي التي دمرتها الحرب بمحافظة الحديدة غرب اليمن (ا ف ب)

انتهت الهدنة التي كانت سارية في اليمن منذ ستة أشهر بعد عدم توصل الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين إلى اتفاق على تمديدها، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة مساء الأحد، ما يثير الخشية من استئناف المعارك في البلد الذي يشهد نزاعًا داميًا.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه "يأسف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعدم التوصل إلى اتفاق اليوم، حيث أن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة إضافية للسكان".

ومنذ الثاني من نيسان/أبريل، سمحت الهدنة التي تمّ تمديدها مرتين، بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. 

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وأكد الدبلوماسي السويدي أنه قدّم مقترحاً آخر إلى الأطراف في الأول من تشرين الأول/أكتوبر لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر "مع إضافة عناصر اخرى إضافية". تضمن المقترح وفق بيان الأمم المتحدة، "الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة". 

وثمّن غروندبرغ موقف الحكومة اليمنية لتعاطيها مع مقترحه  "بشكل إيجابي".

في المقابل، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى لحركة أنصار الله مهدي المشاط خلال اجتماع سياسي في صنعاء إن مقترحات الأمم المتحدة "لا تلبي طموحات الشعب اليمني"، وفق ما ذكرت قناة المسيرة التابعة لهم.

في وقت لاحق، أكد المجلس السياسي الأعلى للمتمردين في بيان نشرته قناة المسيرة، أن "قواتنا المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر العدوان والحصار" مهدّدًا بوضع "مطارات وموانئ وشركات النفط التابعة لدول العدوان في مرمى نيرانها".

وسبق أن نفّذ الحوثيون العديد من الهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات.

وكان آخرها في آذار/مارس الماضي مع استهداف منشآت لمجموعة أرامكو السعودية العملاقة ما تسبب بحريق هائل.

وكتب المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع في تغريدة مساء الأحد "كل شيءٍ محتمل ووارد".

- "الامتناع عن الاستفزازات" -

وأشار غروندبرغ في بيانه إلى أن المفاوضات مستمرة داعيًا "الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف (...) وعلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب اليمني لمتابعة كل سبل المؤدية للسلام".

ووردت أنباء عن اشتباكات متفرقة الأحد في جنوب غرب اليمن، فيما أفادت مصادر عسكرية من التحالف لوكالة فرانس برس أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات إلى المنطقة.

وحسب مصادر عسكرية متعددة تابعة للحكومة فإن "الاشتباكات كانت في منطقة الحد عند الحدود بين محافظتي لحج والبيضاء، ومناوشات أخرى من قبل الحوثيين جرت عند اطراف مأرب الجنوبية". 

وأكدت المصادر أن "الحوثيين دفعوا بتعزيزات الى معظم جبهات مأرب خلال الساعات الماضية خصوصا في جبهات الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف مأرب". 

وأضافت المصادر "أن الاشتباكات حاليا متوقفة لكن نتوقع هجوما للحوثيين" في حال لم يوافقوا على الهدنة في محاولة لانتزاع مكاسب سياسية وتنفيذًا لشروطهم. 

وبالإضافة إلى وقف إطلاق النار، شمل اتفاق الهدنة السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة. 

وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وندّدت مديرة منظمة "المجلس النروجي للاجئين" إرين هاتشينسون بعدم تمديد الهدنة معتبرةً أنها بـ"فرصة ضائعة كان يمكن أن تساعد ملايين المدنيين في الخروج من حرب عنيفة"، داعيةً طرفَي النزاع إلى العودة عن قرارهما.

ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.

ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي