الإعصار "إيان" يدمّر فلوريدا ويودي بحياة أكثر من 40 شخصا

ا ف ب – الأمة برس
2022-10-02

مشهد للدمار الذي خلفه الإعصار ايان في جزيرة باين بتاريخ 1 تشرين الأول/أكتوبر 2022 (ا ف ب)

فورت مايرز - ارتفعت حصيلة القتلى جرّاء الإعصار "إيان" الذي يعد من بين أقوى العواصف التي تضرب الولايات المتحدة على الإطلاق إلى أكثر من 40 شخصا السبت، بينما يتوجّه الرئيس جو بايدن إلى فلوريدا في وقت لاحق هذا الأسبوع للاطلاع على حجم الأضرار.

وبدأ سكان فلوريدا الذين يعيشون حالة صدمة اكتشاف الحجم الكامل للدمار، بينما ما زال عناصر الإنقاذ يبحثون عن ناجين في الأحياء الغارقة على طول ساحل الولاية جنوب الغربي.

ودمّر "إيان" منازل ومطاعم وأعمال تجارية عندما وصل إلى اليابسة كإعصار قوي من الفئة الرابعة الأربعاء.

وارتفع العدد المؤكد لضحاياه إلى 44 قتيلا على مستوى البلاد، وفق ما ذكرت لجنة فلوريدا للأطباء الشرعيين في وقت متأخر السبت، لكن التقارير عن سقوط مزيد من القتلى ما زالت تصدر من مقاطعة تلو الأخرى، ما يشير إلى أن الحصيلة النهائية قد تكون أعلى بكثير.

وسجّلت مقاطعة لي الأكثر تضررا 35 قتيلا، بحسب قائد شرطتها، بينما أحصت وسائل إعلام أميركية بينها "إن بي سي" و"سي بي إس" أكثر من 70 قتيلا على صلة مباشرة أو غير مباشرة بالعاصفة.

وفي ولاية كارولاينا الشمالية، أكد مكتب الحاكم مقتل أربعة أشخاص نتيجة الإعصار.

ومن المقرر أن يزور بايدن وزوجته جيل فلوريدا الأربعاء، وفق ما ذكرت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار على تويتر، لكن الزوجين سيتوجهان أولا إلى بورتوريكو الاثنين لمعاينة حجم الدمار الذي خلفه إعصار آخر أطلق عليه "فيونا" ضرب الأراضي الأميركية الشهر الماضي.

وفي مقاطعة لي التابعة لفلوريدا، ما زال عناصر الإنقاذ والمواطنون العاديون يحاولون إنقاذ آخر السكان العالقين في جزيرة ماتلاتشا. وتناثر الحطام والمركبات المهجورة والأشجار التي اقتُلعت في الشارع الرئيسي ومحيطه.

وانقطعت الجزيرة التي تعد حوالى 800 نسمة عن البر الرئيسي بعدما دمّر جسران، بينما بدأ الأشخاص الذين فروا منذ بداية الإعصار بالعودة.

وقال تشيب فارا الذي كان جالسا في ظل منزل مهجور في مالاتشا لفرانس برس إن "لا أحد يقول لنا ما الذي علينا فعله، لا أحد يقول لنا أين نذهب".

وأضاف الرجل البالغ 43 عاما "وصلت أوامر الإخلاء متأخرة جدا.. لكن معظم الناس المتواجدين هنا ما كانوا ليغادروا في جميع الأحوال. إنه مكان يقطنه العمال إلى حد كبير. ولا يملك معظم الناس مكانا ليذهبوا إليه. هذه هي المشكلة الأكبر".

وفُقد أثر 16 مهاجرا من على قارب غرق أثناء الإعصار، بحسب خفر السواحل الأميركي. وعثر على قتيلين فيما تم إنقاذ تسعة أشخاص، بينهم أربعة كوبيين سبحوا إلى الشط في فلوريدا كيز.

وأما في فورت مايرز بيتش، وهي بلدة على خليج المكسيك تضررت إلى حد كبير من العاصفة، قال بيت بيليندا إن منزله "انقلب رأسا على عقب بينما غمرته المياه والوحل".

ومر "إيان" في فلوريدا والمحيط الأطلسي قبل أن يصل إلى اليابسة مجددا في الولايات المتحدة، هذه المرة على ساحل كارولاينا الجنوبية كإعصار من الفئة الأولى، مصحوبا برياح بلغت سرعتها القصوى 140 كلم في الساعة.

وتم لاحقا خفض مستواه إلى "إعصار ما بعد استوائي" قبل أن يتلاشى فوق فيرجينيا في وقت متأخر السبت.

وما زال أكثر من 45 ألف شخص من دون طاقة في أنحاء كارولاينا الشمالية وفيرجينيا، بحسب ما أفاد موقع "باور-روتيج. يوس" (poweroutage.us) المتخصص السبت.

وذكرت شركة "كور لوجيك" المتخصصة في التحليلات المرتبطة بالعقارات أن الخسائر الناجمة عن الرياح بالنسبة لممتلكات السكنية والتجارية في فلوريدا قد تكلّف شركات التأمين مبلغا يصل إلى 32 مليار دولار، بينما قد تصل الخسائر الناجمة عن الفيضانات إلى 15 مليار دولار.

وقال توم لارسن من "كور لوجيك" "إنها العاصفة الأكثر كلفة الذي تضرب فلوريدا منذ وصل الإعصار آندرو إلى اليابسة عام 1992".

- تواصل عمليات الإنقاذ -

وحتى صباح السبت، أعلن مكتب حاكم الولاية رون ديسانتيس أنه تم تنفيذ أكثر من 1100 عملية إنقاذ في أنحاء فلوريدا. وذكر بأن مئات عناصر الإنقاذ يتوجهون من منزل لآخر وعلى طول الساحل.

وأخلى العديد من سكان فلوريدا منازلهم قبل العاصفة، لكن الآلاف فضلوا الاختباء في منازلهم إلى حين مرورها.

وانقطعت جزيرتا "باين" و"سانيبل" القريبتين من فورت مايرز بعدما تضررت الطرق التي تربطهما بالبر الرئيسي بشكل كبير.

وأظهرت صور وتسجيل مصور التقطت جميعها من الجو دمارا هائلا في سانيبل وغيرها.

وأعادت القليل من المطاعم والحانات فتح أبوابها في فورت مايرز، ما يعطي انطباعا بأن الوضع يعود إلى طبيعته وسط الأشجار التي اقتلعها الإعصار وواجهات المحلات المحطّمة.

وقبل أن يضرب فلوريدا، غرقت كوبا بكاملها في الظلام جراء "إيان" بعدما دمّر شبكة الطاقة على الجزيرة.

في الأثناء، تزداد قوة إعصار جديد أطلق عليه "أورلين" مع اقترابه صباح الأحد من ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ بينما يتوقع وصوله إلى اليابسة في الأيام المقبلة، بحسب ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

وقالت الوكالة في بيان "اشتد أورلين ليتحول إلى إعصار من الفئة الثالثة"، متسببا بأمطار غزيرة ورياح عاتية.

وحذّر المركز الوطني الأميركي للأعاصير من أن "أورلين" تحول إلى "إعصار قوي" يتحرك بصحبة رياح بلغت سرعتها 185 كلم في الساعة بينما يتوقع وصوله إلى الأراضي المكسيكية الاثنين.

ويفيد علماء بأن التغير المناخي الذي تفاقمه الأنشطة البشرية يتسبب بأحوال طقس أكثر خطورة على مستوى العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي