الغارديان: جزر في المحيط الهادئ ترفض عروضا أمريكية وسط ازدياد نفوذ الصين

2022-09-28

تتحدث الصحيفة عن الخطورة التي تتهدد كثيرا من دول المحيط الهادئ بشأن التغير المناخي بما فيها دول شمال المحيط في بالاو (ا ف ب)

تصف صحيفة الغارديان القمة التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن الأربعاء بمشاركة عدد من قادة دول المحيط الهادئ بأنها قمة تاريخية، لكن الوثائق المسربة التي اطلعت عليها الغارديان تكشف عن وجود خلاف دبلوماسي حول المقترحات الأمريكية، حيث ترفض دولة جزر سليمان مشروع اتفاقية أمريكية في ظل وجود مخاوف جدية بأن المساعدة المالية غير كافية.

وترى الصحيفة أن القمة هي محاولة من قبل الولايات المتحدة لتقوية العلاقات مع دول المحيط الهادئ، وينظر إليها على نطاق واسع بأنها رد على تزايد دور الصين في المنطقة.

 وتضيف أن العرض الذي تقترحه الولايات المتحدة أثار مخاوف لدى بعض الدول ومنها جزر سليمان التي توصلت مؤخرا إلى اتفاق أمني مع الصين.

وجاء في مذكرة لسفارة جزر سليمان في نيويورك، أنها لن تصادق على اتفاقية دبلوماسية إقليمية تقترحها الولايات المتحدة.

وجاء في الوثيقة المسربة التي اطلعت عليها الغارديان، أن “جزر سليمان ليست في وضع يسمح لها باعتماد الإعلان الأمريكي المقترح هذا الأسبوع وستحتاج إلى وقت للتدقيق فيه وإحالتة على دوائر صنع القرار الوطني لجزر سليمان”.

وتضيف المذكرة الموجهة إلى أمانة منتدى جزر المحيط الهادئ، أن جزر سليمان ترى أن “الإعلان لا يزال قيد المناقشة ولم يحظ بعد بتوافق الآراء وسيحتاج إلى مزيد من البحث”.

وكانت الولايات المتحدة تأمل أن يتم تبني إعلان للشراكة خلال قمة قادة المحيط الهادئ هذا الأسبوع. وهو إعلان يلزم الطرفين على “العمل معا لمواجهة أزمة مناخ متفاقمة وبيئة جيوسياسية متزايدة التعقيد”.

لكنّ مسدوة الإعلان تختلف بشكل ملحوظ عن الاتفاقية الاقتصادية والأمنية الإقليمية الشاملة التي اقترحتها الصين على عشر دول في المحيط الهادئ في وقت سابق من هذا العام، والتي رفضها قادة المحيط الهادئ في نهاية المطاف.

وتجري الصحيفة مقارنة بين العرض الصيني والعرض الأمريكي، فتقول: “كانت صفقة الصين مفصلة بشكل لا يصدق، حيث التزمت بمبالغ مالية محددة وبرامج واضحة حددت فيها عدد الفرق الفنية الصينية التي سيتم إرسالها إلى الجزر كجزء من برنامج التبادل الثقافي”.

ويشمل العرض الصيني توسعا كبيرا في  مشاركة الصين بالترتيبات الأمنية في المنطقة، بما في ذلك توسيع نطاق تدريب قوات الشرطة وبناء مختبرات لفحص بصمات الأصابع وتشريح الجثث في التحقيقات الجنائية ومكافحة المخدرات، وميدان الطب الشرعي والقطاع الإلكتروني والرقمي وتعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني.

وعلى العكس من ذلك، فقد جاءت مسودة الإعلان الأمريكية أكثر عمومية، حيث تتحدث عن مبادئ المشاركة مثل تعزيز التعاون الإقليمي في المحيط الهادئ، ومعالجة أزمة المناخ  ودفع النمو الاقتصادي والحفاظ على السلام والأمن، لكن هذه المبادئ لم تترافق مع تحديد سياسات ووعود دقيقة بشأن المساعدات الاقتصادية الأمريكية.

وحصلت الغارديان أيضا على رسالة مسرّبة أرسلها يوم الإثنين، سفراء بالاو وولايات جزر مارشال الفيدرالية وجزر مارشال إلى كورت كامبل، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأحد كبار مستشاري السياسة الخارجية للرئيس بايدن.

وجاء في الرسالة أن “المساعدة المقترحة الحالية لا تتماشى مع مساهمات جزرنا تجاه أمن واستقرار المنطقة، وهو ما يدعم أيضا المصالح الأمريكية فيها، فالمساعدة الاقتصادية المقترحة من الولايات الأمريكية تبدو غير كافية”.

أوضح السفراء أيضا أن “الولايات المتحدة كانت وستظل حليفنا الأول والأهم، ولكن الحكومات التي نمثلها لا يمكنها الاعتماد على نتيجة ناجحة مما تم تقديمه في المفاوضات إذ أنه لا يغلق الفجوة القائمة بين احتياجات شعوبنا وما تم تقديمه”.

وقال السفراء في المذكرة إن “النقطة الأساسية والأكثر أهمية لنا  تتمثل في مشكلة تغير المناخ، ونحن غير قادرين على حل هذه المشكلة وغير قادرين على توفير الاحتياجات التعليمية والصحية لمواطنينا ما لم تنتهِ هذه المفاوضات بطريقة تلبي احتياجاتنا التنموية بشكل حقيقي”.

وتتحدث الصحيفة عن الخطورة التي تتهدد كثيرا من دول المحيط الهادئ بشأن التغير المناخي بما فيها دول شمال المحيط في بالاو، وولايات ميكرونيزيا الموحدة، وجزر مارشال.

وتشير إلى تحذير جاء في تقرير صادر عن البنك الدولي العام الماضي بأن 40 بالمئة من المباني في ماغورو، عاصمة جزر مارشال، ستغرق بشكل دائم، كما ستختفي جزر بأكملها في حال ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد فقط.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي