هآرتس: "الشرطي الذكي".. أسلوب إسرائيلي جديد لقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية

2022-09-25

يتم التحكم بالجهاز من قبل جنود ليسوا في المكان، وهو موجود في الخليل فقط الآن (ا ف ب)

ركّب الجيش الإسرائيلي في الخليل جهاز تحكم من بعد لاستخدامه ضمن وسائل تفريق المظاهرات، التي تشمل قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. الجهاز، الذي تم تركيبه في الأسبوع الماضي وهو الآن في مرحلة التجربة، تم تركيبه في شارع الشهداء في المدينة على الحاجز الذي يسمى “حاجز الشرطي”، في منطقة جرت فيها في السابق مظاهرات ومواجهات كثيرة بين الفلسطينيين والجنود. جاء من الجيش بأنه “استخدام الجهاز تحت الفحص الآن”، وأنه سيستخدم في مرحلة التجربة لإطلاق الرصاصات المطاطية فقط. على مر السنين تم توثيق حالات إصابة بالغة نتيجة إطلاق الرصاص المطاطي في الضفة الغربية والقدس.

يتم التحكم بالجهاز من قبل جنود ليسوا في المكان، وهو موجود في الخليل فقط الآن. الأجهزة التي تمكن من إطلاق الرصاص الحي بالتحكم من بعيد يستخدمها الجيش في غزة. الجهاز الذي تم تركيبه في الخليل تابع لشركة “الشرطي الذكي”، التي طورت منظومة لمراقبة إطلاق النار وتتابع الهدف بواسطة معالجة الصور والتي ترتكز على الذكاء الصناعي. حسب منشورات للشركة، فإن الجندي يحدد هدفاً ويضغط على الزناد، والجهاز يسمح بإطلاق رصاصة عندما يكون السلاح موجوداً في الزاوية الصحيحة من أجل ضرب الهدف الذي تم تحديده.

“تم تركيب هذا الجهاز في وسط المدينة بمنطقة مأهولة جداً، مئات الأشخاص يمرون من هناك. وأي فشل للتكنولوجيا أو لهذه المنظومة قد يؤثر على أشخاص كثيرين”، قال عيسى عمرو، وهو ناشط حقوق إنسان من الخليل. “أعتبر هذا جزءاً من الانتقال من سيطرة الإنسان إلى سيطرة التكنولوجيا. نحن الفلسطينيين أصبحنا محل اختبار لصناعة الهايتيك لدى الجيش الإسرائيلي، غير الخاضع للقانون والمحاسبة على أفعاله”.

في السنة الماضية، كشف في “واشنطن بوست” أن إسرائيل بدأت تستخدم منظومة باسم “الذئب الأزرق” في الضفة الغربية، وهي قاعدة بيانات تتم تغذيتها بمعلومات شخصية وصور لفلسطينيين، تمكن من تعقبهم ومراقبتهم. هذه المعلومات الشخصية تشمل، ضمن أمور أخرى، رقم بطاقة الهوية والسن والجنس ومكان السكن ورقم السيارة والعلاقة مع الآخرين ووضع العمل في إسرائيل وحتى تقرير عن الانطباع السلبي عن سلوك الفلسطيني عند لقائه مع الجندي الذي جمع المعلومات عنه.

إضافة إلى ذلك، تم وضع كاميرات لتشخيص الوجه على الحواجز داخل الخليل في السنوات الأخيرة. في العام 2018 بدأ الجيش في استخدام الطائرات بدون طيار، التي ألقت قنابل الغاز على المتظاهرين في غزة. وفي العام 2021 نشر في “هآرتس” بأن الشرطة بدأت في استخدام هذه الطائرات بدون طيار ضد المتظاهرين في إسرائيل.

من الجيش جاء: “كجزء من تحسين الاستعدادات العملياتية أمام خارقي النظام في المنطقة، فإنه يتم فحص إمكانية استخدام جهاز يتم التحكم به من بعيد من أجل استخدامه ضمن الوسائل التي صودق عليها لتفريق المظاهرات. ويجب التأكيد على أن الجهاز لا يتضمن استخدام الرصاص الحي”.

في صيغة سابقة لهذا المقال، كتب أن الجهاز سيستخدم الرصاص المطاطي بعد أن أكد المتحدث بلسان الجيش هذا الأمر للصحيفة. ولكن بعد نشر المقال، قام المتحدث بلسان الجيش بتغيير روايته وقال للصحيفة بأن الجهاز سيستخدم الرصاص المغلف بالمطاط فقط في هذه المرحلة.

 

بقلم: هاجر شيزاف

 هآرتس 25/9/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي