الخرطوم: أكدت القوات المسلحة السودانية، الخميس 15سبتمبر2022، أنها تعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أي اختطاف دون أن تتدخل بشكل مباشر في المعترك السياسي ، مشيرة إلى أنه "ليس هناك إنقلابيون في صفوفها وهي تثق في حكمة قيادتها وقدرتها على اتخاذ ما يلزم لتأمين البلاد".
جاء ذلك توضيحا من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية اليوم بخصوص بيان قوى الحرية والتغيير " المجلس المركزي ".
وقال المتحدث ، في بيان عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم :" من الجيد أن تعمل بعض القوى السياسية على تصحيح مواقفها من القوات المسلحة، التي تتفهم جيدا التحديات التي تجابه البلاد في هذه المرحلة وأخطرها محاولات اتخاذها مطية لتحقيق مأربها في الوصول للسلطة دون تفويض شعبي".
وأضاف أنه ليس بمقدور أحد التلاعب بالقوات المسلحة وتجييرها لخدمة أجندته الذاتية ، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة تعرف جيدا كيف تحصن أفرادها ضد اي اختراقات وتتعامل مع التحديات الراهنة بحكمة ودراية تامة بأهداف الفاعلين في الملعب السياسي الراهن" .
وأشار إلى أن القوات المسلحة منصرفة تماما لتجويد أدائها ومنتبهة لواجباتها وفي نفس الوقت تعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أي اختطاف دون أن تتدخل بشكل مباشر في المعترك السياسي".
وأوضح أن "القوات المسلحة مدرسة قديمة حنكتها التجارب والتقلبات التي مرت بالبلاد وتعرف كيف تتعامل بطريقة مناسبة مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية بالبلاد، لافتا إلى أن القوات المسلحة تتعامل مع متغيرات اتفاقية جوبا للسلام طبقا لرؤية واضحة تتمثل في المضي قدما في إنفاذ الترتيبات الأمنية الشاملة بما يحفظ أمن الوطن والمواطن من أي تداعيات محتملة.
وكانت قوى الحرية والتغيير قالت ، في بيان نشرته على صفحتها بموقع الفيسبوك أمس الأربعاء ، إنها تتابع "الحملة الممنهجة التي يقودها عناصر النظام البائد هذه الأيام، والتي ترمي لخلق شُقة واسعة بين المؤسسة العسكرية والمدنيين من جهة، والدفع للصدام داخل المؤسسة العسكرية نفسها من جهة أخرى".
وأوضحت أنها "حملة مرتبة و معلومة الدوافع، يرجو منها من اسقطتهم ثورة كانون الأول / ديسمبر المجيدة، وقبرت نظامهم الذي مَكنّ للفساد والمحسوبيةِ والعنصريةِ وقتل السودانيين ، أن يعودوا للمشهد مرة أخرى ولو كلف الأمر البلاد حرباً طاحنة بين مكوناتهِ المختلفة" .
وأضافت أن القوات المسلحة السودانية هي ملك للشعب السوداني وهي مؤسسة عريقة تقترب من إكمال عامها المائة منذ التأسيس، خلال هذه العقود تضررت من مغامرات الانقلابيين ومشاريع المستبدين الذين استغلوا إسمها لتمرير مشاريع سياسية لا علاقة لها بمهامها ".
وأكدت أن نضالها بالوسائل المدنيةِ والسياسية ضد هذه المجموعات الانقلابية لخلافها مع مشروعها السياسي وليس مع بزتها العسكرية"، مشيرة إلى أن "المؤسسة العسكرية تظل دوماً موقع احترامها وتقديرها ويحمل مشروعها في جوهره إعادة الاعتبار لها بالنأي بها عن أي أجندة سياسية حزبية، وتأسيس دولة ديمقراطية تتوفر فيها فرصة حقيقية للمؤسسة العسكرية إلى أن تتوحد بإنهاء أي وجود لتعدد الجيوش ، وأن تصبح مؤسسة حديثة حسنة التدريب والتسليح معبرة عن تعدد البلاد وتنوعها وحامية لها من المهددات الخارجية التي تتربص بها".
وأشارت إلى أن "من يستهدف المؤسسة العسكرية هو من يزج بها في أتون الصراع السياسي ، ونحن الأحرص على تقديرها واحترامها ومساعدتها على أداء مهامها المنصوص عليها في الدستور والقانون بإبعادها بها عن أي شكل من أشكال الاستقطاب السياسي".
ويشهد السودان احتجاجات ومظاهرات منذ الخامس والعشرين من تشرين أول/أكتوبر 2021عندما أطاح رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية التي كان يرأسها انذاك عبد الله حمدوك وأعلن حالة الطوارئ ، فيما اعتبرته قوى سياسية ومدنية "انقلابا عسكريا" ، فيما نفي الجيش أن تكون هذه الإجراءات انقلابا بل وصفها بأنها تصحيح لمسار الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير .