حيوانات أليفة تئن من قسوة البشر

زهرة الخليج
2022-08-15

حيوانات أليفة تئن من قسوة البشر (زهرة الخليج)

قد يدعي البعض أن الرفق بالحيوان من الأمور الترفيهية، ويخص فئة معينة من البشر وهم الفئة الأكثر ترفاً في المجتمع، وقد يرون أنه من الأفضل الرفق بالإنسان، ومراعاة حقوقه. لكن الحقيقة هي أن الحيوان الأليف روح ضعيفة، تعجز عن الدفاع عن نفسها، ومواجهة قسوة البشر في بعض الأحيان؛ إذا تسببوا في أذيته؛ لذلك حثت جميع الشرائع السماوية على توفير الحماية له، والعطف والرفق بجميع أنواع الحيوانات، وسنت الدول العديد من القوانين لتحقيق الهدف نفسه.

والغريب في الأمر أن المجتمعات تحدث فيها ظواهر تدعو إلى التعجب؛ فقد يلاحظ وقوع عنف مستفز على الحيوانات ومنها الكلاب، رغم أننا ندرك اهتمام العالم الحديث بإنشاء جمعيات للرفق بالحيوان، خاصة الكلاب، حتى إن هناك حضانات خاصة لرعايتها أثناء توجه صاحبها للعمل أو السفر. وهذا يجعلنا نتساءل: لماذا هذا التناقض في المجتمعات؟ ولماذا أصبحنا نقرأ قصصاً ونرى صوراً تصيب المشاهد بالذعر؛ بسبب العنف الذي يمارس على الكلاب؟

في التحقيق التالي، التقت «زهرة الخليج» شريحة من الناس يقومون بتربية أنواع من الحيوانات الأليفة، ومختصين بالتربية وعلم النفس، وعاملين بمجال الطب البيطري؛ للوقوف على أهمية رعاية الحيوانات، وعدم إيذائها، وكيفية القيام بذلك على الوجه الأمثل.

«العلاقة بيني وبين كلبي قصة حب لا تنتهي».. هكذا بدأت البريطانية وين روكمان حديثها، قائلة: سعيدة جداً لوجود كلبي من نوع «بودل» في حياتي، لاسيما وقد نشأت في عائلة تعتني بالحيوانات - خاصة الكلاب - منذ الصغر، وتعلمت من والدتي طريقة الاعتناء بها، وتربيتها، مؤكدة أنها تصطحب كلبها أينما ذهبت، وعندما ستعود إلى بلدها مرة ثانية ستأخذه معها، مهما كلفها الأمر من أموال.

بدَوْرها، تؤكد الإماراتية خولة محمد، موظفة في إحدى الشركات الخاصة بإمارة أبوظبي، أنها تربي كلبة من نوع «لابرادو»، منذ أكثر من 3 سنوات، وقد حصلت عليها من عائلة كادت تلقي بها في الشارع؛ بسبب تقدمها في العمر، وأنها شارفت على الموت، ولم يعد لها فائدة، لاسيما أنهم كانوا يبيعون صغارها كلما ولدت للحصول على الربح المالي. وحينها، أشفقت عليها، ووجدت خولة أنه من الضروري أن تقوم برعايتها والرفق بها حتى آخر يوم في عمرها، مشددة على ضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول كيفية الاهتمام بالحيوانات والتعامل معها؛ إذا وصلت إلى هذه السن.

ويوضح الأيرلندي كيران تريسي، مدير أحد إسطبلات الخيول في أبوظبي، أنه حصل على كلبه من نوع «شيواوا»، منذ عامين تقريباً، من أحد ملاجئ الحيوانات في إمارة الفجيرة، مشيراً إلى أنه يعيش في الإمارات مغترباً، وليست لديه عائلة، ويعتبر كلبه صديقه المفضل، يأخذه معه إلى مقر عمله، ويتعامل معه بمنتهى الرفق، لافتاً إلى أنه رأى في كلبه الوفاء والصداقة اللذين يفتقدهما الكثير من البشر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي