لوموند: غزة ستظل سجنا حتى بعد الهدنة

2022-08-10

لا تقتصر الاستكانة الدولية في هذه المنطقة على غزة حسب لوموند، بل إن سياسة إسرائيل المتمثلة في عمليات الإخلاء الجارية في الأحياء الشرقية من القدس (أ ف ب)

في إثر الحرب الجديدة على غزة وما تبعها من توقيع هدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي استنكرت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية غياب الدول التي لها تأثير على السلطات الإسرائيلية واستسلامها للوضع الراهن الزائف، قائلة إن هذه الهدنة كالتي سبقتها ومثل تلك التي ستتبعها حتما لم تثر سوى نفس البيانات الصحفية المقتضبة.

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن القنصليات سوف تنسى سريعا هذا العنف الذي دائما ما يكون الفلسطينيون هم من يدفعون أرواحهم ثمنا باهظا له، وذلك بمجرد أن تصمت المدافع.

وتلك القنصليات مخطئة في ذلك -وفقا الصحيفة- كما أنها مخطئة في فقدان الاهتمام بقطاع غزة نتيجة التعب واليأس من مصير هذه المنطقة الخاضعة لحصار لا يرحم منذ أكثر من 15 عاما.

وعلى الرغم من حروب 2008 و2012 و2014 و2021 -تقول لوموند- فإن هذه السنوات الـ15 من التقليل من شأن هذا الوضع غير المقبول جعلت من غزة أرضا ممحوة من الوعي الدولي.

وعندما يتوقف القتال يعود الإسرائيليون إلى الحياة العادية، أما سكان غزة -الذين ما زالوا يخضعون لنفس نظام العقاب الجماعي وما زالوا أسرى في نفس السجن المكشوف- فإنهم سيعودون إلى شريطهم الضيق ليتشبثوا بالحياة من جديد "فقط بفضل المساعدة الخارجية التي تسيطر عليها إسرائيل بشدة"، على حد تعبير لوموند.

وبالنسبة لتداعيات هذا الحصار المميت -وفقا للوموند- فهي معدل بطالة مدمر ومستوى فقر يحكم على الفلسطينيين بحياة بدون مستقبل، وظروف معيشية حرجة بشكل متزايد.

ولا تقتصر الاستكانة الدولية في هذه المنطقة على غزة حسب لوموند، بل إن سياسة إسرائيل المتمثلة في عمليات الإخلاء الجارية في الأحياء الشرقية من القدس، وأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية مثل قرار الترحيل القسري لألف فلسطيني من جنوب الخليل لا تواجه إلا بأصوات مبحوحة ما فتئت تبهت شيئا فشيئا.

وختمت لوموند بأنه "يجب أن يمثل قصف غزة جرس إنذار، لأن الثمن الأخلاقي للتقاعس عن فعل شيء هناك سوف يتعين دفعه يوما ما".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي