الأوكرانيون الفارون من الحرب لا يمكنهم الحصول على تصاريح عمل في الولايات المتحدة

د ب أ- الأمة برس
2022-07-27

قد ترك ذلك الأشخاص يكافحون من أجل دفع ثمن الطعام والسكن، وتوتر علاقاتهم مع الأصدقاء والأقارب الذين لم يتصوروا أبدا استضافة المعالين على المدى الطويل (ا ف ب)

كييف: فرت ليليا كرافتسوفا من مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية عندما انفجرت قنابل ومات أشخاص، تاركة وراءها ممارستها للمحاماة بحثا عن الأمان في الولايات المتحدة.

لم تعد كرافتسوفا تعمل محامية في الولايات المتحدة، حيث تعيش مع عمة وعم وابن عم في وادي هنتنجدون. وفي الواقع ، إنها لا تعمل على الإطلاق، فهي غير مسموح لها بذلك. وستمر أشهر قبل أن تحصل على إذن حكومي رسمي لتولي وظيفة، وفقا لصحيفة فيلادلفيا إنكوايرر.

وقالت كرافتسوفا /28 عاما/ التي وصلت إلى الولايات المتحدة في أيار/مايو: "يضطر الاوكرانيون للبحث عن عمل غير قانوني، ويواجهون العديد من المخاطر".

والمشكلة بسيطة لكن تداعياتها ضخمة، إذ يتم الترحيب بالأوكرانيين مثل كرافتسوفا في الولايات المتحدة وسط تدمير الغزو الروسي، ثم يظلوا عالقين في انتظار تصاريح العمل التي ستسمح لهم بدعم أنفسهم.

وقد ترك ذلك الأشخاص يكافحون من أجل دفع ثمن الطعام والسكن، وتوتر علاقاتهم مع الأصدقاء والأقارب الذين لم يتصوروا أبدا استضافة المعالين على المدى الطويل. لقد جعل الأمر من المستحيل على الوافدين الجدد إرسال الأموال لمساعدة أسرهم في منطقة الحرب ، وأبقى العمال بعيدا عن أرباب العمل الذين هم في أمس الحاجة إلى التوظيف ، وحرم الحكومات المحلية وحكومات الولايات والحكومة الاتحادية من عائدات الضرائب في وقت يشهد جائحة لا نهاية لها.

كما أنه يمنع المهاجرين الأوكرانيين من الاندماج بشكل كامل في الحياة الأمريكية في وقت يبدو فيه أن المزيد سيحتاجون إلى البقاء لفترة أطول مما كانوا يعتزمون.

وقالت محامية شؤون الهجرة في نيويورك "أولها خومياك" ، وهي قائدة في فرقة عمل الهجرة الأوكرانية المتطوعة الجديدة التي تركز على هذه القضية: "يتوسل الأشخاص للحصول على بعض المساعدة ... يحتاج الأوكرانيون إلى هذا الإذن ليس في غضون ثمانية أشهر أو 10 أشهر ، بل يحتاجون إليه الآن".

وكان أكثر من 5ر1 مليون طلب تصريح عمل معلقا في نهاية عام 2021، وفقا لدائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية . وارتفع إجمالي الطلبات المعلقة لجميع خدمات دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية بنسبة 66% في ثلاث سنوات ، من 7ر5 مليون في أيلول/سبتمبر 2019 إلى 5ر9 مليون في شباط/فبراير من هذا العام ، وفقا لمعهد سياسة الهجرة في واشنطن.

واليوم يتراوح متوسط الانتظار للحصول على تصريح عمل ما بين ثمانية إلى عشرة أشهر. وهذا يعني أنه حتى الأوكرانيين الذين وصلوا عندما بدأت الولايات المتحدة في فتح أبوابها يمكن أن يظلوا ينتظرون العام المقبل.

وهناك حوالي 90% من الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال. ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن بعض النساء قد يجبرن على فعل "كل ما في وسعهن للحصول على المال، وأحيانا يعني ذلك القيام بأشياء نكره التفكير فيها"، حسبما قالت آن سميث، محامية شؤون الهجرة في واشنطن التي تعمل مديرة لسياسة فرقة العمل.

وتريد المجموعة، المؤلفة من نحو 100 محام ومجموعة غير ربحية، من إدارة الرئيس جو بايدن أن تتصرف بسرعة لمساعدة الأوكرانيين، الذين هرب الكثير منهم دون أي شيء.

واليوم، توفر الولايات المتحدة ملاذا لنحو 180 ألف أوكراني، وهو عدد كبير من حيث الهجرة الأخيرة، وبالكاد يمثل موجة صغيرة من بين 1ر9 مليون شخص فروا من حرب أثارت أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويسمح برنامج "الاتحاد من أجل أوكرانيا" الذي أعلنته إدارة بايدن في نيسان/أبريل لما يصل إلى 100 ألف أوكراني بالعيش مع أفراد أسرهم ورعاتهم والتأهل للحصول على تصاريح عمل. وفي آذار/مارس، منح البيت الأبيض وضع الحماية المؤقتة للأوكرانيين الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة، ومنع ترحيلهم وتقديم تصاريح عمل لما يصل إلى 59 ألفا و600 شخص.

كما قبلت الولايات المتحدة 20 ألف أوكراني وصلوا إلى الحدود الجنوبية قبل إنهاء هذه الممارسة في أواخر نيسان/أبريل.

ومع استمرار الحرب ودخولها في شهرها السادس دون حل في الأفق ، يدرك المزيد من الأوكرانيين أنهم قد يحتاجون إلى البقاء والبدء من جديد في هذا البلد.

وغزت روسيا أوكرانيا في 24 شباط/فبراير. ومن آذار/مارس إلى حزيران/يونيو ، وصل أكثر من 71 ألف أوكراني إلى هذا البلد، وحتى الشهر الماضي تمت الموافقة على سفر 23 ألفا آخرين، وفقا لوزارة الأمن الداخلي. وحصل عدد قليل من الوافدين على إذن بالعمل، رغم أن في الولايات المتحدة 3ر11 مليون فرصة عمل.

 وحاليا ، يتلقى الوافدون الجدد الذين يقدمون طلبا للحصول على تصريح عمل بريدا إلكترونيا للرد التلقائي. وقالت سميث إنه يمكن تعديل هذا الرد ليشمل تصريح عمل مؤقت. ويمكن أن يكون التصريح بمثابة دليل قانوني أثناء معالجة دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية للطلب الرسمي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي