
واشنطن: تبدي سلطات فلوريدا قلقا إزاء غزو الحلازين الإفريقية العملاقة، وهو جنس حيواني سريع التكاثر يُعرف بشهيته المفتوحة وقد يشكل خطراً على الإنسان، إحدى مناطق الولاية الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة.
منذ نهاية حزيران/يونيو، كان موظفو مديرية الزراعة في هذه الولاية المشمسة يتفقدون حدائق نيو بورت ريتشي، وهي مدينة صغيرة على الساحل الغربي حيث استقرت هذه الحلازين.
هذه الرخويات التي يمكن أن يصل طولها إلى 20 سنتيمترا، هي "آفة زراعية تتغذى على أكثر من 500 نوع مختلف من النباتات"، وفق جيسون ستانلي، عالم الأحياء في هذه الوكالة الحكومية.
ويقول ستانلي لوكالة فرانس برس "لذلك نحن قلقون بشأن وجودها في بيئتنا".
ويشير ستانلي إلى أن حلزونا إفريقيا عملاقا واحدا يمكنه وضع ما يصل إلى ألفي بيضة سنويا، وهو معدل تكاثر كبير يشكّل خطرا على القطاع الزراعي المهم في الولاية.
على بعد أمتار قليلة، يتنقل ميلون، وهو كلب من فصيلة لابرادور دُرّب على تعقب الحلازين، مع سيده. يذهب تحت شجرة، يبحث في العشب ... وعندما يحدد أخيرا هدفه، يجلس عليه.
بمساعدة ميلون وكلب بوليسي آخر، جرى الإمساك بألف ومئتي عينة من هذه الأنواع الغازية في مقاطعة باسكو.
وللتغلب على هذا الحلزون المدمر، تستخدم السلطات أيضا مادة "ميتالديهيد"، وهو نوع من قاتل الحلازين لا يؤذي الإنسان والحيوان، بحسب السلطات.
كما وُضعت نيو بورت ريتشي تحت الحجر الصحي، إذ لا يمكن إخراج أي نبتة منها، بهدف منع خروج أي حلزون معها.
وتعتبر السلطات أن دخول هذه الرخويات الآتية من شرق إفريقيا، إلى فلوريدا قد يكون عائدا إلى إحضارها كحيوان أليف.
ويوضح جيسون ستانلي أن هذه الحلازين لها لون فاتح، على عكس معظم مثيلاتها ذات البشرة البنية، وهي خاصية تجعلها "رائجة جدا.
- أمراض خطيرة -
مع ذلك، يمكن أن يكون هذا الحلزون خطيرا على البشر. ويلفت ستانلي إلى أن هذا الحيوان يحمل "دودة الفئران الرئوية التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا".
ورُصد هذا النوع الطفيلي بين الرخويات التي أُمسك بها في مقاطعة باسكو، وهو يدخل إلى رئتي الفئران عندما تأكل الحلزون، ثم ينتشر عن طريق السعال.
ويشرح عالم الأحياء أنه إذا ابتلع الإنسان إحدى هذه الديدان، فإنها تنتقل إلى الدماغ، حيث يمكن أن تسبب التهاب السحايا.
في نيو بورت ريتشي، ما زال جاي باسكوا لا يصدق أن مثل هذا الحيوان الصغير يسبب مثل هذا الاضطراب.
في أواخر حزيران/يونيو، زار ممثل من وزارة الزراعة متجره المتخصص في بيع وإصلاح جزازات العشب لزيادة الوعي بالمشكلة.
ويقول الرجل البالغ 64 عاما لوكالة فرانس برس "في البداية، كان من المضحك رؤية كل الاهتمام الذي يثيره هذا الحلزون"، "لكن بمجرد أن فهمت كيف تتطور، وكيف وصلت إلى هنا والأمراض والمشاكل التي تسببها، أصبح ذلك مدعاة للقلق".
منذ ذلك الحين، وجد باسكوا عشرات من هذه الحلازين في حديقته، رغم أنه لم ير أياً منها على مر الأيام الثلاثة الماضية.
وكان قضي على الحلزون الإفريقي العملاق مرتين، من أجزاء أخرى من فلوريدا، بداية عام 1975 ومرة أخرى في عام 2021.
كانت آخر حملة إبادة لهذه الرخويات في مقاطعة ميامي-ديد استمرت عشر سنوات، وكبّدت نفقات بقيمة 23 مليون دولار.
لكن عالم الأحياء جيسون ستانلي متفائل، إذ يقول إن الغزو يجري "حتى الآن في منطقة واحدة، ونحن نراقبها ونتعامل معها أصلا. لذلك نأمل ألا يستغرق هذا الوقت الطويل هذه المرة".