ناشونال إنترست: إقامة تحالف إسرائيلي عربي للدفاع الجوي قد يضر بالشرق الأوسط

2022-07-19

مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا فإن الهجمات على منشآت النفط والغاز الطبيعي في الخليج قد تكون لها عواقب إنسانية وخيمة في كل ركن من أركان العالم (أ ف ب)

في مقال نشرته مجلة "ناشونال إنترست" (The National Interest) على موقعها الإلكتروني قال باحث في المجال العسكري إن الخطة التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم "تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط" تهدف إلى تبادل المعلومات بشأن تهديدات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوية الإيرانية للمنطقة.

وأضاف صموئيل هيكي -وهو محلل أبحاث في مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار- أن الخطة ترمي كذلك إلى توفير أقصى تغطية بصرية للكشف المبكر عن تلك التهديدات التي تشكلها الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وكذلك الطائرات المسيرة الإيرانية.

ومع ذلك، فإن كاتب المقال يرى أن تكامل منظومات الدفاعية الصاروخية للدول المشاركة في التحالف المذكور لا يعدو أن يكون مجرد "علاج مؤقت لجرح نازف"، والذي قد يأتي -في أسوأ الأحوال- على حساب فتح حوار جديد بين إيران وأعدائها.

التحالف قد يؤجج الصراع الطائفي

وأضاف هيكي أن السعودية والإمارات ظلتا منخرطتين بشكل ثنائي مع إيران للحد من التوترات في ما بينها، ولكن "بدون مبادرة دبلوماسية تكميلية لتعزيز هذه المحادثات وتشجيع إجراء حوار إقليمي فإن أي تحالف دفاعي صاروخي بإمكانه أن يؤجج احتمال الدخول في مواجهة".

وإذا لم تكن واشنطن قادرة على إنجاز مهمتين "تافهتين" في وقت واحد فلن تكون الدبلوماسية وحدها غائبة عن مركز السياسة الخارجية الأميركية، بل إن من المحتمل أن ينظر إلى التحالف العربي الإسرائيلي على أنه محض تحالف مناهض للشيعة، وهو ما حذر منه وزير الخارجية الحالي أنطوني بلينكن الرئيس السابق دونالد ترامب من إنشائه في عام 2017.

وكان بلينكن قد كتب آنذاك أن أي "تحالف مناهض للشيعة يتنكر في هيئة تحالف أمني شرق أوسطي لن يؤدي إلا إلى تأجيج تلك الحرائق الطائفية وسيتسبب في مزيد من الإرهاب وليس أقل من ذلك، وبدلا من الانحياز إلى أي طرف في هذا الصراع يجب على واشنطن الضغط على الرياض وطهران للتوقف عن إذكاء جذوته".

ويعتقد هيكي في مقاله أنه بينما تنخرط الدول في حوار مع إيران لضمان عدم تمكنها من الحصول على سلاح نووي من خلال محاولة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الصفقة الإيرانية فإن إطلاق مسار مزدوج يدفع البحرين ومصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات وإيران إلى الشروع في عمل دبلوماسي وتحمل مسؤولية أكبر عن الأمن الإقليمي ظل معدوما.

وأوجز الكاتب محاولات الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال 3 عقود لاستحداث بنية دفاع صاروخي وجوي بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن كل تلك الجهود لم تبرح مكانها بسبب انعدام الثقة بين تلك الأطراف.

ومما لا شك فيه -برأي هيكي- أن الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والهجمات التي تشنها إيران ووكلاؤها في المنطقة تهدد دول الخليج -خاصة السعودية والإمارات- وكذلك أسواق الطاقة العالمية.

ومع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا فإن الهجمات على منشآت النفط والغاز الطبيعي في الخليج قد تكون لها عواقب إنسانية وخيمة في كل ركن من أركان العالم.

وبالإضافة إلى ذلك فإن اعتماد روسيا المتزايد على ضرب أهداف مدنية بالصواريخ كوسيلة "للترويع" يقدم نموذجا تحتذي به الدول التي تواجه خصوما لديهم برامج صواريخ خاصة بهم.

ومن الواضح -وفق مقال ناشونال إنترست- أن التهديدات بالصواريخ والطائرات المسيرة تشكل تحديا خطيرا، لكن تحالفا إقليميا للدفاع الجوي والصاروخي هو في أفضل الأحوال "تدبير مؤقت" لحل الأزمة الأمنية دبلوماسيا، لكنه غير كاف على أكثر من صعيد.

وتعتقد دوائر الاستخبارات الأميركية أنه بمقدور إيران أن تطلق نحو 70 صاروخا في وقت واحد، كما أن قدرتها على نقل منصات إطلاق الصواريخ تعقّد المراقبة والضربات المضادة.

دول المنطقة حذرة من استفزاز إيران

ومع أنه يمكن القول إن الهجمات التي تشنها إيران ووكلاؤها على الدول العربية -ولا سيما السعودية- تنطوي على عناصر تشكل حالة حرب فإن حكومات الخليج ستكون حذرة بشأن استفزاز إيران أكثر كما أظهرت ذلك مرارا وتكرارا، وفق كاتب المقال.

وزعم الباحث والمحلل في مقاله أن مواجهة طهران عسكريا بدون الولايات المتحدة أمر غير مطروح بالنسبة لدول الخليج.

وأشار إلى أن كلا من الرياض وأبو ظبي طرحتا مبادرات دبلوماسية لتجنب الحرب مع إيران، مضيفا أن دول الخليج الأخرى فضلت وسهلت خفض التصعيد مع طهران بدلا من المواجهة العسكرية معها.

وخلص الكاتب إلى أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتمد فقط على الإجراءات العسكرية مثل تحسين الدفاع الجوي، بل يجب عليها أن تتبنى وتدعم المحادثات بين إيران من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى كطريق نحو إقامة بنية أمنية إقليمية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي