ميديا بارت: الحرب في أوكرانيا.. لماذا تلتزم إسرائيل الحياد؟

2022-07-18

إسرائيل خائفة على يهود روسيا ومن الصدمات التاريخية واختلال توازن القوى بالشرق الأوسط (ا ف ب)

يرى مقال في ميديا بارت (Mediapart) الفرنسي أن حكومة إسرائيل، مهما تطورت المواقف، ستتجنب أي صدام مع روسيا ولن تقبل بالانضمام للعقوبات الغربية ولا بتزويد أوكرانيا بالسلاح، وذلك انطلاقا من منطق السياسة الواقعية في الشرق الأوسط ممزوجا بالخوف على يهود روسيا والخوف من تكرار الصدمات التاريخية.

ونشر الموقع مقالا للكاتب جوزيف كونفافرو أوضح أن إسرائيل لم تزد على استدعاء سفير موسكو عندما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا غرابة في اتهام بلاده للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه نازي (مع أنه يهودي) لأن لهتلر نفسه دما يهوديا، مثيرا بذلك سرا قديما يفيد بأن إخفاء أصل هتلر اليهودي هو الذي أثار كراهيته لليهود.

نازي رغم أنه يهودي

وكانت أوكرانيا قد وصفت الاتهام الروسي لرئيسها بأنها "فاضحة ولا تغتفر، وخطأ تاريخي فظيع" ليتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته نفتالي بينيت ويسوي المسألة بالادعاء أنه تلقى اعتذارا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تصريحات لافروف خلال اتصال هاتفي، قبل أن يكتب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بيانا صحفيا يتعلق بالمحادثة لا يحتوي على أي علامة على الاعتذار المذكور.

كذلك، يقول الكاتب إن إسرائيل رأت في تصريحات لافروف رسالة صريحة موجهة إليها وإلى رغبة موسكو في حفاظ إسرائيل على توازن دبلوماسي بين الأطراف المتحاربة، خاصة أن الحياد يحقق مصالحها.

وأشار المقال إلى الاتفاق الضمني لإسرائيل مع روسيا لتتركها تضرب القواعد الإيرانية في سوريا، وعلى بقاء الجاليات اليهودية الكبيرة في أوكرانيا وروسيا، حيث يوجد نحو 1.5 مليون يهودي في روسيا ونحو نصف مليون في أوكرانيا.

موقف متوازن

غير أن هذا الحياد، حسب الكاتب، لا يرضي موسكو ولا واشنطن التي طالبت إدارتها إسرائيل بالانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، كما أنه لا يرضي كييف التي قال رئيسها إنه "من الممكن التوسط بين دولتين، ولكن ليس بين الخير والشر" مصرا -وهو الرئيس اليهودي الوحيد خارج إسرائيل وليتوانيا- على أن غزو أوكرانيا كان مأساة "لليهود وللعالم" منتقدا "لا مبالاة" إسرائيل ورفضها تسليم أسلحة دفاع جوي لبلده.

وأضاف المقال: لئن تذرعت إسرائيل بأن القبة الحديدية لا تصلح فنيا لأوكرانيا، فإن الباحث ألكسندر غرينبيرغ المولود في موسكو، والذي يعرّف نفسه اليوم بأنه "يهودي إسرائيلي صهيوني متدين أرثوذكسي ناطق بالروسية دون أن يكون روسيا" يجد لها العذر في عدم تزويد كييف بالأسلحة في أن الموقف الإسرائيلي المتوازن يتماشى مع أولوية ضمان أمنها على الحدود مع سوريا ولبنان، حيث تشكل روسيا لاعبا رئيسيا، حتى أن رئيس وزراء إسرائيل يائير لبيد قال قبيل الحرب "لدينا حدود مشتركة مع روسيا".

كبش الفداء والكيل بمكيالين

أما بالنسبة للإسرائيلية نينا التي هاجرت من الاتحاد السوفياتي عام 1990، فهناك "مستوى عالٍ من معاداة السامية في روسيا، حيث تعيش مجتمعات يهودية كبيرة، ولا نعرف ما يمكن أن يحدث" كما يرى كيريل فيفرمان الأستاذ في جامعة أرييل أن "الوضع متفجر. إذا خسر أحد البلدين الحرب، فمن المحتمل أن يتم البحث عن كبش فداء. وقد أظهر لي بحثي ما يكفي أنه كان دورنا التاريخي، وأنه لم يكن هناك كبش فداء أفضل من اليهود".

ويختتم المقال بأن الحرب الأوكرانية أثارت قضية أخرى على الجانب الآخر، في فلسطين، حيث دأب مناضلو القضية الفلسطينية، منذ بداية الغزو الروسي، على التأكيد على مسألة "الكيل بمكيالين" فيما يتعلق برد فعل المجتمع الدولي على الاحتلال العسكري للأرض من قبل قوة أجنبية، خاصة أن هناك تشابها يؤثر أيضا في الإرادة السياسية لدى إسرائيل التي لا تستطيع أن تدين الأعمال العسكرية الروسية بشكل واضح للغاية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي