هل يواجه بايدن ترامب مرةً أخرى في انتخابات 2024؟

الأمة برس - متابعات
2022-07-17

بايدن وترامب (أ ف ب)

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحليلًا لجوناثان شولت، الأستاذ المساعد في دراسات الإعلام والمدير التنفيذي لمركز روبر لأبحاث الرأي العام بجامعة كورنيل، وبيتر كيه إينز، أستاذ الحكم والسياسة العامة في جامعة كورنيل والمؤسس المشارك لفيرا سايت، حول الشخصيات المتوقَّع أن تكون مرشحة للرئاسة في عام 2024، وهل سيؤدي ذلك إلى خوض بايدن وترامب انتخابات الرئاسة بعضهما ضد بعض مرةً أخرى في ذلك العام.

ويستهل الكاتبان تحليلهما بهذه التساؤلات: هل يسعى الرئيس بايدن لإعادة انتخابه في عام 2024؟ وهل سيحاول دونالد ترامب السعي لفترة ولاية ثانية غير متتالية؟ وهل يخطط رون ديسانتيس، الحاكم الجمهوري الجريء لولاية فلوريدا، خوض الانتخابات للوصول إلى البيت الأبيض؟

وعلى الرغم من أن أكثر من عامين تفصل الأمريكيين عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الخبراء يتكهنون بالفعل بمَنْ سيترشحون فيها. وجرت العادة أن يكون رؤساء الفترة الأولى هم المرشحون لحزبهم في الانتخابات التي تلي ذلك. غير أنه بصرف النظر عن ذلك، تشير الحكمة التقليدية إلى أنه من السابق لأوانه تحديد مَن هم المتنافسون في انتخابات عام 2024.

سؤال مختلف عما يطرحه معظم منظمي الاستطلاعات

ويوضح الكاتبان أن معظم الاستطلاعات تسأل عمن يدعمه الأمريكيون لمنصب الرئيس من خلال قائمة تضم سياسيين بارزين يختاروا من بينها. فيما يتبنى الباحثان نهجًا مختلفًا بدلًا من ذلك، إذ يطلبون من المستجيبين تسمية مَنْ يرغبون في رؤيته في قائمة المرشحين. وأثبت هذا الأسلوب ذو النهاية المفتوحة أنه دقيق على نحو ملحوظ.

وقبل أكثر من 18 شهرًا من تحديد الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، طلب الباحثان من الناخبين المحتملين تسمية الشخص الذي يرغبون في ترشُّحه للرئاسة. وفيما يخص الديمقراطيين، كانت الأسماء الأكثر تكرارًا هي بايدن (21.7%)، بيرني ساندرز (10.6%)، هيلاري كلينتون (8%) وإليزابيث وارن (7.6%). وباستثناء هيلاري كلينتون، التي لم ترشح نفسها، فإن هذه النتائج تتطابق تمامًا مع الفائزين الثلاثة الأوائل من مندوبي الولايات، على الترتيب.

من الذي يفضله الناخبون في عام 2024؟

لمعرفة ذلك، أجرى الباحثان تحليلًا لبيانات استطلاع عبر الإنترنت من فيرا سايت (Verasight)، واستعان هذا الاستطلاع بـ1594 بالغًا أمريكيًّا، جرى الوصول إليهم من خلال عينات الاحتمالية المستندة إلى العنوان بالإضافة إلى الإعلانات عبر الإنترنت، وطُلب منهم «التفكير في المستقبل حتى عام 2024، مَنْ تعتقد أنه سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة؟».

ومن المؤكد أن السؤال عمن يعتقد المستجيبون أنه سيكون رئيسًا يختلف عن السؤال عمن يريدون أن يصبح رئيسًا، لكن هذه الصياغة لها ميزة الاستفادة مما يسميه علماء الاجتماع «توقُّعات الناخبين»، أو مَنْ يعتقد المستجيبون أنه يتمتع بأكبر قدر من الدعم. ويمكن للمستجيبين تسمية أي شخص يتبادر إلى الذهن، مما يعطي صورة مباشرة أكثر من الاستطلاعات التي تطلب من الأمريكيين الاختيار من قائمة محددة مسبقًا.

وأُجرِي الاستطلاع بين 12 و14 أبريل (نيسان) – قبل أكثر من 900 يوم من انتخابات 2024. وجرى ترجيح البيانات لمطابقة المسح السكاني الحالي حول العمر والعِرق/الإثنية والجنس والدخل والتعليم والمنطقة والحالة الحضرية، بالإضافة إلى المعايير الحزبية للسكان والتصويت الرئاسي لعام 2020. وفي هذه المرحلة المبكرة، مَنْ برأي الأمريكيين سيفوز بالرئاسة؟

برزت أربعة أسماء: ترامب وبايدن وديسانتيس وكمالا هاريس. وليس من المستغرب أن يعتمد ترتيب هذه الأسماء على الحزبية. فبين الجمهوريين، حصل ترامب على أكبر عدد من المرات التي ورد فيها اسمه بهامش كبير، إذ رشَّحه 57% من الجمهوريين الذين شملهم الاستطلاع. واحتل ديسانتيس المركز الثاني بين هذه المجموعة، ولكن بنسبة 10% فقط، يليه بايدن بنسبة 6%. ومن بين الديمقراطيين، حصل بايدن على أكبر عدد من المرات التي ورد فيها اسمه بنسبة 42%، تليه هاريس وترامب، بنسبة 6% لكل منهما.

أما الأسماء التالية الأشهر بين الجمهوريين فكانت مايك بنس ونيكي هالي وتيد كروز. وفيما يخص الديمقراطيين، كانت الأسماء التالية الأشهر هي هيلاري كلينتون وبيت بوتيجيج وميشيل أوباما.

لماذا قد تكون هذه الإجابات دقيقة؟

الانتخابات ما زالت بعيدة ويمكن أن تتغير أشياء كثيرة. ويتساءل الباحثان عن السبب الذي يجعلهم يعتقدون أن هذه النتائج مفيدة؟

أحد الأسباب هو أنها توفر مقياسًا واضحًا للتعرف إلى الاسم، والذي يشير البحث إلى أنه يسهم في نجاح الانتخابات. كما أنها تعكس الدور القوي للحزبية، وهو عامل رئيس آخر في التصويت الرئاسي. وبالاقتران مع البدايات المبكرة لجمع التبرعات والحملات، يعتقد الباحثان أن البيانات المتعلقة بشعبية المرشح قبل أكثر من عامين، إذا قِيسَت بهذه الطريقة، فإنها تقدم رؤى مهمة حول كل من عقلية الناخبين والنجاح الانتخابي.

إن نتائج هذا الاستطلاع جديرة بالملاحظة لعدة أسباب. كان ديسانتيس هو الاسم الثاني الأكثر ذِكرًا بين الجمهوريين في أبريل، أي قبل جلسات الاستماع التي أجرتها لجنة مجلس النواب والتي تحظى باهتمام كبير حول دور ترامب في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي. ويشير ذلك إلى أن دعم الجمهوريين لديسانتيس قد يكون أكثر رسوخًا مما كان يُعتقد سابقًا. وعلاوةً على ذلك، سيطر ترامب وبايدن على استجابة أعضاء حزبيهما بأغلبية ساحقة إلى حد ما، حيث ورد ذكرهما من خمس إلى سبع مرات أكثر من أي شخص آخر.

ويخلص الباحثان إلى أن أمورًا كثيرة يمكن أن تتغير خلال العامين المقبلين. لكن هذه البيانات تشير إلى أنه على الرغم من كل الحديث حول المرشَّحَيْن القابلَيْن للبقاء في انتخابات 2024، فمن المرجح أن يتمتع ترامب وبايدن بدعم قوي من أحزابهما إذا اختارا الترشح. وإذا لم يفعل أي منهما ذلك، سواء بسبب الصحة أو الفضيحة أو شيء غير متوقع تمامًا، فلدينا فكرة جيدة عمن سيأخذ مكانهما في أعلى قائمة المرشحين، وفق ما يختم به الكاتبان.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي